أوروبا تسعى لإزالة النفايات الهيدرولوجية.. الدول تتسارع فى إزالة العوائق من أنهارها للتدفق الحر للمياه.. فرنسا وإسبانيا والسويد تقود هدم السدود المهجورة.. وتعزيز ربط الأنهار أهم الحلول للتكيف مع تغير المناخ

الأربعاء، 17 أبريل 2024 05:00 ص
أوروبا تسعى لإزالة النفايات الهيدرولوجية.. الدول تتسارع فى إزالة العوائق من أنهارها للتدفق الحر للمياه.. فرنسا وإسبانيا والسويد تقود هدم السدود المهجورة.. وتعزيز ربط الأنهار أهم الحلول للتكيف مع تغير المناخ الأنهار فى أوروبا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تزال الحواجز النهرية التى فقدت وظيفتها مثل السدود وغيرها من المنشآت الهيدروليكية الصغيرة لتحويل مياه الرى، تعيق تدفق الأنهار الأوروبية والتى تمثل النفايات الهيدرولوجية فى أوروبا، مما جعل القارة العجوز تنتفض من أجل إزالتها من خلال بعض الإجراءات اللازمة وذلك للتكيف مع تغير المناخ.

وتعتبر النفايات الهيدرولوجية هى التلوث الذى ينتشر فى  المياه من خلال السدود والعوائق فى الأنهار التى فقدت وظيفتها وتمثل مصدر كبير للنفايات، حسبما قالت صحيفة الكونفدنثيال الإسبانية.

وقالت الصحيفة فى تقرير لها، إنه يمنع هذا النوع من المرافق التحرك نحو مناطق تفريخ (تكاثر) الأسماك، وهو السبب وراء الانهيار الحاد لبعض الأنواع المهاجرة، مثل ثعبان البحر أو سمك الحفش أو سمك السلمون المرقط أو السلمون، التى انخفضت أعدادها بنسبة 93% في القرن الماضى.

ولهذا السبب، عندما حددت استراتيجية التنوع البيولوجي لعام 2030 للاتحاد الأوروبى الحاجة إلى استعادة التدفق الحر للمياه فى ما لا يقل عن 25000 كيلومتر مربع من أنهار القارة من أجل استعادة أنظمتها البيئية والتنوع البيولوجى الذى تضمه، فإن جميع البلدان التى ستنفذها التدابير اللازمة لإزالة كل هذه، النفايات الهيدرولوجية، من مجارى الأنهار. وعلى نحو مماثل، فإن قانون الاتحاد الأوروبى لاستعادة الطبيعة المقترح، والذى وافقت عليه المفوضية والبرلمان الأوروبى والذى يمر حاليًا بمرحلة المعالجة النهائية، ينص أيضًا على الالتزام بإزالة الحواجز النهرية للمساهمة فى الربط الطبيعى بين الأنهار.

ولكن، بالإضافة إلى المساهمة فى استعادة التراث الطبيعى للأنهار الأوروبية، فإن إزالة كل هذه العوائق من الأنهار تساهم فى منع مشاكل السلامة التى تنطوى عليها هذه الأنواع من المرافق، إما بسبب الهجر أو عدم الصيانة، فى مواجهة زيادة فى الفيضانات المفاجئة، وهى حادثة يمكن أن تصبح شائعة بشكل متزايد نتيجة لزيادة الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ، والتى يمكن أن تؤدى إلى مآسى خطيرة مثل الفيضانات التى وقعت قبل ثلاث سنوات فى وسط أوروبا.

وتشير التقديرات حاليًا إلى أنه قد يكون هناك أكثر من مليون حاجز نهرى فى أنهار أوروبا، منها حوالى 150 ألفًا أصبحت قديمة وغير صالحة للاستخدام حاليًا، وهى فى حالة مهجورة ومعرضة لخطر الانهيار. وهذه هى المرافق التى تركز عليها أعمال الهدم، وليس السدود الكبيرة الموجودة فى الخدمة حاليا.

ويكشف أحدث تقرير، أنه تمت إزالة 487 حاجزًا نهريًا فى 15 دولة أوروبية فى العام الماضى، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 50% مقارنة برقم العام السابق، 78% منها عبارة عن سدود صغيرة يبلغ ارتفاعها أقل من مترين، وبفضل هذا، تمت إعادة ربط أكثر من 4300 كيلومتر من الأنهار فى أوروبا، ولتعزيز التنوع البيولوجى، واستعادة النظم البيئية وتحسين قدرة المجتمعات والاقتصادات والطبيعة على مقاومة تغير المناخ، وبحسب هذا التقرير فإن الدول التى تصدرت الترتيب فى إنعاش مجارى الأنهار من خلال إزالة هذا النوع من العوائق هى فرنسا وإسبانيا والسويد والدنمارك.

فى حالة إسبانيا، ووفقًا لمصادر من وزارة التحول البيئى والتحدى الديموجرافى، فإن جميع أعمال الهدم التى تم تنفيذها فى السنوات الأخيرة والتى يبلغ عددها حوالى 700، قد أثرت على السدود الصغيرة القديمة والسدود المهجورة،التى  65% منها كان ارتفاعها أقل من مترين والباقى لم يتجاوز خمسة أمتار، العوائق التى، على الرغم من توقفها عن أداء وظيفتها ودون أن يتولى أى شخص مسؤولية صيانتها، استمرت فى تجزئة القناة وتغيير الشكل الطبيعى لأنهارنا، مما يمنع الاتصال بين الحيوانات والنباتات النهرية ويؤثر على النظم البيئية على ضفاف النهر، وتشير توقعات إزالة السدود فى أوروبا نحو انتعاش جديد من عمليات الهدم هذا العام، وذلك بفضل الزخم الذى تكتسبه المبادرة فى الدول الشرقية بفضل الأموال التى يقدمها برنامج الأنهار المفتوحة. وقد تمت حتى الآن إزالة أكثر من 8000 عائق.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة