في يونيو 2005، عرض قصر الفنون الجميلة في سانتياجو، عاصمة تشيلي أعمال النحات الفرنسي أوجست رودان وحضر طلاب من جامعة أرسيس القريبة حدث يوم الافتتاح وهناك اختفى عمل رودان "جذع أديل" بينما قال طالب وفنان ناشئ يدعى إيميليو فابريس أنه عثر على التمثال في حديقة، لكنه كشف لاحقًا أنه قام بأخذ القطعة.
من وجهة نظر المحققين، بدا فابريس وكأنه طفل خائف لا يفهم الصورة الأكبر بشكل كامل، حكى فابريس حكاية سرقته تمثال ردوان في بلاده تشيلي حيث قال وفقا للجارديان البريطانية: كنت طالباً للفنون في سانتياجو، تشيلي، عندما دُعيت إلى المتحف الوطني للفنون الجميلة لحضور معرض أعمال رودان في يونيو 2005.
وأضاف: وقفت أمام تمثال جذع أديل، وهو تمثال صغير يبلغ ارتفاعه 11 سم فقط وعرضه 37.5 سم وعندما لمسته، كان الجو باردا وكانت هذه هي المرة الأولى التي يُعرض فيها رودان في تشيلي.
وتابع: أمسكت بالعمل بين يدي، ولم يحدث شيء، لذلك أخذته ووضعته في حقيبتي، وغادرت وأنا أشعر بالإثارة والعاطفة لم أفكر على وجه التحديد في أخذ رودان، لقد كانت مجرد فكرة وفي تلك الليلة، اجتمعت كل العوامل لتجعلني أفعل ذلك لم يكن هناك إنذار ولا كاميرات.
عدت إلى المنزل وبدأت برسم التمثال على حامل الرسم الخاص بي ورأيت توقيع رودان عليه، كان الأمر مذهلاً، وشعرت بأنني محظوظ جدًا.
كان اليوم التالي باردًا ورطبًا وغائمًا. قمت بتشغيل التلفاز وشاهدت الأخبار متابعا كانت تلك أكبر قصة إخبارية في تشيلي: تم أخذ عمل من المتحف الوطني للفنون الجميلة.
واستكمل قصته: عندما بدأت أخشى الآثار القانونية ذهبت إلى مركز الشرطة لإعادة جذع أديل، وأخبرتهم في البداية أنني وجدت التمثال في الحديقة لم أرغب أبدًا في أن أكون في منتصف الحدث، أردت فقط أن أرى ما سيحدث بعد ذلك. لكنني قررت أنه ليس من المنطقي الكذب، لذا أخبرتهم لاحقًا أنني طالب، وأن هذا كان عملاً فنيًا. فقال الضابط: هذا رائع.
قضيت الليل في زنزانة احتجاز، وهناك أخبرني أحد رجال الشرطة أنني لطخت سمعة تشيلي لكنني لم أندم أبدًا على أي شيء وكانت هناك مخاوف من تلف العمل، وتأكدوا من أنه على ما يرام لكنني لم أكن أرغب في تدمير عمل فني، لقد تعاملت معه بعناية.
بعد أن أخذت التمثال، تم تعليق المعرض ثم أعيد افتتاحه لاحقًا بدون جذع أديل، لكن العديد من الناس اصطفوا لرؤية القاعدة الفارغة.
وكانت التداعيات القانونية طويلة فكان عليّ التحدث إلى المحامين، وإعداد قضيتي، ثم الذهاب إلى المحكمة في النهاية كان الصحفيون ينتظرون خارج منزلي لالتقاط صور لي واضطررت إلى قضاء عشرة أشهر في العمل التطوعي لمدة ست ساعات أسبوعيًا في مكتبة السجن الرئيسي في سانتياجو.
أدى تصرفي إلى تقسيم الناس في جامعتي، البعض أيده والبعض الآخر لم يفعل، أوقفوا دراستي، فذهبت إلى جامعة أخرى، وهناك التقيت بفنان رائع أصبح مرشدًا لي.
واختتم بقوله: بعد مرور ما يقرب من 20 عامًا، وأنا في الثامنة والثلاثين من عمري، أنا الآن في مرحلة أكثر نضجًا من حياتي الفنية، مازلت أصنع الفن، تحت اسم مستعار من نوع ما؛ لقد قمت بتصوير فوتوغرافي يستكشف مفهوم الموت، وأقوم بإنشاء كتاب مفاهيمي يحتوي على صفحات فارغة ونصوص مخفية. لقد تمت دعوتي لعرض بعض أعمالي في الأرجنتين. لن أقول الكثير، لكنه عمل تركيبي يظهر بياضًا فوق بياض، مرتبطًا بمفهوم الغياب. لقد كنت مفتونًا دائمًا بذلك، لكنني لست مهتمًا بأخذ أي شيء آخر من المتحف في الوقت الحالي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة