خالد دومة يكتب .. ثمن الحرية.. إيمانويل روبيلس

الثلاثاء، 19 مارس 2024 12:00 م
خالد دومة يكتب .. ثمن الحرية.. إيمانويل روبيلس خالد دومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحرية التي يبحث عنها بعض الناس, ويضل عنها أخرون, يموت في سبيلها من يموت, ويعتزلها ويتنحى عن طريقها الكثير, فالذين يبحثون عنها, ويموتون من أجلها قلة, وغيرهم أفواج تسير في سرب, أوقطيع, تعلو أصوات أجسادهم, على أصوات أرواحهم, فلا يبالون لكرامة، ولا يحفلون بكلمة الحرية، التي تعطي للحياة الإنسانية، معنا عظيما, وقيمة كبرى.

مونسييرا ذلك الفتي الذي يثور, على بلاده, يثور على الظلم, على الاستعمار والاستبداد, يثور على صوت الطغاة وأفعالهم, يثور على مليكه, فالأفعال التي يرتكبها جيشه, في حق بلاد أخرى, هي جرائم, وعار في جبين الإنسانية, يريد الملك أن ينتهك حريتهم, ينتهك أعراضهم, في سبيل مجد زائف, إنه يسوق الآلاف من الجنود ورجال الدين, يخدعهم بإسم القوة والشجاعة والإقدام, ومناصرة الرب, والمجد الزائف, ليسطوا على بلاد أخرى.  يساعد مونسيرا, زعيم حركة المناهضة بوليفار, ويساعده في الهروب خارج البلاد, ذلك الفتي الذي يناهض من أجل تحرير بلاده, من رق الأسر وذلة الاستعباد, إنه رجل صاحب كرامة, يريد لأبناء وطنه, العزة والكرامة في بلادهم. يكتشف أمره وزير الملك فيتفتق ذهنه عن محنة رهيبة, ليضغط بها على مونسيرا, ليكشف له عن مكان بوليفار.

فيأمر رئيس الجند, بالقبض على ستة من الطريق, أٌخذوا بالمصادفة, أبرياء, لا شان لهم بحرب, ولا غيره, أفراد بينهم من الاختلاف والتنوع في الأفكار والنفوس, وأراد أن يضغط عليه, ليخبره بمكان زعيم الحركة الوطنية, إنه إختبار صعب, ستة أفراد لا علاقة لهم بما يحدث, اختارتهم الأقدار, ألقت بهم في طريق هذا الطاغية, فالخزاف الذي لديه خمس أطفال,  والممثل الاسباني المثقف, والزوج الغني السعيد غاية السعادة,  والمرأة التي تركت ابنيها وحيدين, في بيت منعزل, لتـأتي لهم بالطعام, وذلك الشاب الناشيء الذي مات أبوه بسلاح الطغاة, وتلك الفتاة الشابة, التي لم تتجاوز الثامنة عشر, التي انتهك حرمة والدتها أسباني, ولها أخوين رحلا مع الثوار, ليجاهدوا معهم, كل هؤلاء فئات مختلفة من عامة الشعب, ورؤية كل منهم, لما يحدث في بلاده وانعكاس ذلك على حياته وطبيعته وأحواله, يتركهم ساعة ليحاولوا اقناعه في الكشف عن مكان الثائر, وإلا ماتوا جميعا رميا بالرصاص, إن فشلوا في اقناعه, وعند زاوية الجدار, ينتهي كل شيء, يموت المرء بكل ما يحمل من طموحات وأحلام, ينتهي إلى الخلاص الأبدي, يتشكل فوق العظام, بؤس السنين الذاهبات, يتحجر صخرة صلبة, ولا شيء سوى اللا نهاية, حيث يقف المرء مأخوذا بتلك المسافات, التي تتولد, تلك الحرية التي أودت بهم إلى حفرة, بجوار الجدار, حفرة فيها تسوى الأشياء, لتصير إلى كومة من تراب ....إنها الحرية حين يتلاشى كل شيء من أجلها, ولكنها عند القليل معنى وإرادة واجبة لكي تتحقق لا بد من ثمن, هذا الثمن قد يكون دما, مالا, أرواح أي شيء, ولكن لا بد من ذلك الثمن الرهيب, الذي لا يقبل على دفعه سوى هؤلاء الذين يعلمون قيمة الحرية, والذين لا يعلمون.

الحرية التي تعطي للأشياء معنى ووجود حي، فالحرية ذلك المهاد الذي يعطي للحياة قيمة كبرى.
 









الموضوعات المتعلقة

خالد دومة يكتب: المعنى الشريف

الخميس، 29 فبراير 2024 04:07 م

خالد دومة يكتب: تراب الأخرين

الجمعة، 23 فبراير 2024 12:27 ص

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة