"أحنا منعرفش غير حب الله وحب الوطن"، الجملة الكوميدية التي قالها النجم الراحل طلعت زكريا في احد افلامه الكوميدية، الأمر الذي جعل البعض يستخدمونها كنوع من الكوميكس والمميز التي يتداولها متبعين مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ما هو معنى الحب العاطفي الذي يبحث عنه الجميع؟ إذا كان بالفعل حب الله والوطن في قلوبنا فنحن أيضاً في حاجة لوجود شريك حياة وصحبة وأهل نحبهم ونحترمهم، بل ونكون لهم شُعلة الحب التي تنير لهم حياتهم.
الحب العاطفي الذي لابد أن يظهر طوال الوقت، وليس فقط في الفلانيتن بالورود والدباديب التي تملئ اركان المدن، ونراهم في أيدي المحبين على الكورنيش، الحب الذي يجعل كل منا يبحث عن سعادته في إسعاد غيره، ليس بالفعل إنما بأقل مجهود ممكن، سواء ابتسامة في وجه شخص تقابله صباحاً، أو كلمة دعم لصديق يمر بوقت صعب، نحن جميعًا نهتم بما يعتقده الآخرون عنا ونريد أن نكون محبوبين فإن أساسيات جعل الناس يحبونك واضحة إذا كنت تريد أن تكون شُعلة حب وليس كراهية، كن لطيفًا، وكن مراعيًا، وكن إنسانًا محترمًا يحترم نفسه وذاته قبل أن يجبر الأخرين على احترامه، يفكر في كل كلمة قبل قولها، ويتحدث بشكل إيجابي ولا يكون مصدراً لقلق من حوله، ومع ذلك، هناك أيضًا العديد من الأشياء الصغيرة والأكثر فاعلية التي يمكنك القيام بها والتي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على كيفية إدراك الآخرين لك، بل وتجعلك هذه الأشياء مؤثراً بشكل إيجابي على كل من حولك، ومن ثم حياتك بالكامل ستتغير للأفضل.
معظم هذه النصائح عبارة عن أشياء صغيرة يمكنك تنفيذها كل يوم، ومع كل الأشخاص، قد تبدو هذه الأشياء غير ذات أهمية أو حتى سخيفة، لكن جربها وقد تجد نفسك أكثر حباً وعطائاً بشكل كبير، وفقاً لعلم النفس والسلوك فعليك معرفة كيفية استخدام الأسماء للأشخاص، بمعنى أنك عندما تتحدث لشخص عليك ذكر اسمه وسط الحديث سواء باللقب أو بدون حسب قربه منك، هذا الأمر سيجعله يشعر بأهميته لديك، وأنه على معرفة قوية به وتحبه، مما يجعل نفس الشعور يظهره لك ولكن بشكل مضاعف.
ثانياً الأبتسامة، التي يعتبر مفعولها مثل السحر، عندما تبتسم حتى بدون قول كلمة واحدة سيزيد الشعور بالإيجابية عند تواجدك في أي مكان، بل وستكون مثالاً للبهجة والحيوية، الأبتسامة هي اداة مهمة للتفاعل الاجتماعي، وتغذي الكثير من العلاقات، بل وتجعل من يمتلكها ذو أثر كبير في كل من حوله.
ثالثاً كن مستمعاً جيداً ليس بأذنيك فقط، أجعل حواسك ولغة جسدك يظهر عليها الأهتمام بحديث الطرف الأخر، كن منتبهاً له، أجعل عيناك في عينه لكي يعلم جيداً أنك تعي كل ما يقوله له وتفهمه، هذه الطريقة تجعل من حولك يهتمن بأرائك ويرغبون في وجودك معهم مهما كنت بعيداً عنهم، بجانب استدعاء المحادثة التي تثبت بأنك بالفعل منتبهاً لحديثه، وذلك في وقت أخر عند السؤال على هذا الشخص، ومعرفة ما مر به خلال الفترة التي لم تكن موجوداً معه.
رابعاً المجاملات الصادقة، فكما قال اجدادنا أن "بصلة المحب خروف" فإن التواجد مع من يهموننا في كل ظروفهم ومجاملتهم بقدر المستطاع يجعل لك مكانة كبيرة في قلوبهم، بل وتجعل وجودك في حياتهم أساسياً وليس أمر ثانوي.
خامساً لو كنت تريد أن تكون في قلب الجميع، يحبونك ويحترمونك لا تجعل النقد هو محور حديثك، تحدث بلباقة مع الجميع، ولا تنتقد بشكل جاف وبه لوم وعتاب، حتى لا تبني عازل بينك وبين أحد.
وأخيراً أجعل من نفسك شخصية حقيقة وليس نسخة من أحد، تحدث بطبيعتك، ولا تكن متكلفاً، أحترم الصغير قبل الكبير، وراعي الضعيف قبل مراعاة القوي، واجعل حب الله في قلبك قبل الخوف منه، ستجد الحب يطوف من حولك، يظهر في افعال الناس تجاهك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة