خلال الحلقة الثامنة من مسلسل مليحة، تحدث الجد "سامي مغاوري" عن محاولات الكيان الصهيوني المستمرة للسيطرة على مدينة القدس ليكون المتحكم الوحيد في المدينة المقدسة لدى أصحاب الديانات الإبراهيمية الثلاثة، لزعمه بأن المسجد الأقصى يوجد بأسفله هيكل سليمان المزعوم.
الهيكل الذي يزعم الكيان الصهيوني وجوده أسفل المسجد الأقصى، يعتقد أنه تم بناؤه سنة 516 قبل الميلاد على أنقاض معبد سابق تم تدميره فى السبى البابلى، وتم توسيعه بشكل كبير عام 19 قبل الميلاد، إلى أن تم تدميره على يد الرومان عام 70 ميلادى، لكن يبقى السؤال هل تم بناء الهيكل الثانى المزعوم فى نفس موضع بناء هيكل النبى سليمان؟
وبحسب كتاب "القدس بوابة الشرق الأوسط للسلام"، لعادل محمد العضايلة فإن الملك سليمان، قام ببناء معبد فى القدس، ولكن كان معبدا خاصا له ولأسرته، حتى أنه كان يتعبد فيه أحيانا لوحده دون نسائه، كما أن مذبح المعبد كان صغيرا استنادا إلى ما ورد فى سفر الملوك الأول، ويرى الكاتب أن هيكل سليمان لم يكن المعبد الوحيد فى القدس آنذاك بل سبقه معابد كثيرة، أولها معبد الملك ملكى صادق، وغيرها الكثير من المعابد التى بناها سيدنا إبراهيم ويعقوب واسحق عليهم السلام فى فلسطين فى منطقة الخليل وبئر السبع.
ويقول الدكتور سيد حسين العفانى فى كتابه "تذكير النفس بحديث القدس واقدساه - ج 1" أن الهيكل تم تدميره على يد تيتوس الرومانى، أثناء قتله اليهود وتخريب المدينة، حيث أمر ببقاء أبراج المعبد كشواهد على ما قام به من تدمير، وانمحت معالم الهيكل حينها ولم يبق إلا بقايا نادرة، وقد أدخل تيتوس تعديلات وتغييرات على المدينة كلها، مشيرا إلى أن تخطيط المدينة نفسها بدون هدم أو تدمير كفيل بجعل الوصول إلى التخطيط المعمارى البدائى للهيكل أمرا مستحيلا، وبالرغم من كل المحاولات التى أراد الباحثون اليهود أن يخرجوا منها بمخطط معمارى دقيق مستمد من عنعنات التلمود، إلا أن الشكوك لا تزال تحوم حول هذه التفسيرات أيضا.
أما المؤلف المؤرخ البريطانى ويلز، فيرى أن طبيعة الهيكل لعب فيها الخيال كثيرا، خاصة فيما يخص عظمته، حيث يتنافى ذلك مع واقع الحال الذى كان يعيشه الملك سليمان، خاصة أنه كان يحكم مدينة صغيرة آنذاك، وأنه لم يبنى المعبد ليكون ملكا لعامة الشعب، وإنما لنفسه وأسرته وحاشيته، وأن مجده لم يكن وصل إلى العظمة حتى يبنى هيكلا خرافيا كما تذكر الروايات التى تعتمد عليها الحركة الصهيونية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة