كنت قد كتبت مقالا، منشور فى نفس هذه المساحة، بعد أيام من اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وتحديدا فى 14 نوفمبر 2023 بعنوان «لماذا اختفت أخبار حروب روسيا وأوكرانيا والسودان والزلازل والمناخ بعد ضرب غزة؟ وتساءلت أيضا عن تراجع أخبار الحرب الروسية الأوكرانية والحرب الدائرة فى السودان والقلاقل فى عدد من الدول، كما تساءلت عن سبب اختفاء العالم الهولندى، الذى حطم نظريات العلم، واستطاع التنبؤ بحدوث الزلازل، وأماكنها وتوقيتها.
وبعد مرور 6 أشهر من الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة ما زالت أخبار الزلازل والأعاصير والفيضانات والحرب السودانية الدامية والحرب الروسية الأوكرانية مختفية ولا تحظى بأى اهتمام، بعدما كانت هذه الأخبار، قبل اجتياح غزة، تزعج العالم وتصيب آذانه بالصمم، وتقلق منامه، على مدار عامين كاملين، ليس على الصعيد الميدانى فحسب، ولكن على الصعيد السياسى والدبلوماسى والاقتصادى، وتقوده الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها أوروبا، ومحاولة تصدير أن العالم على فوهة حرب نووية عالمية ثالثة تقضى على الأخضر واليابس، بجانب صراع الاستقطاب المخيف وتدشين الكيانات الاقتصادية فى معركة تكسير العظام لـ«العملات» بين الدولار والروبل واليوان والروبية، ومحاولة كل عملة إزاحة الأخرى عن عرش سيطرة الأسواق العالمية.
لكن اللافت، والذى يستحق الوقوف أمامه، هو اختفاء أخبارعالم الزلازل الهولندى، فرانك هوجربيتس، من وسائل الاعلام منذ بدء اجتياح إسرائيل لغزة، بعد أن توقع «اختفاء قطاع غزة من فوق الخريطة».
وفى منشور له عبر حسابه بمنصة «إكس»، قال هوجربيتس: «يجب على العالم أجمع أن يتوقف ويطالب بوضع حد للإبادة الجماعية التى يتعرض لها سكان غزة».
و أضاف: «لا فائدة من أن نتنبأ بالزلزال بينما تستمر هذه المجزرة، نحن نحاول إنقاذ الأرواح بينما يُقتل الآلاف من الناس»، معلنا «وقف خدماته، مؤكدا على أن قطاع غزة سيختفى من فوق الخريطة، وقال نصا: «سيتم ضم غزة لتصبح إسرائيل، تذكروا كلماتى».
وبعيدا عن نظريات المؤامرة، والكارهين لفضيلة إعمال العقل وربط الأحداث بعضها ببعض، ألا يستحق اختفاء أخبار عالم الزلازل الهولندى والتى كانت تتصدر وسائل الإعلام المختلفة، عقب اجتياح إسرائيل لقطاع غزة، أى منذ ما يقرب من 6 أشهر، الوقوف أمامه على الأقل بطرح الأسئلة من عينة لماذا اختفت أخباره؟ وما هى الأسباب مع رفع منسوب الشك فى ذلك؟ وألا يستحق استمرار اختفاء أخبار الحرب الروسية الأوكرانية والحرب السودانية، والوضع فى سوريا وليبيا واليمن، من وسائل الإعلام الدولية بمختلف مشاربها، طرح الأسئلة عن السر وراء عدم الاهتمام بهذه الحروب وأخبارها، بعدما كانت محل اهتمام بالغ؟
كل هذه الأحداث سواء الحرب الروسية الأوكرانية، أو ما يحدث فى السودان الشقيق، ثم وقوع الزلازل التى ضربت بقوة مفرطة عددا كبيرا من دول المنطقة، وكأن الإقليم استحوذ على الحقوق الحصرية للزلازل والاهتزازات الأرضية العنيفة فى البر والبحر، وراح ضحيتها المئات، وبدأ تصدير القلق الشديد لشعوب الإقليم، وتصريحات خبير الزلازل الهولندى الذى ظهر فجأة، بنبوءاته والتى معظمها تحققت، فى تقاطع مع العلم الذى يجزم بأن الزلازل من المستحيل التوقع بحدوثها، ورغم ذلك العالم الهولندى استطاع التوقع فى ضرب للنظريات العالمية، كل ذلك يدفع إلى الأسئلة القلقة ويرفع من منسوب الشك والريبة، بأن هناك كيانات تخطط وتدبر، فهل يعقل أن انتشار أخبار عالم الزلازل الهولندى فجأة وتوقعه لزلازل مدمرة أمر عادى؟ ثم هل اختفاء أخباره بعد توقعه باندثار غزة من فوق الخريطة الجغرافية مع بدء الاجتياح الإسرائيلى للقطاع، أمر منطقى وعادى يمكن التسليم به؟
الأمر يحتاج إلى وقفة حاشدة، والبحث والتقصى!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة