تحتفل مصر والمصريون الأسبوع المقبل بالذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، التي قضت على أطماع جماعة الإخوان الإرهابية في الدولة المصرية العظيمة.
وفي مثل هذا اليوم – 30 يونيو – منذ 11 عاماً كنت متواجدة في قلب ميدان التحرير، وسط حشود ملايين المصريين الذين قرروا أن يتنفسوا الحرية من حكم ظالم، ظن واهماً أنه سيحكم مصر لمدة 500 عام، كما خططت الجماعة.. ولكن تحطمت أحلام الإخوان على صخرة إرادة المصريين الأحرار، الذين خرجوا بالملايين إلى كافة ميادين الجمهورية ليهتفوا "يسقط يسقط حكم المرشد"، متسلحين بالعزيمة الضارية والصمود الفولاذي الممزوجين بأسمى معاني العزة والكرامة.
استطاع المصريون خلال ثورة 30 يونيو أن يسطروا ملحمة عظيمة يخلدها تاريخ مصر الحديث بحروف من نور، حينما خرجوا جميعاً على قلب رجل واحد في الشوارع والميادين، معلنين انتفاضة الشعب بكافة أطيافه وفئاته ضد حكم الجماعة الإرهابية، لاسترداد الهوية المصرية التي سُلبت طوال عام كامل من قبل جماعة المرشد.
وانحازت القوات المسلحة الباسلة، لإرادة ملايين المصريين كعادتها دائماً على مر العصور، وبعد أن أعطت مهلة للجماعة الإرهابية أكثر من مرة لتلبية مطالب المصريين، صدر البيان التاريخي في 3 يوليو 2013 بمشاركة كافة رموز القوى السياسية الوطنية، وتحررت مصر والمصريين من قبضة الإخوان.. ذلك البيان الذي لاقي فور إعلانه، احتفالات مهيبة للمصريين في ميداني التحرير والاتحادية وفي مختلف المحافظات، وعمّت الأفراح في الشوارع بعد إعلان سقوط حكم الجماعة الإرهابية، لتبدأ مرحلة جديدة أنهت مساعي الإخوان للسيطرة على جميع مفاصل الدولة المصرية العظيمة، مرحلة تضمنت خارطة مستقبل لبناء مجتمع مصري قوي ومتماسك، لا يقصي أحداً من أبنائه وتياراته وينهي حالة الصراع والانقسام في الوطن..
بعدما استطاع المصريون تحرير مصر الكبيرة من براثن الشر عبر إرادة ثورة 30 يونيو المجيدة، ساقت الأقدار أن يتصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي مشهد خلاص الدولة المصرية من الجماعة الإرهابية، ليأتي الرجل المناسب في المكان المناسب وفي التوقيت المناسب.. وتولى الرئيس السيسي مسؤولية الحكم عام 2014 في لحظات فارقة بتاريخ الأمتين المصرية والعربية، ووضعته الأقدار في مواقف واختبارات استطاع خلالها إنقاذ الوطن والوصول به إلى بر الأمان والتنمية، وكان على قدر الموقف والتوقيت وحركة التاريخ..
حمل الرئيس السيسي على عاتقه إنقاذ مصر من الانقسام والدخول في مرحلة اللاعودة، كما حدث في عدة دول أخرى مجاورة نتيجة لحكم تلك الجماعات الإرهابية، التي لا تعرف معنى وحدة الوطن وتماسك المجتمع والحفاظ عليه.. وعمل الرئيس منذ توليه مسؤولية الحكم على بناء المواطن المصري حتى يكون قادراً على مواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط به، محذراً أعداء الوطن من أي تهديد للسلم والأمن والاستقرار داخل المجتمع المصري..
وخلال العشر سنوات الماضية، حمل الرئيس السيسي هموم الوطن والمواطنين بكل إخلاص، واستطاع الوصول بمصر والمصريين إلى دائرة الاستقرار والتنمية، لأنه يدرك جيداً عوامل نجاح نهضة المجتمع المصري، كما أنه على دراية بالمكائد والمصائد التي وُضعت في الطريق لإجهاض مسيرة الوطن والجمهورية الجديدة، لأنه يملك سمات القيادة الرشيدة والحكيمة..
فمنذ أول يوم تولى فيه الرئيس السيسي الحكم، انغمس في كافة هموم ومشاكل الوطن والمواطنين، واستطاع في فترته الأولى تقوية وتعزيز كل مؤسسات الدولة الوطنية.. وفي فترته الرئاسية الثانية قاد جهود بناء الجمهورية الجديدة، لبناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة، تمتلك قدرات شاملة وقوية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، دولة تعمل على إعلاء مفهوم المواطنة وقبول الآخر، وتسعى لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في كافة ربوع الوطن، دولة تتطلع لتحقيق بنية سياسية قائمة على ترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وتسعي بجدية لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملاً صحياً وعلميا وثقافياً، وذلك من خلال القناعة الكاملة بأن الانسان المصري هو كنز الوطن وأيقونة انتصاره ومجده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة