نواصل سلسلة التراث الإسلامى، ونقرأ معا كتاب "الكامل فى التاريخ" لـ ابن الأثير، فما الذى حدث بعد طوفان نوح عليه السلام، وما مصير ذريته؟
يقول ابن الأثير: ذكر ذرية نوح عليه السلام
قال النبي، ﷺ، في قوله تعالى: (وجعلنا ذريته هم الباقين) الصافات: 37 : 77؛ إنهم سام وحام ويافث، وقال وهب بن منبّه: إن سام بن نوح أبو العرب وفارس والروم، وإن حاماً أبو السودان، وإنّ يافث أبو الترك ويزجوج ومأجوج، وقيل: إنّ القبط من ولد قوط بن حام، وإنما كان السواد في نسل حام لأن نوحاً نام فانكشفت سوأته فرآها حام فلم يغطها ورآها سام ويافث فألقيا عليه ثوباً، فلما استيقظ علم ما صنع حام وإخوته فدعا عليهم. قال ابن اسحاق: فكانت امرأة سام بن نوح صل ابنة بتأويل بن محويل بن خانوخ بن قين بن آدم فولدت له نقراً: أرفخشذ واشوذ ولاوذ وإرم، قال: ولا أدري أإرم لأمّ أرفخشذ وإخوته أم لا، فمن لود لاوذ بن سام فارس وجرجان وطسم وعميلق، وهو أبو العماليق، ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون، والفراعنة بمصر، وكان أهل البحرين وعمان منهم ويسمون جاشم، وكان منهم بنو أميم بن لاوذ أهل وبار بأرض الرمل، وهي بين اليمامة والشحر، وكانوا قد كثروا فأصابتهم نقمة من الله من معصية أصابوها فهلكوا وبقيت منهم بقيّة، وهم الذين يقال لهم النسناس، وكان طسم ساكني اليمامة إلى البحرين، فكانت طسم والعماليق وأميم وجاشم قوماً عرباً لسانهم عربيّ، ولحقت عبيل بيثرب قبل أن تبنى، ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء، وانحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبيلاً فنزلوا موضع الجحفة، فأقبل سيل فاجتحفهم، أي أهلكهم، فسميت الجحفة.
قال: وولد إرم بن سام عوضاً وغائراً وحويلاً، فولد عوض غاثراً وعاداً وعبيلاً، وولد غائر بن إم ثمود وجديساً، وكانوا عرباً يتكلّمون بهذا اللسان المصريّ، وكانت العرب تقول لهذه الأمم ولجرهم العرب العاربة، ويقولون لبني إسماعيل العرب المتعربة لأنهم إنما تكلموا بلسان هذه الأمم حين سكنوا بين أطهرهم، فكانت عاد بهذا الرمل إلى حضرموت، وكانت ثمود بالحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى، ولحقت جديس بطسم وكانوا معهم باليمامة إلى البحرين، واسم اليمامة إذ ذاك جوّ، وسكنت جاشم عمام، والنبط من ولد نبيط بن ماش بن إرم بن سام، والفرس بنو فارس بن تيرش بن ماسور بن سام.
قال: وولد لأرفخشذ بن سام ابنه قينان، كان ساحراً، وولد لقينان شالخ بن أرفخشذ من غير ذكر قينان لما ذكر من سحره، وولد لشالخ غابر، ولغابر فالغ، ومعناه القاسم، لأن الأرض قسمت والألسن تبلبلت في أيامه، وقحطان بن غابر، فولد لقحطان يعرب ويقظان، فنزلا اليمن، وكان أول من سكن اليمن وأول من سلم عليه بأبيت اللعن، وولد لفالغ بن غابر أرغو، وولد لأرغو ساروغ، وولد لساروغ ناخور، وولد لناخور تارخ، واسمه بالعربية آزر، وولد لآزر إبراهيم، عليه السلام، وولد لأرفخشذ أيضاً نمرود، وقيل هو نمرود بن كوش بن حام بن نوح.
قال هشام بن الكلبي: السند والهند بنو توقير بن يقطن بن غابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وجرهم من ولد يقطن بن غابر، وحضرموت ابن يقطن، ويقطن هو قحطان في قول من نسبه إلى غير اسماعيل، والبربر من ولد ثميلا بن مارب بن فاران بن عمرو بن عمليق بن لاود بن سام بن نوح ما خلا صنهاجة وكتامة، فإنهما بنو فريقش بن صيفي بن سبأ.
وأما يافث فمن ولده جامر وموعع ومورك وبوان وفوبا وماشج وتيرش، فمن ولد جامر ملوك فارس في قول، ومن ولد تيرش الترك والخزر، ومن ولد ماشج الأشبان كانوا في القديم بأرض الروم قبل أن يقع بها من وقع من ولد العيص بن إسحاق وغيرهم، وقصد كلّ فريق من هؤلاء الثلاثة سام وحام ويافث أرضاً فسكنوها ودفعوا غيرهم عنها، ومن ولد يافث الروم، وهم بنو لنطى بن يوان بن نافث بن نوح.
وأما حام فولد له كوش ومصرايم وقوط كنعان، فمن ولد كوش نمرود بن كوش، وقيل: هو من ولد سام، وصارت بقية ولد حام بالسواحل من النوبة والحبشة والزنج، ويقال: إن مصرايم ولد القبط والبربر.
وأما قوط فقيل إنه سار إلى الهند والسند فنزلها وأهلها من ولده.
وأما الكنعانيون فلحق بعضهم بالشام ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم عنها وصار الشام لبني إسرائيل، ثمّ وثبت الروم على بني إسرائيل فأجلوهم عن الشام إلى العراق إلا قليلاً منهم، ثم جاءت العرب فغلبوا على الشام، وكان يقال لعاد عاد إرم، فلمّا هلكوا قيل لثمود ثمود إرم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة