فتح بيروت.. كيف قضى المماليك على آخر معاقل الصليبيين فى الشرق؟

الثلاثاء، 23 يوليو 2024 11:00 م
فتح بيروت.. كيف قضى المماليك على آخر معاقل الصليبيين فى الشرق؟ المماليك
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر، اليوم، ذكرى فتح المماليك مدينة بيروت التى كانت تحت السيطرة الصليبية، بعدما استولوا عليها فى عام 1109م، ثم على صيدا في عام 1110م، وأخيراً صور عام 1124م، خلَّف الصليبيون وراءهم العديد من القِلاع فى لبنان مثل قلعة طرابلس وقلعة شقيف وقلعة سان جيل.

وبحسب مقال للباحث نصير حمود، واصل الظاهر بيبرس الجهاد ضد الصليبيين، ووضع برنامجا طموحا للقضاء عليهم وطردهم من الشام، وبدأت هجماته وحملاته فى وقت مبكر من توليه السلطنة؛ فهاجم إمارة إنطاكية سنة (660هـ-1262م) وكاد يفتحها، ثم بدأ حربه الشاملة ضد الصليبيين منذ عام (663هـ-1265م) ودخل في عمليات حربية ضد إمارات الساحل الصليبي، وتوج أعماله العظيمة بفتح مدينة إنطاكية سنة (666هـ-1268م)، بعد أن ظلت رهينة الأسر الصليبي على مدى أكثر من مائة وخمسين عاما، وكان ذلك أكبر انتصار حققه المسلمون على الصليبيين منذ أيام حطين واسترداد بيت المقدس.

وواصل المماليك حربهم ضد الصليبيين في عهد السلطان (المنصور قلاوون)، الذي تولى السلطنة في سنة (678هـ-1279م)، فاستولى على (حصن المرقب) سنة (684هـ- 1285م)، واسترد (اللاذقية) سنة (686هـ-1287م)، وفتح (طرابلس) بعد حصار دام شهرين في (688هـ-1289م) ثم تلتها (بيروت) و(جبلة)، ولم يبق للصليبيين في الشام سوى (عكا) و(صيدا) و(عثليت) وبعض المدن الصغيرة، وتجهز لفتح (عكا)، غير أن المنية كانت أسبق من إنجاز حلمه؛ فتوفي في (ذي القعدة 689هـ-نوفمبر 1290م).

وبحسب دراسة بعنوان "نهاية الوجود الصليبي في بلاد المشرق  الإسلامي" فإن نهاية آخر تواجد للمعاقل الصليبية في عهد الأشرف خليل الأمير الشجاعي، فبعد أن فتح الأخير صيدا توجه إلى بيروت التي كان بها حامية صليبية صغيرة وكانت مرفأً تجارياً هاما للصليبيين، كانت سيدة بيروت "ايشيفا أوف أيبلين" (Eschiva of Ibelin) تظن أنها بمأمن من المسلمين بسبب توقيعها هدنة مع السلطان قلاوون والد الأشرف خليل.

عندما وصل الشجاعي إلى بيروت طلب من مقدمي الحامية المثول أمامه فلما أتوه قبض عليهم، ففر المقاتلون الصليبيون عن طريق البحر، وتحررت بيروت من الصليبيين في الحادي والثلاثين من يوليو وأمر الشجاعي بتدمير قلاعها وأسوارها وتحويل كاتدرائيتها إلى مسجد.

تحررت حيفا بدون مقاومة صليبية تذكر، وقام الأمير سيف الدين بلبان بمحاصرة طرطوس ففر الصليبيون إلى جزيرة أرواد مقابل الساحل السوري القريبة من طرطوس، وتحررت طرطوس في الثالث من أغسطس، وبعدها عثليت في الرابع عشر من أغسطس، بهذا فقد الصليبيون كافة معاقلهم على ساحل الشام عدا جزيرة أرواد التي بقيت اثنتي عشر سنة في أيدي فرسان المعبد إلى أن قام المسلمون بمحاصرتها وتحريرها في عام 1302.

ويصف السير وليم موير في كتابه (تاريخ دولة المماليك) سقوط آخر معقل إلا معقل الصليبيين بالمشرق والحقد يأكل قلبه فهو لا يترك نقيصة إلا ألصقها بالمسلمين وملكهم فيقول: (حتى الفرسان الذين وعدوا بأن يفسح لهم طريق النجاة أمر السلطان بقطع رقابهم جميعاً بدون رحمة، وأن ما لاقاه أهل بيروت من إهدار دمائهم وقتلهم صبراً لا يقل فظاعة عم وقع في عكا). يسوق كل هذا ولا يبين لنا أسباب هذا الغدر من الجانبين.

ولقد احتفلت العاصمتان مصر ودمشق بهذا الفتح الأشرفي العظيم، ولما دخل الأشرف مدينة دمشق زينت له الشوارع وأقيمت القباب وأقواس النصر، ودخل وبين يديه الأسرى من الإفرنج تحت الخيول وفي أرجلهم القيود وأعلامهم منكسة، ولما دخل مصر وشق المدينة من باب النصر إلى باب زويلة، وأقيمت له الاحتفالات الشائقة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة