ساقت أقدار العالم أن تكون الدولة المصرية هي عامود الخيمة العربية، ورمانة الميزان لمنطقة الشرق الأوسط.. وقادنا الاختيار إلى أن يصبح الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيساً لجمهورية مصر العربية.. فهو رجل الأقدار، الذي جاء في التوقيت المناسب، ليحمل على عاتقه أمرين شديدي الأهمية: الأول إحياء مصر الكبيرة، بعدما وقعت فريسة في يد جماعة الإخوان الإرهابية، واستطاع المصريون تحريرها من براثن الشر عبر إرادة ثورة 30 يونيو المجيدة.. أما الأمر الثاني، كان عودة الريادة الإقليمية والعربية إلى الكيان المصري الأصيل، بعدما اختطفتها المطامع الخارجية..
ثم جاء الرجل المناسب في المكان المناسب وفي التوقيت المناسب، وتولى الرئيس السيسي مسؤولية الحكم في لحظات فارقة بتاريخ الأمة المصرية، ووضعته الأقدار في مواقف واختبارات استطاع خلالها إنقاذ الوطن والوصول به إلى بر الأمان والتنمية، وكان على قدر الموقف والتوقيت وحركة التاريخ..
منذ أول يوم تولى فيه الرئيس السيسي الحكم، انغمس في كافة هموم ومشاكل الوطن والمواطنين، واستطاع في فترته الأولى تقوية وتعزيز كل مؤسسات الدولة الوطنية.. وفي فترته الثانية قاد جهود بناء الجمهورية الجديدة، لبناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة، تمتلك قدرات شاملة وقوية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، دولة تعمل على إعلاء مفهوم المواطنة وقبول الآخر، دولة تسعى لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في كافة ربوع الوطن، دولة تتطلع لتحقيق بنية سياسية قائمة على ترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، دولة تسعي بجدية لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملاً صحياً وعقلياً وثقافياً، وذلك من خلال القناعة الكاملة بأن الانسان المصري هو كنز الوطن وأيقونة انتصاره ومجده..
وعلى مدار الأعوام الماضية وحتى الآن، بذلت القيادة السياسية جهوداً جبارة في مسار الجمهورية الجديدة، بتوجيهات صارمة لتطوير شامل في البنية التحتية، وإنشاء المشروعات الاقتصادية العملاقة، وتوسيع الاستثمارات والشراكات، وإنعاش صناعة السياحة، وتحقيق طفرة في التعليم، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في الخدمات العامة، ودعم المواطنين الأكثر احتياجاً عبر قرارات دورية ومبادرات رئاسية عديدة على رأسها مبادرة حياة كريمة، إلى جانب الارتقاء بالصحة العامة للمواطن من خلال مبادرات متميزة في مقدمتها مبادرة 100 مليون صحة والقضاء على فيروس سي وانتهاء قوائم انتظار العمليات الجراحية والتعامل الحكيم مع جائحة كورونا وتأسيس العديد من المستشفيات والمراكز الطبية العالمية لخدمة المصريين..
الرئيس السيسي حمل هموم الوطن والمواطنين بكل إخلاص، واستطاع خلال عشر سنوات الوصول بمصر والمصريين إلى دائرة الاستقرار والتنمية، لأنه يدرك جيداً عوامل نجاح نهضة المجتمع المصري.. كما أنه على دراية بالمكائد والمصائد التي وُضعت في الطريق لإجهاض مسيرة الوطن والجمهورية الجديدة، لأنه يملك سمات القيادة الفكرية الرشيدة والحكيمة..
وفي مسار متوازٍ مع التنمية والتطوير داخل مصر، كان العمل في الخارج وفق ثبات المواقف وفعالية الأداء.. وباتت (مصر – السيسي) قلب العالم العربي النابض فعلياً، وعادت بقوة إلى الحضن الإفريقي، وفي المحافل الدولية تزأر كالأسود؛ لحماية الأمن القومي المصري، وصون العروبة..
وعن صون العروبة وحماية القومية العربية، تبذل الدولة المصرية كل غالٍ ونفيس لدعم العرب وحلحلة أزمات المنطقة.. فها هي مصر تقود النضال السياسي والدبلوماسي العربي في ثلاثة مسارات، بالتوازي.. الأول في قطاع غزة، حيث تبذل القاهرة جهوداً مضنية لإنهاء الحرب الإسرائيلية الوحشية على القطاع، عبر مساعٍ مكثفة مع كافة الأطراف للوصول إلى هدنة جديدة تفضي إلى وقف إطلاق النار، واضعة نصب عينيها عدد من الخطوط الحمراء، في مقدمتها منع محاولات الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية ووقف تهجير الفلسطينيين قسرياً من أرضهم الطاهرة.
أما المسار الثاني، فهو خاص بالأزمة السودانية المستمرة منذ أكثر من عام، حيث تعمل الدولة المصرية جاهدةً على إنهاء الصراع، والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة تضمن تحقيق الأمن والاستقرار لهذا البلد العربي الشقيق الذي يدمره الانقسام والاقتتال.. وفي إطار الحراك السياسي المصري تجاه السودان، استضافت القاهرة مؤخراً اجتماعات ماراثونية لعدد من القوى السياسية السودانية، انتهت بالتوقيع على وثيقة لإدارة الفترة التأسيسية الانتقالية؛ بهدف تقديم رؤية سياسية موحدة للتعامل مع الأزمة، والتمهيد لحوار سوداني - سوداني يقدم خارطة طريق سياسية للحل الشامل للأوضاع المتفاقمة.. ما يعكس ثقة القوى السياسة السودانية في الدولة المصرية، التي احتضنت عشرات الاجتماعات منذ بداية اندلاع الأحداث في الخرطوم.
والمسار الثالث، في ليبيا، حيث تعمل مصر بكل قوتها السياسية والدبلوماسية على تحقيق الاستقرار في الأراضي الليبية، وتوحيد صفوف مؤسساتها الوطنية، ودعم إتمام الانتخابات التي ينتظرها الليبيون لإنهاء الأزمة هناك..
ويبقى القول، إن الدولة المصرية التي تسابق الزمن في الداخل لبناء الجمهورية الجديدة، تبذل كل الجهود الممكنة وتواصل (صقورها) الليل بالنهار؛ لمنع اتساع رقعة الصراعات في المنطقة وتجنيب الشرق الأوسط تداعيات كارثية، لا تحمد عُقباها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة