تمثل الحرب في قطاع غزة اختبارا فريدا للقيم حول العالم، فقبل يوم 7 أكتوبر كانت الدول العظمى تتغنى بمفهوم حقوق الإنسان، وكانت ترفع صياغات من نوعية أنها دول تؤمن بالديمقراطية وتؤمن بالحقوق كافة، حتى جاءت حرب غزة فتكشفت كل القيم المزعومة لدى الدول الغربية، وصارت تلك الدول في أزمة كبيرة بين ادعاءاتها وبين تعاملها في الواقع، وسحبتها إسرائيل بشكل فاضح لتكشف فيها كل تلك الإدعاءات، وصارت الدول في معيار القيم بدون قيم، فلا تستطيع أن تطبق أي من مزاعمها التي أعلنتها في عقود على كيان الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك بدلا من أن تحافظ تلك الدول على شعب الله المختار كما يدعون وصفا لإسرائيل، فإنهم خلقوا قصيدة شعب غزة المختار، نعم شعب غزة هو الشعب المختار في التضحية والمقاومة والقدرة على تحدي كل العالم أعود وأقول مرة ثانية كل العالم.
شعب غزة المختار الذي لا يملك أي حقوق ويتم قتله على الهوية يوميا، وفي كل لحظة حتى أن المدة التي كتبت فيها هذا المقال سقط فيها عشرات الشهداء على أيدي مجرمي حرب، وكما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي في البداية بأنه سيحارب حيوانات على هيئة بشر، بدلا من أن يصحح جملته ويقول سيقود الحيوانات التي ارتدت زي دولته لممارسة كل جرائم وبتصريح مفتوح من الولايات المتحدة واستخباراتها و عملائها، ورغم ذلك استطاع هذا الشعب العظيم و كل من يمثله في إسقاط كيان الإحتلال في وحل غزة، ولا يعرف حتى الآن نتنياهو و جماعته ومن في حكمهم ماذا سيفعل، ورغم وفاة الاف الشهداء فإن صف الفلسطنيين يزداد تقاربا و توحدا، بعكس من يتفكك داخليا وبشكل سريع وهو الكيان الإسرائيلى و كافة تكويناتها، ويتواصل هذا الانهيار حتي لو رأى أصحاب الرؤى الرجعية غير ذلك.
شعب غزة المختار قادر على الاستمرار في تحقيق سرديته، وسينجح في النهاية، و ستهزم إسرائيل، ومع الهزيمة ستبدأ فصول العالم في إعادة الصياغة لشكل الغرب وكيفية التعامل معه، وبشكل مكشوف كامل بدون ادعاءات ومزاعم، بل سيكون العالم على موعد جديد في صراعات غير محسوبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة