لم يلقَ فيلم الدراما الوثائقى Einstein and The Bomb الذى طرح مؤخرًا على منصة نيتفلكس الاهتمام أو الترويج الكافى، على عكس فيلم Oppenheimer الذى حصل على اهتمام على نطاق واسع، بالرغم من أن كلاً الفيلمين يدوران حول نفس الفكرة تقريبًا.
وبالرغم من عدم التركيز على فيلم الدراما الوثائقى الجديد Einstein and The Bomb بالقدر الكافى إلا أنه ظهر في أكثر أفلام بحثًا ومشاهدة على المنصة بعد طرحه يوم 16 فبراير الجارى، ودار العمل بشكل واضح حول ما حدث بعد فرار أينشتاين من ألمانيا النازية، باستخدام لقطات أرشيفية وكلماته الخاصة، تغوص هذه الدراما الوثائقية في ذهن العالم، مع التركيز على مشاركته في صنع القنبلة الذرية، وإضافة بعض كوميديا الموقف للحد من حدة الفيلم الوثائقى.
ومع عدم إلقاء الضوء بشكل كبير على فيلم Einstein and The Bomb، الا أن العمل سار في خط بسيط ومريح للمشاهد الذى يريد أن يدخل إلى العالم الخاص بـ أينشتاين، فيلم Einstein and The Bomb يمكن أن يعتبره الكثيرين من محبى هذه النوعية من الأفلام على مكافأة لمن يشاهده، خاصة الجزء الخاص بـ القنبلة الذرية، وعذاب البطل الرئيسي بعد استخدامها.
ربط فيلم Einstein and The Bomb بين الاستعداد للحرب العالمية الثانية والحرب النووية، مع التركيز على التحليل من وجهة نظر أينشتاين، جنبا إلى جنب مع نظرة شاملة على حد سواء بين عالم العلوم أو في عالم السياسة الدولية، وبخيط رفيع لا يمكن تجاهله ربط الفيلم نفسه بشكل قاطع بـ فيلم Oppenheimer، مع التركيز على عدم ذكر اسم العالم جيه.روبرت أوبنهايمر، أو اى من العاملين على الفيلم الذى في طريقه للحصول على جائزة الأوسكار لـ أفضل فيلم ليصبح الأفضل في عام 2023 بلا منازع.
واستطاع الفيلم تسليط الضوء على المعاناة التي عاشها أينشتاين بسبب استخدام القنبلة النووية، وضرورتها لوضع حد فاصل للحرب، والمخاوف التي مر بها أينشتاين، وظهرت من خلال رسالته التي أرسلها عام 1939 إلى الرئيس فرانكلين روزفلت يحذر فيها من التطور النووي في ألمانيا، ويطالب فيها الولايات المتحدة الأمريكية من تسريع عملية العمل على القنبلة الذرية، وإعترافه بأن الانتصار على النازيين هو من أهم الأمور في هذا الوقت.
وتضمنت رسالة أينشتاين إلى روزفلت بـ "بعض من الأعمال الحديثة التي قام بها إنريكو فيرمي ونيو زيلارد، والتي وصلتني في مخطوطة، تقودني إلى توقع أن عنصر اليورانيوم قد يتحول إلى مصدر جديد ومهم للطاقة في المستقبل القريب، ويبدو أن بعض جوانب الوضع الذي نشأ يستدعي اليقظة، وإذا لزم الأمر، اتخاذ إجراء سريع من جانب الإدارة، ولذلك أعتقد أنه من واجبي أن ألفت انتباهكم إلى الحقائق".
مع أن هذه الفترة في حياة أينشتاين تعد قصيرة نسبة إلى ما قام به في حياته الا أنها من اهم المراحل فيها، ولهذا تم تنسيق اللقطات ما بين دراما وأرشيفية، التي أضافت عمق مختلف وعاطفي إلى مشاهده الفيلم الوثائقى الجديد.
ولا يجب أن ينكر فضل الممثل العالمى ايدان مكاردل الذى اشتهر بـ دوره في فيلم The Professor and the Madman لـ عام 2019، والذى لعب شخصية أينشتاين وأبرز الصراع الذى عاشه العالم الراحل مع القلق والتأمل وصمته الذى يشعر من أمامه بالاضطراب وعاطفته الأنسانية.
فيلم Einstein and The Bomb لا يدور فقط عن القنبلة الذرية وتأثيرها على العالم، ولكن يكشف عن الجانب الأخر في شخصية العالم أينشتاين، بطريقة تجذب المشاهد الذى يريد التعمق في هذا الحدث خاصة بعد مشاهدته لـ فيلم Oppenheimer.
وحصل Einstein and The Bomb على تقييم وصل إلى 88% من قبل 8 نقاد عالميين، و 53% من قبل أقل من 50 مراجعة من المشاهدين المعتمدين على موقع Rotten Tomatoes.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة