سعادة غامرة، ممزوجة بطمأنينة لم أعهدها منذ سنوات طويلة، شعرت بها اليوم في حفل تنصيب عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية، رددت وأنا أشاهد المشهد "مصر لم تعد شبه دولة" وسرحت بخيالى إلى سنوات مضت، تحديا بداية من 2010 وحتى 2014 ربما، تخيلت لو لم يكن السيسى موجودا، في ظل مراهقة سياسية من صبية يتسابقون لفرض آرائهم السطحية، بسهولة كانوا يحولون الحق باطلا والباطل حقا، وفى ظل جماعات متشددة، يمكن أن نسميها إرهابية، في مجملها وفى بعضها قد نسميها شبه إرهابية، جماعات تعيدنا إلى عصور الظلام، عصور ما قبل التاريخ، تيارات تتفق على الإرهاب وتختلف فيما بينها، وتختلف في المجمل مع الشعب، وتعارض الدولة المدنية الحديثة.
المشهد وبعد خبرة طويلة، أنزعج كلما تذكرته، المشهد كان سوداويا في مختلف جوانبه وجهاته، أتذكر يوم تصارعت قنواتهم فيما بينها، كل يدافع عن شيوخه ومريديه، في معارك لا تعنى المواطن في شيء، وأتذكر أحاديث عن تطبيق فكرهم، وخلافات فيما بين المتشددين على كيفية تطبيقها، إنها حقا مأساة، كادت تودى بمصر نهائيا، تزيحها من صفحات التاريخ، تنهى عودتها وللأبد إلى الريادة في الشرق الأوسط والعالم، إنه الكابوس الذى فقد بسببه الواعوون وقتها الأمل، ولم يخشاه أنقياء في وقتها لقلة خبرتهم وربما لحماستهم واندفاعهم.
وجاء السيسى، ظهر السيسى، ليتحقق وعد الله، بأن مصر دائما مصدر الأمن والأمان، وأنها لن تموت أبدا، ولذلك سخر لها أحد أبنائها المخلصين، عبد الفتاح السيسى، الشريف النقى العاشق للوطن، تسلم مصر شبه دولة، قالها ولم نصدقه في وقتها، أو بعضنا لم يصدقه، لكن فعلا كانت شبه دولة، يوم لا قانون ولا انضباط، يوم كانت السرقة والنهب من طبائع الأشياء، يوم كانت البلطجة والفوضى سائدتين، يوم كان لا اقتصاد ولا مال، يوم لا بنية تحتية تتحمل كثافة سكانية تتجاوز المئة مليون نسمة.
كان أمام السيسى خياران، إما أن يتماهى مع السيولة الاحتجاجية والتماشى مع الرؤى الشاذة، وهنا يحصد الشعبوية الجارفة والتصفيق المستمر، وإما أن يبنيها، كما قال، وقد بناها حقا، متجاهلا كافة النصائح، حتى من بعض الأجهزة المعلوماتية والأمنية، أنا أعرف ذلك، سار السيسى في طريق البناء، متحملا الإيذاء المعنوى، ودعوات من الجاهلين والمغيبين، وأظن أن المغرضين كانوا يعرفون أنه يسير في الطريق الصحيح، نحو البناء، ويشتد نقدهم، ونباحهم كلما تقدم السيسى خطوات للأمام، والبعض من الطيبين صدق آلتهم الدعائية الإعلامية، ثم شعروا بالخجل فيما بينهم لأنهم ظلموا رب البيت، ظلموا الرئيس البطل عبد الفتاح السيسى.
لا مجاملة، ولا تطبيل، ولا حاجة لنا إلا الستر، والستر والأمن والآمان تحققوا بفضله، شكرا لله الذى أكرمنا بالرئيس البطل عبد الفتاح السيسى، الذى أعطى وتحدى، وطبق رؤيته الصائبة، وحول مصرنا من شبه دولة، إلى دولة، ودولة عظيمة، حفظ الله الوطن، والله من وراء القصد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة