مرقت طوائف عدة على مدار التاريخ العربى والإسلامى ومنها فرقة الحشاشين التي يدور حولها مسلسل الحشاشين أحد مسلسلات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وهو من بطولة كريم عبد العزيز، فتحى عبد الوهاب، وتأليف عبد الرحيم كمال وإخراج بيتر ميمى وإنتاج شركة سينرجى.
وقد كانت فرقة الحشاشين تتمترس بقلعة حصينة اسمها قلعة ألموت وقد كان أمير القلعة يسمى داعي الدعاة ومن تحته الدعاة، وكان إذا انتدب أحد أتباعه لعمل فدائي قال له: «قم إلى فلان فاقتله ومتى رجعت تحملك ملائكتي إلى جنة النعيم، وإذا مت من دون ذلك أرسل ملائكتي إليك يذهبون بك إلى جنة الخلد» وفقا لما ذكره أحمد أمين في كتاب المهدي والمهدوية.
وقد روعت هذه الحادثة نفوس العظماء وخوفتهم منه، وقد أراد هؤلاء الحشاشون مرة أن يقتلوا صلاح الدين الأيوبي؛ لأنه كبير من كبراء السنية؛ ولأنه قضى على الدولة الفاطمية في مصر، وذلك أن قائد حلب أغرى هؤلاء الحشاشين بقتل صلاح الدين حين حصرها لأول مرة، وكان هذا الزعيم يسمى رشيد الدين ويعرف بشيخ الجيل، ولكن صلاح الدين نجا من هذا الفدائي بأعجوبة.
ويعود أحمد أمين للقول: ظلت هذه الفئة تروع البلاد بقتل العظماء، وتصل إلى ذلك بمؤامرات سرية دقيقة وتنظم شئونها في دقة وإحكام، حتى علا شأنها وكثر تخريبها، ولكن كان لهم موقف حميد، وهو محاربتهم الصليبيين وإيقاع الرعب في نفوسهم، وأخيرًا أوقع بهم هولاكو المغولي، فاستولى على قلعة ألموت في سنة 1256، ثم جاء بيبرس فقضى عليهم القضاء الأخير سنة 1272، ومنذ ذلك الحين تفرق شملهم في سوريا وفارس وعمان وزنجبار والهند وكفى الله المؤمنين شرهم. ومن الأسف أن تعاليمهم كانت سرية، وقد دمرت كل آثارهم فلم يبق لنا منها ما نستنتج منه تعاليمهم الصحيحة، ولكنهم على كل حال يدينون بالمهدي وبالتشيع وينظمون أنفسهم تنظيمًا شيعيًّا، ويستقون من نبع التعاليم الفاطمية، وقد أطلق الفرنج هذه الكلمة كلمة حشاشين “Assasins” على المغتالين أخذًا من اسم هذه الفئة، ولم يكتف الأمر عند هذا الحد، فإن هذه الثورات التي ذكرنها وأمثالها كشفت للمسيحيين عن ضعف المسلمين، فشجعت على الحروب الصليبية كما كشفت حملة مصر على العثمانيين، فأطمعت الأوروبيين فيهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة