قال الدكتور إبراهيم نجم ، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء بالعالم، إن التحولات والتغيرات سمة من سمات هذا العالم لا نستطيع أن نتصور تطور العالم بدونها، لكن التغيرات الطارئة التي يمر بها العالم الآن لا نظير لها عبر التاريخ من حيث الشدة والقوة والتأثير في مصائر الدول والشعوب، لقد تغيرت سلوكيات وأنماط الناس وأولوياتهم وتغيرت سياسات الدول، وتغيرت أنماط العلاقات والتحالفات الدولية بناء على ذلك.
وأضاف في تصريحات خاصة، لا شك أن مصر قد تأثرت بهذه التغيرات تأثرا بالغا وانعكس ذلك على الشعب المصري الذي وقف وقفة خالدة متكاتفا متعاونا متكافلا متفهما لأبعاد الأزمة وما أضيف إليها من أعباء جراء الصراعات والتحديات الدولية والإقليمية المفروضة على مصر داخليا وخارجيا، وكعادة مصر التي يشهد بها التاريخ منذ فجره فإنها وقفت شامخة قوية شجاعة بقيادة سياسية رشيدة حكيمة تمتلك من الذكاء والقوة والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة كي تواجه هذه التحديات بقوة وتفرض سيطرتها الكاملة ليس على حدودها فقط، بل على أعماقها وأبعادها الاسترتيجية في كافة الاتجاهات، وتضع خطوطا حمراء لكل عدو معتد غاشم تسول له أطماعه الدنيئة العدوانية أن يتجاوزها من أجل السطو والقرصنة على ثروات الجيران أو تطوير ذلك للنيل من مصر وحدودها وأمنها وشعبها
وتابع: لم تتفاعل القيادة المصرية الحكيمة مع هذه الأحداث عند وقوعها فقط بل أدركت هذه التغيرات والتطورات قبل ذلك بكثير ورفعت جاهزية الجيش وأنشات القواعد العسكرية وتمدد الجيش المصري بأجنحته وبقواعده العسكرية المجهزة بأعلى درجات الجاهزية والاستعداد، للزود عن مصر جوا وبرا وبحرا، وقد كنا نتابع ردة فعل الجماعة الإرهابية وانزعاجها الشديد من قدرة وجاهزية الجيش المصري ورفع كفاءته وتسليحه وتدريبه، وقد حاولوا محاولات بائسة فاشلة من أجل إثارة المصريين على القيادة بترويج أكاذيب وافتراءات من جنس أن هذا التسليح لا مبرر له، وأنه يخصم من قدرة الاقتصاد المصري، وبالتالي يزيد من معاناة المواطن المصري، وقد باءت كل هذه المحاولات بالفشل بل وزادت من التفاف الشعب المصري حول قيادته وجيشه مستشعرا شدة الخطر الذي تواجهه مصر، ومتفهما خسة وقذارة المخطط الذي تقوده الجماعة الإرهابية لهدم مصر والقضاء عليها وزعزعة أمنها واستقرارها
وعلى الصعيد الداخلي وفي نفس التوقيت لم تتوقف مصر عن مواصلة الإنجازات الاقتصادية والتطوير الدائم للقضاء على العشوائيات وتحديث البنية التحتية لمرافق البلاد واتخاذ كافة التدابير الوقائية لمواجهة الجائحة، والاهتمام بهموم المواطن المصري وتخفيف أعباء الأزمة عن كاهلة، وفي نفس الوقت كانت مصر تمارس دورها الريادي والحضاري والإنساني بمد يد العون والمساعدة لكافة دول العالم ولا تجعل من التحديات والأعباء الاقتصادية ذريعة للعزلة والانكفاء على النفس، بل إن مصر قدمت للكثير من دول العالم ما جعلها محط أنظاره ومبعث احترامه واعتزازه، بل وجعل من التجربة المصرية الحديثة تجربة إنسانية رائدة تمثل القدوة والمثال للكثير من الدول والشعوب، وما كنا نستطيع العمل بكفاءة واقتدار إلا بالوعي الكبير الذي تمتع به الشعب المصري الذي وقف خلف قيادته ووطنه يشاركه الطموحات والتحديات والإنجازت والعمل الدؤوب من أجل رفع راية الوطن عالية خفاقة
والمطلوب منا دائما رفع درجة هذا الوعي والمساندة للجيش والشرطة والقيادة السياسية، وإدراك نعمتي الأمن والأمان وعدم الإصغاء لأكاذيب لجان الإخوان وقنواتهم العميلة التي تروج الأكاذيب بحق مصر ليل نهار، وتختلق الأحداث والأكاذيب لتشويه صورة مصر والشعب المصري، وليست هذه جهود أفراد لهم فكر ومبدأ خاطيء منحرف يسعون لإحيائه ونشره، بل هو عمل استخباراتي ومؤامرة دولية خسيسة ينفق عليها المليارات من أجل تشويه سمعة مصر وإلحاق الضرر بها، وإحداث الانقسامات بين فئات الشعب المصري، إن مصر تواجه في المقام الأول معركة إعلامية شرسة تحتوي على ملايين الأخبار الكاذبة الملفقة المفبركة، وهي تواجه عدوا تكفيريا قذرا يستبيح كافة أنواع الكذب الرخيص لترويج مخططه الشيطاني ، لذلك فإن اليقظة والوعي وإدراك أبعاد المخطط الشيطاني والالتفاف حول القيادة السياسة لإسقاط هذا المخطط وإفشاله، ونقل هذا الوعي للأجيال القادمة؛ لأن المعركة طويلة مستمرة والانتصار فيها مرتبط جدا بقوة وصلابة الشعب المصري وفهمه واستعيابه لأبعاد المخطط الشيطاني، وأيضا تفهمه وتقديره لما تبذله القيادة السياسية من جهد خارق من أجل مجابهة كافة التحديات الداخلية والخارجية على كافة المستويات والأصعدة
إن أي ترويج إلى أن الخلاف بيننا وبين الإخوان وقياداتهم الخبيثة هو مجرد خلاف فكري أو إيدلوجي سهل يجب علينا تجاوزه هو تسطيح خطير للقضية المصرية برمتها بل هو خيانة وتزوير للحقائق والوقائع، فالجماعة الإرهابية قد تجاوزت الخلاف الفكري وانخرطت في مخطط خيانة قذر هدفه إسقاط مصر والقضاء عليها، ونفذت مئات العمليات الإرهابية التي راح ضحيتها الكثير من شهداء الشرطة والجيش والشعب، فتصوير الصراع على أنه مجرد صراع فكري جريمة كبيرة في حق مصر وشعبها وينبغي أن نقف لهذا التسطيح والتهوين بالمرصاد، وإلا فإن الوطن في خطر ، ولو نجحنا في مواجهة الحرب الفكرية والإعلامية وصنعنا حائط صد قوي ضد أكاذيب الإخوان فإنها أهم خطوة في الانتصار في كافة المعارك ومواجهة كافة التحديات، ويبقى ميدان المعركة العسكرية تحت سيطرة خير أجناد الأرض يدوسون تحت أقدامهم كل معتد غاشم ويفدون تراب مصر بأرواحهم ودمائهم في سبيل الله والوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة