لاحظتُ مؤخرًا اهتمام الباحثين الغربيين بسبر أغوار جماعة الإخوان الإرهابية، وقد صدر حديثًا للباحثة الأمريكية من أصل مصري سينثيا فرحات كتاب (الجهاز السري.. الإخوان المسلمون وصناعة الموت)، وفيه تكشف أن الجماعة لم تُؤسَس على مفاهيم الإسلام الذي يعتنقه غالبية المسلمين إنما على خليط من تصورات لجماعات باطنية قديمة مثل "الحشاشين"، علاوة على استلهام رؤى وتكتيكات هتلر النازية وستالين الشمولية.
نستنتج أن النخب الغربية استيقظت متأخرة وباتت تفهم طبيعة وأهداف جماعة الإخوان، بعد أن اكتشفت أنها مشروع يهدد قلب أوربا كما هددتها من قبل النازية والشيوعية الأممية.
ويتكرر ما حدث في المنطقة العربية في دول الغرب، لذا ينخرط كتاب وباحثون غربيون في إماطة اللثام عن وجه الإخوان الحقيقي طارحين العلاقات الماورائية والسياقات التاريخية التي تأثرت بها الجماعة الأخطبوطية في نشأتها.
مثلما عملت الإخوان على تقويض الدول من الداخل وقتل زعمائها سعى الحشاشون لتفكيك الدول وقتل سلاطين المسلمين الأقوياء وحاولوا اغتيال صلاح الدين الأيوبي، واغتالوا الوزير السلجوقي الشهير نظام الملك الذي كان بمثابة رئيس الحكومة، وحاولوا اغتيال الإمام أبو حامد الغزالي لفضحه انحرافاتهم العقائدية.
سارت جماعة الإخوان على نهج الحشاشين أول تنظيم مافيا في التاريخ؛ باحتراف القتل والاغتيال والعمليات الانتحارية لأهداف سياسية تحت زعم الاستشهاد والفوز بالجنة، وكان الهدف الحقيقي في الحالتين تحقيق أستاذية العالم والهيمنة التدريجية على مقاليد الكون، من خلال العمل الباطني السري وبتشكيل رابطة مقدسة كإخوة في الدين وبالتالي تصبح الفرقة السرية دولة خفية موازية الطاعة فيها فقط للإمام والمرشد.
استلهم حسن البنا من حسن الصباح المبدأ الخطير السمع والطاعة العمياء؛ فالصباح أمر أحد أفراد جماعته بإلقاء نفسه من فوق جبل القلعة وأمر آخر بالانتحار بالسيف ليثبت لرسول السلاجقة المفاوض مدى تحكمه في أتباعه.
نحن سابقون للغرب بخطوات؛ فقد كشفنا جماعة الإخوان نخبويًا وقوضنا مشروعها الهدام سياسيًا وميدانيًا، وها نحن نكشف أصولها للجمهور، فيما لا يزال الغرب يتداولون الملف على مستوى النخبة ولا تزال الجماعة تتغلغل في مجتمعاتهم وتتآمر على دولهم.
شكرًا للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لحرصها بهذا الإنتاج الضخم لمسلسل الحشاشين على نقل هذا الوعي بالأصول والجذور الحقيقية لجماعة الإخوان الإرهابية من الإطار النخبوي على مستوى الباحثين والخبراء في مصر والعالم، إلى الجماهير العريضة من عشاق الدراما ومتابعيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة