على الكشوطى

أيادى الشركة المتحدة البيضاء على الدراما المصرية

الثلاثاء، 25 يونيو 2024 11:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مكانة كبيرة تحتلها الدراما المصرية فى قلوب وعشاق الفن، ليس فقط فى مصر ولكن فى الوطن العربى كله، تلك المكانة التى جعلت من مصر تمتلك أكبر قوة ناعمة فى المنطقة، فلا تجد غرابة فى أن اللهجة المصرية هى الأكثر تداولا وفهما فى المنطقة العربية بالكامل لدرجة جعلت من اشقائنا العرب يستمتعون بالجلوس إلى جوار المصريين فى المقاهى والكافيهات ينتشون بلهجتنا وهزارنا وقفشتنا، تعيد داخلهم حنين وذكريات لنجاحات درامية كبيرة كانت خير سفير للفن المصرى فى الوطن العربي، ما يجعل من الدراما المصرية كنز ثقافى وفكرى عابر للحدود وصاحب مرجعة كبيرة فى قلوب مريديه، من هنا جاء اليقين بضرورة الحفاظ على تلك المكانة واستثمارها بل وتطويرها ليس فقط لتحقيق مكاسب مادية ولكن لأن المكاسب الفكرية والثقافية التى تكسبها الدراما المصرية فى كل جولة تخوضها عائدها يفوق المكاسب المادية بمراحل، ويكفى مصر أنها كانت هى المصدر الأساسى لتصدير الفن والثقافة والدين الوسطى والفكر، لذلك لا يوجد مثل مصر ومثقفيها وفنها وروادها ممن صدروا للعالم العربى الفكر والثقافية والفنون والعلوم.

صناعة الدراما المصرية بقدرتها على دفع الجمهور لحجز مقعده أمام الشاشة لمتابعتها، كانت تحتاج لرؤية وفكر جديد يتناسب مع تحديات الصناعة فى شكلها الجديد، فكر يواجه المشتتات التى تلعب على العقول ما بين التصنيف وبث الفتن وتزوير التاريخ والتشكيك فى الثوابت أو قلب الحقائق، لذا جاءت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لتكون هى الحاضنة للدراما المصرية بكل فروعها مظلة ضخمة تمتلك كل معايير التنافسية تحتضن الصناعة بالكامل وتحافظ عليها وعلى السوق من محاولات ضرب الصناعة لصالح المستفيدين من تورتة التسويق والإعلانات مظلة تقف صائد حد فى مواجهة الحرب على الفن المصرى وافساد الذوق العام بتقديم دراما تفسد العقول وتبث الفتن، والحقيقة أن الشركة المتحدة كانت ولا تزال لها أيدى بيضاء على الدراما المصرية.

 

التنوع وفتح مواسم جديدة خارج موسم رمضان

المتمعن فى مسيرة الشركة المتحدة وخطتها الإنتاجية عبر سنوات مضت سيجد أنها قدمت أكثر من 120 عمل درامي، حرصت من خلالهم على التنوع الكبير فى الموضوعات ما بين التاريخى والكوميدى والسياسى والاجتماعى والدينى وحتى الفانتازيا، ذلك التنوع الكبير يمنح الجمهور اختيارات متعددة يستطيع من خلالها المفاضلة بينهم طبقا لذائقته واهتماماته، تلك الأعمال  التى عمل بها ما يقارب من 12 ألف فنان، وهو رقم ضخم وكبير ويمنح الفرصة لمزيد من توظيف النجوم والفنانين فى الاعمال بحيث يستطيع أغلب الفنانين العمل خلال المواسم الدرامية المختلفة سواء فى رمضان أو ما يطلق عليه الأوف سيزون والذى أصبح يتنافس فيه كبار نجوم الفن وكأنه موسم درامى رمضاني، حيث نجد نسب مشاهدة مرتفعة جدا للأعمال الدرامية فى الأوف سيزون ونجد أيضا موضوعات قادرة على جذب الجمهور، وهو ما يؤكد على وجود فرص كبيرة للمشاركة فى الأعمال الفنية بين الفنانين بمختلف درجاتهم نجوميتهم لدى الجمهور.

 

فتح باب التوظيف والشراكات لصالح المشاهد

هذا الكم الضخم من الأعمال الدرامية فتح الباب لتوظيف ما يقارب من ٢٣ ألف عامل، يعملون خلف الكاميرات، كل عامل منهم لديه أسرة وبيت وبالتالى ساهم ذلك الزخم فى فتح بيوت كثيرة وتوزيع الرزق على شرائح وفئات أكبر وبالتالى تستمر عجلة الإنتاج فى الاستمرار والتقدم والتجويد، خاصة بعدما قامت الشركة المتحدة بالحفاظ على الصناعة ومواجهة التحديات من خلال فتح المجال لسوق انتاجى وشراكات تضم 20 شركة إنتاج مصرية، وهو ما يضمن المزيد من التنوع فى الرؤى والقصص والمواضيع التى تناقشها الأعمال الدرامية من خلال العاملين عليها فى شركات الإنتاج فيكون الناتج فى النهاية لصالح المشاهد الذى يجد كل أنواع الدراما بشرائحها المستهدفة ما بين الشباب أو ربات البيوت أو حتى المراهقين والأطفال.

 

فتح مجالات تسويقية خارج الوطن العربى ومنافسة المنتج الأجنبي

لسنوات طويلة كان رواد الصناعة ينادون بضرورة تصدير منتجاتنا الدرامية خارج القطر العربي، فليس لدينا ما نخشاه من منافسة مع منتجات أجنبية، على العكس لدينا من المعايير التى تدفع بالمسلسل المصرى لمجال المنافسة بكل فخر وبثقة فى مستواه وقدرته على المنافسة وهو ما قامت به الشركة المتحدة من توسع فى التوزيع الخارجى سواء فى الوطن العربى أو الأجنبى خاصة بمنتجات درامية مثل مسلسل الحشاشين الذى فتح له سوق حول العالم.

 

الإيمان بالمواهب الشابة ودعهما

استمرار أى صناعة لابد لها من التجدد وإدخال دماء جديدة تستكمل مسيرة الكبار وتستفاد منه للمستقبل، وهو ما أقدمت عليه الشركة المتحدة، من خلال دعم المواهب الشابة ووضع ثقة الشركة فيهم، حيث قامت الشركة بالدفع بأكثر من 200 وجه فى مجال التمثيل وتصعيد أكثر من 70 موهبة فى مجال الإخراج والتصوير والتأليف، وهو ما منح شاشات قنوات المتحدة، طزاجة فى الأفكار والتنفيذ على مستوى الموضوعات والتمثيل والصورة وتكنيك الإخراج، فلا يغفل أحد نجاحات الشباب وخاصة فى موسم دراما رمضان 2024، والذى أظهر جليا أن المواهب الشابة سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج والتأليف قادرة ليس فقط على منافسة كبار الممثلين والمخرجين وإنما أيضا قادرة على تطوير أدواتها والدخول لمناطق جديدة تشبه حداثة تفكيرهم وعنفوانهم وشغفهم بالمجال الفنى فتجد نفسك أمام تجارب جريئة ومختلفة.

 

جودة المنتج الدرامى على الشاشات

لأن الدراما بالأساس عمل فنى لا بد أن يحمل أهم عناصر الإبهار ليكون جاذب للجمهور سواء كانت دراما تلفزيونية أو سينمائية، نجحت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى الارتقاء بجودة الأعمال المطروحة على الشاشة طبقا لأحدث وسائل وتقنيات الإنتاج، وظهر ذلك بشكل كبير فى نماذج حديثة مثل مسلسلى جت سليمة والحشاشين وجودر، لسنوات طويلة كانت الجهات الإنتاجية تخشى الدخول فى منطقة التقنيات الحديثة واستخدام الجرافيكس باعتمادية كبيرة فى أحداث الأعمال الدرامية لأن المستوى المقدم كان يدعو للضحك وغير مقنع بالمرة وهو ما يحدث تشتت للمشاهد فينشغل بضحالة مستوى التقنيات ويلهى عن العمل نفسه، لكن الشركة نجحت فى ذلك بل استطاعت ان تشجع الكثيرون ممن كانوا يريدون دخول تلك المنطقة الشائكة بعدما أثبتت أن لدينا المهارات والتقنيات الحديثة التى تجعلنا نقدم عملا متماسكا بجودة تنافسية عالمية وليس فقط محلية.

 

دراما رفع الوعى وتغير القوانين والحفاظ على الهوية المصرية

لم تغفل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مسئوليتها الاجتماعية والوطنية تجاه الجمهور، فالحسبة بالنسبة لها ليست حسبة تجارية بحتة تبحث عن المكاسب المادية وإنما تبحث أيضا عن المكاسب الفكرية والثقافية من خلال أعمال تثير النقاش وترفع الوعى وتدفع الجمهور لفتح الكتب وتنمية الثقافة والفكر وذلك من خلال أعمال مثل الإمام الشافعى ومسلسل الحشاشين بكل الأفكار التى طرحها العملين بكل ما أثير حولهما من نقاشات فكرية وندوات صبت فى النهاية لصالح المشاهد ولصالح فكره.

فى الوقت ذاته لا تخشى الشركة المتحدة فى دخول مناطق جدلية مثيرة تفتح النقاش فى قضايا واقعنا تواجه القوانين وتدق ناقوس الخطر وتسلط الضوء على ما يعكر صفو مجتمعنا ويساهم فى زعزعة الأسرة المصرية مثل مسلسل فاتن أمل حربى والذى ناقش قوانين الأسرة وتحت الوصاية الذى ناقش قوانين الوصاية، وهو ما تسبب فى حراك مجتمعى كبير كان سبب فى تغير العديد من القوانين، مع الحفاظ على تماسك الأسرة وترسيخ عادتنا وتقاليدنا والحفاظ على هويتنا الثقافية والاجتماعية من خلال تقديم أعمال مثل مسلسل أبو العروسة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة