تمر اليوم ذكرى إعدام السلطان طومان باى آخر سلاطين الدولة المملوكية، الذي حدث في مثل هذا اليوم 15 أبريل عام 1517م، وقد تم شنقه على باب زويلة، بأمر من السلطان العثماني سليم الأول، وبذلك ينتهى العهد المملوكي لمصر مع اعدام آخر الحكام المماليك، وتوج طومان باي سلطانًا على مصر خلفًا للسلطان قنصوه الغورى الذى قتل فى معركة مرج دابق عام 1516، وكان طومان باى سلطانا محبوبا إذ حظى بقبول من الشعب لشجاعته ودفاعه عن البلاد.
بعد إعدام السلطان طومان باي في 15 أبريل 1517، أسس عثمان الأول بن ارطغرل الدولة العثمانية أو الدولة العليا العثمانية أو الخلافة العثمانية، وهي دولة إسلامية استمرت قائمة لأكثر من 600 عام، حيث بدأت في 27 يوليو 1299م حتى 1923م، وضمَّ العُثمانيُّون الشَّام ومصر والحجاز سنة 1517م، وأسقطوا الدولة المملوكية بعد أن شاخت وتراجعت قوتها، وبعدها تنازل آخر الخلفاء العباسيين المقيم في القاهرة محمد المتوكل على الله عن الخلافة للسلطان سليم الأول، ليصبح بعدها سلاطين آل عثمان خلفاء للمسلمين.
كانت عاصمة الدولة العثمانية آنذاك في منطقة القسطنطينية، واستمر الحكم العثماني لمصر حتى بداية الحملة الفرنسية على مصر عام ( 1798- 1801م)، ثم عاد الحكم العثماني مرة أخرى حتى عام 1805 م، لم تحدث تطورات سياسية مهمة في مصر خلال هذه الفترة، بخلاف التنافس المستمر بين الحكام العثمانيين والمماليك.
وحسب ما ذكره موقع "الهيئة العامة للاستعلامات" فبدخول السلطان سليم الأول مصر عام 1517 أصبحت مصر تابعة للدولة العثمانية، وقد وضع السلطان العثمانى نظاماً للحكم فى مصر يقوم على توزيع السلطة فيها بين ثلاث هيئات متنافسة حتى لا تنفرد واحدة منها بالسلطة، فكان الوالى هو نائب السلطان فى مصر ومقر الحكم فى القلعة ويعين لمدة ثلاث سنوات فقط ومهمته تنفيذ أوامر السلطان وإرسال الجزية وقيادة الجيش، كما كان الديوان يتألف من كبار ضباط الجيش العثمانى وكبار الموظفين والعلماء والأعيان ومهمته مساعدة الوالى فى حكم البلاد ، وكان للديوان سلطة الاعتراض على قررات الوالى وطلب عزله، وكان المماليك يقومون بدور الإدارة المحلية ، فقد ترك العثمانيون لهم حكم الأقاليم حتى يستفيدوا من خبراتهم فى شئون البلاد .
وكانت الهيئات الثلاث ( الوالى – الديوان – المماليك ) دائمة النزاع على السلطة وحرم المصريون من الخدمة فى الجيش وفرض نظام العزلة فى البلاد .
وعندما تولى على بك الكبير منصب شيخ البلد - وهو أعلى المناصب التى يتقلدها المماليك – دعم نفوذه وتحالف مع الشيخ ضاهر العمر فى فلسطين ضد السلطان وقام بطرد الوالى العثمانى 1679 وأعلن استقلاله بمصر ، واستطاع أن يمد نفوذه إلى بلاد الحجاز ، واليمن وأرسل جيشاً لمؤازرة حاكم فلسطين حليفه ضد السلطان العثمانى بقيادة محمد أبو الذهب ، واستطاع السلطان العثمانى أن يستميل جيش أبو الذهب بجانبه والقضاء على سيادة على بك الكبير عام 1773 ، وعادت مصر ولاية عثمانية وعين أبو الذهب والياً عليها ومات عام 1775 ، وساءت أحوال البلاد أكثر بعد سيطرة المماليك الفعلية على الحكم .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة