يستمر سيناريو خروج الالاف من المزارعين في أوروبا احتجاجا على سياسات الاتحاد الأوروبى الخاصة بالزراعة، وساد التوتر بين المحتجين ورجال الشرطة في عدد من الدول ، بسبب اغلاق الشوارع بالجرارات وحزم القش ، مما يؤدى إلى خسائر فادحة في الاقتصاد الأوروبى.
واعتقلت الشرطة الفرنسية 66 شخصا في احتجاج مفاجئ للمزارعين بجوار قوس النصر في باريس، حيث أنهم أغلقوا شارع الشانزليزيه بالجرارات وحزم القش، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وقالت نقابة التنسيق الريفية المتشددة، التي روجت للاحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث وصلت ثمانية جرارات إلى سفح قوس النصر، حسبما أشارت مديرية الشرطة، موضحة أنها اعتقلت 66 مشاركا في هذا الإجراء الذي أدى إلى شل حركة المرور لفترة وجيزة في هذا الشريان الرئيسي غرب العاصمة.
ويحتج المزارعون في دول أوروبية مختلفة منذ أسابيع ضد ما يعتبرونه لوائح بيئية صارمة بشكل مفرط وانخفاض الدخل والمنافسة من الواردات الأرخص من خارج الاتحاد الأوروبي.
ونظمت النقابة الاحتجاج في إطار الاحتفال بمعرض باريس الزراعي، حيث احتاج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الحماية نهاية الأسبوع الماضي من حشد يضم مئات المتظاهرين الغاضبين.
وعلى الرغم من أن الحكومة تجنبت إرسال قوات الأمن لنزع فتيل الاحتجاجات الزراعية التي هزت فرنسا في يناير ، إلا أن وزير الداخلية جيرالد دارمانين حذر بعد ذلك من أنهم إذا دخلوا باريس، فسوف يتحركون.
ووعدت الحكومة بإصلاحات في هذا القطاع، لكن المزارعين واصلوا إغلاق الطرق وإشعال النار في الإطارات ومحاصرة المتاجر الكبرى، في إجراءات أقل كثافة.
وفى بروكسل ، ساد التوتر بين المتظاهرين ورجال الشرطة الذين استعملوا الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه للرد على رشقهم بالبيض وحرق الإطارات المطاطية، كما أغلق مزارعون معبرا حدوديا بين بولندا وألمانيا، وتجمعوا في مدريد مطالبين باتخاذ إجراءات أمام تدني أسعار منتجاتهم في المتاجر وما يقولون إنها منافسة غير عادلة من الخارج. وتعهد وزراء الزراعة في أنحاء الاتحاد الأوروبي ببذل جهود أكبر لتقليص الروتين ومساعدة المزارعين أثناء اجتماعهم في بروكسل لمناقشة الأزمة في القطاع بعد أسابيع من الاحتجاجات الغاضبة.
وخفف الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة بالفعل صرامة أجزاء من "الصفقة الخضراء" لسياسات البيئة المميزة للتكتل مما أدى إلى حذف هدف خفض الانبعاثات الزراعية من خارطة الطريق المناخية لعام 2040. لكن المزارعين يطالبون بالمزيد.
وفي احتجاج في مدريد، أطلق مزارعون توافدوا من أنحاء إسبانيا الصفارات وقرعوا الأجراس والطبول، وحثوا الاتحاد الأوروبي على تخفيف القواعد التنظيمية وإسقاط بعض التغييرات من سياسته الزراعية المشتركة الخاصة بالإعانات والبرامج الأخرى.
وفي بولندا، أغلق مزارعون أغضبهم قدوم واردات رخيصة من أوكرانيا التي ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي الطريق السريع أيه2 عند معبر حدودي مع ألمانيا. وقرر الاتحاد الأوروبي قبل عامين إعفاء صادرات أوكرانيا من المواد الغذائية من الرسوم الجمركية في وقت تقاتل فيه كييف ضد الحرب الروسية.
وقال وزير الزراعة البلجيكي ديفيد كلارينفال بعد الاجتماع الوزاري إن الاتحاد الأوروبي يستهدف حلا أكثر فعالية بحيث تذهب المنتجات الزراعية من أوكرانيا إلى أسواقها التقليدية خارج الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الغذاء والزراعة الألماني جيم أوزدمير إن الاتحاد الأوروبي يتعين عليه أن يضمن للمزارعين كسب أموال جيدة إذا اختار التكتل التنوع البيولوجي والإجراءات الخضراء ووصف السياسة الزراعية الحالية للاتحاد الأوروبي بأنها "وحش بيروقراطي".
وفى إسبانيا أيضا ، واصل المزارعون ومربو الماشية الاحتجاجات في بامبلونا شمال إسبانيا، وأبقوا الطريق السريع مغلقاً في جيرونا عند التقاطع مع الطريق الوطني الثاني، وأعلن المحتجين أن هذه الاحتجاجات ستظل إلى أجل غير مسمى ، حتى يتم التوصل لحلول عادلة.
أكدت وزارة الداخلية الإسبانية أن عدد المزراعين الذين تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات وصل إلى 40 شخصا، مشيرة إلى أنه يتم تغريم أكثر من 8800 شخص وتسجيل أكثر من 3100 شكوى إدارية متعلقة بقوانين السلامة العامة على الطرق.
ويرى بعض المسئولون على رأسهم إيمانويل ماكرون ، أنه لابد من التوصل لحل لإنهاء أزمة المزراعين ، وكانت اقترحت المفوضية الأوروبية أواخر الشهر الماضي الحد من الواردات الزراعية من أوكرانيا من خلال تطبيق "مكابح الطوارئ" على المنتجات الأكثر حساسية - الدواجن والبيض والسكر - لكن المنتجين يقولون إن الحجم سيظل مرتفعا للغاية.
كما أعفت المفوضية مزارعي الاتحاد الأوروبي لعام 2024 من شرط الاحتفاظ ببعض أراضيهم دون استخدام المبيدات الحشرية مع الاستمرار في تلقي مدفوعات الدعم الزراعي من الاتحاد الأوروبي، لكنهم سيحتاجون بدلاً من ذلك إلى زراعة المحاصيل دون استخدام المبيدات الحشرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة