أضفى العلم الحديث قدرًا معينًا من التطور على تاريخ البشرية، ما سمح بمعالجة أوجه القصور الجينية والمكتسبة المختلفة، اليوم، يمكن إصلاح أعيننا وآذاننا من خلال تدخلات جراحية بسيطة وفعالة، فماذا فعل البشر القدماء؟
فمنذ نحو 30 ألف سنة في بورنيو التى تعد ثالث أكبر جزيرة في العالم، وأكبر جزيرة في آسيا، أجرى جراح قديم عملية جراحية رائدة لطفل يعاني من إصابة خطيرة في ساقه.
وباستخدام أدوات بدائية من الحجر على الأرجح، قاموا بقطع العظام في ساق الطفل بمهارة، والتنقل عبر الأنسجة الرقيقة لمنع فقدان الدم المميت أو الصدمة، هذا العمل الفذ الرائع، الذي يعتبر أقدم إجراء جراحي معروف، يسبق التقديرات السابقة لتقدم البشرية في الممارسات الطبية، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins.
قبل هذا الاكتشاف كان يُعتقد على نطاق واسع أن الابتكارات الطبية الكبرى ظهرت مع المجتمعات الزراعية المستقرة منذ نحو 7000 عام، لذلك فإن اكتشاف العملية الجراحية فى "بورنيو" يتحدى هذه الفكرة، ما يشير إلى أن المعرفة الطبية المتقدمة كانت موجودة قبل ذلك بكثير، وتكشف الأدلة المستمدة من بقايا مبتوري الأطراف المدفونة بدقة عن التدخل الجراحي المتعمد والماهر، ما يشير إلى مستوى من الخبرة الطبية لم يتم التعرف عليه من قبل في العصور القديمة، يدفع هذا الكشف إلى إعادة تقييم أصول الممارسات الطبية، ويسلط هذه الاكتشافات الضوء على السمات البشرية الدائمة المتمثلة في البراعة وسعة الحيلة والرحمة، مما يشير إلى أن ممارسة الطب قد تكون قديمة قدم الإنسانية نفسها.
ومن بين أقدم العمليات الجراحية تم العثور على أدلة على لجراحة للأذن على امرأة مسنة عثر عليها فى مقبرة إسبانية من العصر الحجري الحديث عمرها 5300 عام، مما يقدم أول دليل على جراحة الأذن على الإطلاق.
وتم العثور على سبع جروح بالقرب من قناة الأذن اليسرى لجمجمة عمرها 5300 عام، ما يشير إلى إجراء عملية جراحية في الأذن من العصر الحجري الحديث لتخفيف الألم السمعي. وقال الباحثون الإسبان إن هذا يدل على أن جراحة الأذن أجراها شخص لديه بعض "المعرفة التشريحية".
تكشف فحوصات التصوير المقطعي بالكمبيوتر أن قناتي الأذن قد تم تعديلها جراحيًا من خلال النقب، حيث تم حفر ثقوب في الجمجمة على كلا الجانبين، وهي تقنية "المدرسة القديمة".
كانت ممارسة طب الأسنان، بشكل أو بآخر، بدأت منذ 9000 عام على الأقل، على الرغم من أن قلع الأسنان وعلاجات آلام الأسنان ربما تعود إلى أبعد من ذلك بكثير، وأظهرت دراسة البقايا القديمة من جميع أنحاء العالم البراعة التي كانت موجودة في تطبيق ممارسات طب الأسنان الجراحية والتجميلية التي تعود إلى آلاف السنين.
لقد قدمت حضارة وادي السند أدلة على أول شكل من أشكال طب الأسنان، والذي يعود تاريخه إلى 7000 قبل الميلاد، وكشفت مواقع في باكستان عن ممارسات طب الأسنان التي تنطوي على علاج الاضطرابات المرتبطة بالأسنان باستخدام مثقاب القوس الذي ربما يتم تشغيله بواسطة حرفيي الخرز المهرة. أظهرت إعادة بناء هذا الشكل القديم من طب الأسنان أن الطرق المستخدمة كانت موثوقة وفعالة.
أقدم العمليات الجراحية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة