حالة من البهجة يعيشها الشارع المصرى في هذه اللخظات، الابتسامة تعلو الوجوه، هذا مؤكد، معلوم بالضرورة لأنه إحساس شعبى جارف، هنا نحن لا نبالغ، ولا يستطيع أكثر الماكرين مكرا إنكار ذلك.
البهجة والانتعاشة والابتسامة منبعها الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى حرص منذ توليه المسئولية الثقيلة وحتى قبل توليه إياها على مساندة الشعب وفى القلب منه البسطاء، صغار الموظفين، وصغار المزارعين، ومن لا يملكون أي شىء.
بدايات أخرجت كثيرون من غرف الإنعاش أولئك الذين ظلوا في الصقيع دون مظلة، وفجأة أنقذهم الرئيس بمظلة التكافل والكرامة، ملايين الأسر أصبحت تتقاضى معاشات شهرية، تزايدت مع موجات الغلاء، لتعينهم على الحياة وهم الأكثر فقرا، مظلة حرص الرئيس على أن تحمى من لا حماية لهم، إنهم الأولى بالرعاية في وجهة نظره، وفى عقيدته برز أن حمايتهم ليست منة أو هبة بل هو حق مستحق لا يمكن تجاهلة.
عاش من لا يملكون بشكل محترم إلى حد ما، وعاش من يملك القليل من الدخل كذلك، غير أن الغلاء استمر، غلاء ليس للدولة دخل فيه، بل فرض عليها بفعل ظروف سياسية واقتصادية وعسكرية في العالم وعلى حدودنا، وهو علاء نهش سكان الكرة الأرضية ومن بينهم المصريين، غير أن المصريين حباهم الله برئيس إنسان، يخشى الله في كل تصرفاته، يؤمن بأنه مسئول عن رعيته، مسئولية نابعة من خشيته الدائمة من الله، خشية تظهر في كل أحاديثه، وتصريحاته، فالرئيس لا ينكر أبدا دعم الله له وللشعب في مواجهة ظروف صعبة، ظروف صنعتها قوى داخلية وخارجية لا تريد الخير لنا، وأخرى صنعها واقع عالمى وأزمات وأوبئة، وهى أزمات ارهقت دول عظمى، عانت شعوبها، ووقف حكامها موقف المتفرج باعتبارهم ليسوا مسئولين عنها، غير أن الوضع في مصر مختلف، في مصر الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى يعرف الواقع تماما، يعرف عن المحافظات أكثر من المحافظين، ويعرف عن الاقتصاد اكثر من المتخصصين، هو رجل ملم بكل التفاصيل، يشعر بالفقراء، يعرف كيف يعيش الناس، ولذلك يدعمهم دوما، فإذا كان الغلاء لا مفر منه فلا أقل من أن يقدم للناس ما يعنهم على مواجهة هذا الغلاء.
زيادات تلتها زيادات في الرواتب والمعاشات، زيادات تليها زيادات في حد الإعفاء الضريبى، وزيادات تليها زيادات في الدعم التموينى الذى يضم الخبز والسلع الأساسية، لكنه لم يكتف، الرئيس لم يتوقف عن زيادة المساندة لأن الرجل يرهقه تعب شعبه، يفكر كيف يعيش المواطن بمبلغ ضئيل، وهو من يعرف أسعار كل شيء، وأعباء الحياة، الرئيس هو من الشعب، من الطبقة الكادحة في الأسأس لم يكن والده إقطاعى مثلا، بل مر بكل ما يمر به البسطاء، بداية من تكاليف الدراسة ومرورا بكل تفاصيل الموظف الصغير ولذلك هو يشعر بنا.
الغلاء واصل مسيرته والرئيس واصل التصدي له بشكل مستمر حتى جاء اليوم، وأصدر قراراته المهمة والضرورية، شكرا سيدى الرئيس حقا، نشكرك من كل قلوبنا، على ما وجهت بعد دراسات كانت في الخفاء،أنت لا تكل ولا تمل، شكرا للمفاجأة المدوية الرائعة بزيادة الحد الدنى للأجور الذى كان حلم الوصول به إلى 1200 جنيه هو نوع من المبالغة، اليوم جعلت الحد الأدنى 6000 جنيه وهو مبلغ ليس بالهين، حقيقى هو مبلغ يدخل المواطن المنطقة الدافئة، دعونا نعترف.
قرارات الرئيس الصادرة اليوم لم تحقق حلم الموظفين فقط بل طالت الجميع، طالت من يحصلون على اكثر من 6000 جنيه، وطالت أصحاب المعاشات، وطالت المستفيدين من تكافل وكرامة، الجميع منتعش، ألم اقل لكم ذلك وأكدت عليه، ولأن تفاصيل القرارات أصبحت حديث الشارع الآن فلن أخوض فيها لأننى قد لا أقدم الجديد.
لكن الجديد والمؤكد، أو الجديد المتجدد، هو العلم بأن قرارات الرئيس السيسى الأخيرة عكست حرصه الدائم على رفع المعاناة عن كاهل المواطنين اللذين عاشوا في دوامة خاصة في الشهرين الآخيرين، حتى أنهم اقتنعوا أن رمضان المقبل سيكون صعبا عليهم.
ودعونا نتفق يا سادة على أن إدراك القيادة السياسية للأزمة الاقتصادية عالميا علي مستوي معيشة المواطن في مصر، وحرصها علي التدخل لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين كان الباعث الأساسى لهذه القرارات التي أنعشت نفسية الشارع، وهى في تصورنا قرارات شعبوية، ندرك أن الرئيس السيى لا يتوقف أمامها طويلا، فهو يستهدف الصالح العام والعبور بالوطن، ولا يستهدف التصفيق والتهليل وإن نالهما دون قصد.
ما صدر من قرارات اليوم، يقول أن الرئيس هو مصدر المفاجآت السارة، يقول أنه صدق عندما وعد بأن المصريين في عهده لن يضاروا، ذلك أن أكثر المتفائلين تفاؤلا ما تخيلوا أن تكون حزمة الحماية الاجتماعية، التي أثلجت صدورنا اليوم بهذا القدر، لسبب بسيط وهو أن الوضع الاقتصادى العالمى والمصرى حتى في غاية الصعوبة، تخيل المتفائلون أن الزيادة ستكون في شهر يوليو وبنسبة مئوية ضئيلة لكن المفاجأة كانت في أن هذه الحزمة من الحماية الاجتماعية هى الأكبر على الإطلاق وهذا يعكس التزاما من الدولة وقائدها بتقليل أثر الأزمة الاقتصادية على المواطنين قدر الإمكان، وهى بلا شك، أي حزمة الحماية الاجتماعية، تنعش الأسر وتزيد من قدرتها الشرائية، للسلع الضرورية اللازمة للحياة خاصة مع اقتراب الشهر الكريم، ذلك ان المواطن بزيادة الدخل يستطيع مواكبة ارتفاع أسعار السلع والتصدى للتضخم.
ويبدو بديهيا حين نقول بأن القرارات الأخيرة تؤكد انحياز الرئيس الدائم لمحدودى ومتوسطى الدخل والمعدمين، وفى ذلك ليس جديدا فدعم الرئيس لهذه الفئات لم يتوقف، بداية من منح الدعم لمستخقيه وحرمان القادرين منه، في صورة رائعة للإنسانية والتكافل المجتمعى، وهذا يفسر سبب التفاف البسطاء حول الرئيس وحبهم له وحرصهم على أن يقودهم مهما حاول المغرضون تحريضهم، ألم تفشل كل محاولات الوقيعة بين القيادة والشعب؟ ألم ينسى الشعب آلامه كلما حدثهم الرئيس؟ الشعب يشعر بالأمان مع الرئيس، ويثق فيه، والرئيس كان دوما مستحقا لهذه الثقة فلم يخذل الشعب خاصة الفقراء ومحدودى الدخل، وصدقونى حين أقول لكم بأن الشعب يؤمن بأن حتى القرارات الأخيرة الصادرة اليوم تمتزج وتتكامل مع توجيهات الرئيس السيسي المستمرة للحكومة باتخاذ التدابير والإجراءات التي من شأنها الحد من ارتفاع الأسعار وتمكين الشعب من الحياة بصورة كريمة قدر اللإمكان، وأنا لا أنكر دور الحكومة والأجهزة المعنية لكن صدقونى الشعب يؤمن بأن المصدر الوحيد للحماية هو الرئيس عبد الفتاح السيسى.
أروع ما يعجبنى في الرئيس باعتبارى منحاز للطبقات البسيطة هو ما فرضه على الوزارات والأجهزة المعاونة من حالة التقشف، الرئيس لا يهمة البهرجة والمظاهر ، ويكره حالة البذخ التي كان يعيشها المسئولون، في السابق، ويطبق ذلك على نفسه، حتى أنه رفض تطبيق القانون الذى يسمح للعاملين في الرئاسة بتناول الطعام على نفقة الدولة، حرمه على نفسه، وحرمه على كبار المسئولين.
إن حالة من التقشف الشديد تعيشها الحكومة في الآونة الأخيرة، لأن الرئيس أتخيل أنه قال لهم ليس منطقيا أن نسرف بينما يعيش الشعب ظروفا صعبة، وفى التقشف بداية لإنقاذ الموقف ومواجهة الصعوبات الاقتصادية، لصالح الوطن والمواطن.
وكان رائعا للغاية، الحق أقول لكم، في التصدي للاستيراد، بزيادة أعباء استيراد السلع غير الضرورية، ما حاجتنا مثلا للمكسرات في رمضان، هل الأولى استيراد القمح والبقوليات أم استيراد سلعا لا يستخدمها إلا علية القوم، وهؤلاء إذا أصروا فعليهم تحمل الفاتورة، فالدولة تحمى غير القادرين، والقادرون إن كانوا وطنيون عليهم المساهمة الفاعلة في دعم مظلة التكافل المجتمعى، كفانا أنانية، لسان حال الرئيس يقول ذلك، ولذا الشعب يقف من خلفه، يقول له واصل سيادة الرئيس حماتنا ونحن فداء لك.
وهذه الثنائية" التقشف الحكومى، تقليل فاتورة الاستيراد" إضافة إلى تنشيط الأجهزة الرقابية والأمنية القانصة للمحتكرين والجشعين من تجار العملة ومحتكرى السلع التمونية، مع محاربة الفاسدين، والضربات المتلاحقة التي نسمع عنها كل يوم وبمقتضاها يتم القضاء على أباطرة الفساد في القطاع الحكومى وفى عالم رجال الأعمال، لا شك أنه البداية القوية نحو الإنفراجة الاقتصادية ومواصلة الإنجازات وتنشيط التصدير وجذب الاستثمارات وإراحة المواطن.
كل الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسى ومن يقودهم، وكل الحب للأثرياء اللذين يستهدفون الارتقاء بالوطن، والقصاص لهؤلاء العابثين بمقدراتنا والهادفين لتشويهنا والإضرار بمصر.. والله من وراء القصد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة