محمد عطية

بر الوالدين.. لا يتوقف بعد موتهما

الجمعة، 21 يونيو 2024 07:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين"، حيث إن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، والبغي وهو ظلم الناس واتّهام الأبرياء والبعد عن منهج الله يعجل الله -سبحانه وتعالى- عليه العقوبة في الدنيا قبل عذاب الآخرة.

أعظم طاعة بعد توحيد الله هي بر الوالدين والآيات والأحاديث واضحة دون غموض في ذلك، كما أن بر الوالدين تسعد المسلم في الدنيا والآخرة، وتعتبر من أهم المهمات وأعظم القربات، وأجل الطاعات، وأوجب الواجبات.

بر الوالدين بعد وفاتهما يكون بالصلاة عليهما، وتعني صلاة الجنازة أو الدعاء، كما يكون البر لهما بعد الوفاء بالاستغفار لهما لما له من أهمية كبيرة في نفع الميت، وكذلك إنفاذ عهدهما من بعدهما بتنفيذ وصاياهما، وبر الوالدين لا ينقطع بعد موتهما، منها: الدعاء لهما، والصدقة عنهما، وهبة ثواب قراءة القرآن إليهما، وزيارة قبرهما، وأن نصل رحمهما وأصدقاءهما، فكل هذه الأمور تحقق الألفة حتى لو مات الولدان كأنهما ما زالا معنا في الحياة، فبر الوالدين لا يتوقف بعد موتهما.

من عقوبة عقوق الوالدين استحقاق لعنة الله لمن سب والديه أو لعنهما: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ، مَلْعُونٌ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ»، وفي رواية ابن حبان: «وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَيْهِ».

كل منا يحصد ثمار بر الوالدين في الدنيا قبل الآخرة، وإن كان أجر الآخرة أعظم، ومن أهم فضائل بر الوالدين على البار في الدنيا والآخرةـ، من حيث يعلو شأنه في الدنيا، ويطيب ذكره بين الناس، ويبارك الله له في عمره ورزقه، ويرزقه التوفيق في حياته، وتكفر سيئاته، وتضاعف حسناته، وينال رضا ربه، ويدخله الله الجنة بإذنه، وينجيه من النار، فرضا الله -تعالى- من رضا الوالدين، وبهما ينال العبد أجر الجهاد في سبيل الله، ففي الحديث الشريف عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: (أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: أُبَايِعُكَ علَى الهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ، قالَ: فَهلْ مِن وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قالَ: فَتَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا)، البر يبارك الله -تعالى- للإنسان برزقه وعمره، ويفرج الله كربة العبد ويقبل دعاؤه، كما ورد في القصة المشهورة للثلاثة الذين حبسوا بالغار بسبب صخرة ضخمة سدت عليهم الطريق، فكان دعاء الرجل البار بوالدته سببا لانفراج هذه الصخرة عن الغار وخروجهم منها، وبالبر يصلح الله -تعالى- للعبد في ذريّته، ويسبغ عليه صفةً من صفات الأنبياء -عليهم السلام-؛ قال -تعالى- واصفاً يحيى -عليه السلام: (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا).


فَمَنْ فاته الإحسان إلى والديه في حياتهما؛ فقد جعل الله تعالى له ذلك بعد موتهما، سواء كان ذلك بالصدقة عليهما، أو بالاستغفار لهما، أو الدعاء، أو قضاء الديون، والنذور، والكفارات، أو إنفاذ عهدهما من بعدهما، أو صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، أو صلة أهل ودهما، أو بالاعتراف بفضلهما، والثناء عليهما، وغير ذلك من أنواع البر والإحسان إليهما.

فنسأل الله أن يغفر لوالدينا، ويتجاوز عنهم، ويرحمهم ويرضي عنهم، رضا تحل به عليهم جوامع رضوانك وتحلهم به دار كرامتك وأمانك ومواطن عفوك وغفرانك وتسبغ عليهم لطائف برك واحسانك.

اللهم يا من قلت وقولك الحق (وبالوالدين احسانا) أنا نسالك رضاك ثم رضاء الوالدين اللهم اغفر لوالدينا وارحم والدينا وتجاوز عن والدينا الأحياء منهم والأموات اللهم اجعلنا من أحب الناس إلي والدينا ومن أقرب الأبناء لهما، وأكرمنا بحسن السؤال لهما والحرص عليهما، اللهم لا تشغلنا عنهم لا بمال ولا بزوجات ولا بولد اللهم ارزقنا برهم في حياتهم وبعد وفاتهم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة