يظن البعض، وكل الظن إثم فى هذه الحالة، أن كيان الاحتلال الإسرائيلى هو كيان قوى وقادر على تحقيق ما لا يمكن تحقيقه، والثابت فى التاريخ أن إسرائيل تعيش تاريخها على اكتساب العظات من الخسائر المتكررة، فلا العظات تنتهى، ولا الخسائر تتوقف، ثم يعتقد البعض وكل الاعتقاد خطأ فى تلك الحالة، بأن مستوى إدراك وذكاء إسرائيل فوق العادة، والشاهد الرئيسى أن لديهم شخصا يدعى أفيخاى أدرعى، وفى السخرية الشعبية يدعى "فيخو"، هذا الفيخو ما هو إلا صورة معبرة عن حالة إسرائيل بأكملها، فمستوى ذكاؤه يكاد ينازع الصفر على مكانته، ويفوز الصفر فى النهاية، وبالتالى نحن جميعا مطالبون بإعادة تقييم الصور الذهنية عن إسرائيل ومكوناتها من خلال شخص أفيخاى وتحركاته.
الاعتقاد بأن إسرائيل تختلف عن صورة وتعامل أفيخاى أدرعى، هو اعتقاد خاطئ كليا، وبمناسبة امتحانات الثانوية العامة، نتذكر فى مادة علم النفس والمنطق، القول بأن الجزء المعقول يصدق على الكل، وبالتالى صورة إسرائيل وجيشها واستخباراتها يمكن استنباطها ضمنيا من أفيخاى ومن على شاكلته، فالمدعو يتحدث بلغة عقيمة، فيها نكران لكل تفاصيل الواقع والحقيقة، ويواصل وجهه المكشوف فى تكذيب الواقع، وكل التعليقات على صفحته كاشفة لحجم الغباء المتصاعد لديه، ولذلك فكل التصورات المبنية على أن إسرائيل دولة ذات قوة ضخمة، واستخبارات، وتنصت، كلها ثبت فشلها على مدار تاريخها، وكلها حاضرة أمامنا فى شخص أفيخاى، الجاهل بكل التفاصيل، والذى يتوه فى اللغة العربية، كما تتيه دولته فى فلسطين حتى الآن!.
قد يقول القائل، إن التكنولوجيا العسكرية المتطورة، وإمدادات السلاح كبيرة للغاية فى إسرائيل، لكنه يغفل بأن التكنولوجيا والسلاح يحتاج لعقل بشرى، وتحكم من البشر فى النهاية، وبالتالى لا تكتمل المعادلة لدى إسرائيل، فكلما زادت التكنولوجيا لديهم زاد خوفهم وقلقهم، فجيش الاحتلال الجيش الوحيد فى العالم حينما يطلق ضده طلقة نار أو صاروخ، ينسحب ويجرى، قبل أن يستكمل المعركة ويواجه من ضربه، ولذلك نشطت المسيرات، واختفى العسكريون، وكلما ظهر عسكرى من جيش الاحتلال سقط قتيلا وجريحا، ومعاقا بكل أشكال الإعاقة المتزايدة فى الداخل الإسرائيلى، ولذلك لا تعطوا إسرائيل أكثر من حجمها الحقيقى فى التاريخ والحاضر، فالرواية الإسرائيلية المتآكلة إلى زوال، وتجريس إسرائيل بيد نتنياهو وجماعته متواصل، فكلما هدموا حجرا أو قتلوا بشرا فى غزة والضفة، ساعدوا فى بناء وتدعيم صورة فلسطين حول العالم، بل وبناء قدرات أعدائهم العسكرية والسياسية جميعها وتقريبهم معا، وبغبائهم يستكملون!.
يمكن مراسلة كاتب المقال على الاميل الرسمى z.elkady@youm7.com
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة