أسماك بحيرة البردويل جودة عالمية من قلب الطبيعة النقية.. الدنيس والقاروص وسمك موسى مطلوب عالميا.. الصيد مزيج من التراث المحلي والتقنيات الحديثة.. 5 آلاف صياد هم شريان حياة اقتصادي من قلب البحيرة.. صور

الأحد، 08 ديسمبر 2024 05:30 م
أسماك بحيرة البردويل جودة عالمية من قلب الطبيعة النقية.. الدنيس والقاروص وسمك موسى مطلوب عالميا.. الصيد مزيج من التراث المحلي والتقنيات الحديثة.. 5 آلاف صياد هم شريان حياة اقتصادي من قلب البحيرة.. صور صيد الأسماك
شمال سيناء - محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط، تظل بحيرة البردويل شاهدًا على عظمة الطبيعة وسخائها، هذه البحيرة، التي تُعد واحدة من أكبر وأهم البحيرات الطبيعية في مصر، ليست مجرد مصدر اقتصادي لسكان شمال سيناء، بل هي رمز للتنوع البيئي والاستدامة.

تمتد البحيرة بطول 95 كيلومترًا، وتغطي مساحة تُقدر بـ 137 ألف فدان، مما يجعلها واحدة من أغنى البحيرات بالثروة السمكية.


تحتضن بحيرة البردويل مجموعة مميزة من الأسماك التي جعلت منها مقصدًا للأسواق المحلية والعالمية على حد سواء. ومن بين أبرز الأنواع بالبحيرة سمك الدنيس والقاروص: يتمتعان بشهرة واسعة في الأسواق الأوروبية بفضل لحمهما الأبيض وطعمهما الشهي.


وسمك موسى: يُعتبر خيارًا مميزًا لعشاق المأكولات البحرية الفاخرة، بينما الجمبري والكابوريا: يُمثلان إضافة قيمة لقوائم الطعام الفاخرة ويُصدَّران بكميات كبيرة.
واللوت والبوري: يُستخدمان في العديد من الوصفات التقليدية ويُعدان من الأنواع الأكثر مبيعًا، وثعبان البحر و”الدهبانة”: تُعتبر جزءًا من التوازن الطبيعي للنظام البيئي البحري.
هذه الأنواع لا تقتصر على كونها مجرد مصدر للغذاء، بل تمثل مصدر فخر لسكان المنطقة الذين يُسهمون في جني هذه الثروات بأيديهم، ما يجعل أسماك بحيرة البردويل مميزة هو النقاء البيئي الذي لا يُضاهى. على عكس العديد من البحيرات الأخرى، تفتقر بحيرة البردويل إلى أي ملوثات صناعية أو زراعية، مما يمنح أسماكها جودة استثنائية تجعلها مطابقة للمعايير العالمية.

ويعود هذا النقاء إلى عوامل طبيعية وجهود بشرية متواصلة، حيث تُجرى تحاليل دورية لمياه البحيرة وغذاء الأسماك من خلال مراكز بحثية متخصصة،  هذه التحاليل لا تهدف فقط لضمان جودة المنتجات السمكية، بل تسعى أيضًا للحفاظ على التوازن البيئي واستدامة الثروة السمكية.
يعمل صيادو بحيرة البردويل بطرق تجمع بين الخبرة التقليدية والأساليب الحديثة التي تسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية.

الشباك التقليدية: تُعد هذه الطريقة واحدة من أكثر الطرق شيوعًا بين الصيادين المحليين، حيث تُستخدم لصيد الأسماك الصغيرة والمتوسطة مثل البوري والدنيس.
الشباك الثابتة: تُستخدم في مناطق محددة من البحيرة، وتُعتبر فعالة في صيد الأنواع الكبيرة مثل القاروص.
والصيد بالقوارب الصغيرة: يعتمد الصيادون على قوارب خشبية صغيرة تجوب البحيرة يوميًا لجمع أنواع مختلفة من الأسماك.
الراحة البيولوجية: تعتمد البحيرة على سياسة وقف الصيد خلال فترات معينة للسماح للأسماك بالتكاثر بشكل طبيعي، ما يُسهم في الحفاظ على المخزون السمكي.
هذه الطرق تعكس حرص الصيادين على استدامة الثروة السمكية، مع الحفاظ على إرثهم الممتد لعقود طويلة.
تمثل بحيرة البردويل مصدر رزق لنحو 5 آلاف صياد من سكان شمال سيناء، الذين يعتمدون عليها كمصدر دخل رئيسي لإعالة عائلاتهم.
الصيادون المحليون يعملون بجهد يومي لضمان استمرار تدفق الأسماك إلى الأسواق، بينما التجار وأصحاب الصناعات المرتبطة بالأسماك تستفيد الأسواق المحلية والدولية من منتجات البحيرة، التي تُعتبر من بين الأجود عالميًا.
والمجتمعات المحيطة تمثل البحيرة ركيزة اقتصادية لهم حيث توفر فرص عمل في مجالات النقل، التخزين، والتصنيع.
وفي السنوات الأخيرة، بذلت الدولة جهودًا كبيرة لتطوير بحيرة البردويل ضمن خطة شاملة لتنمية البحيرات المصرية.
وتم تحسين البنية التحتية بتحديث مراسي الصيد وتجهيزها بأحدث الأدوات، وتوفير شباك صيد متطورة وغرف تبريد وتجميد حديثة.
وانشاء مشروعات تنموية تمثلت في إنشاء 8 قرى جديدة للصيادين بتكلفة تصل إلى 3.5 مليار جنيه، مما يوفر لهم مساكن ملائمة وخدمات متكاملة.


والتدريب والتأهيل بإطلاق برامج تدريبية للصيادين لتعليمهم تقنيات الصيد الحديثة، وتعزيز وعيهم بطرق الصيد المستدامة لضمان الحفاظ على الثروة السمكية.
وإقامة مراكز بحثية متطورة بإنشاء معامل لمراقبة جودة المياه والأسماك، مع تقديم توصيات مستمرة لضمان توازن النظام البيئي.


لا تقتصر أهمية بحيرة البردويل على كونها مصدرًا للثروة السمكية، بل تمتد لتشمل أبعادًا اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث اقتصاديًا تُسهم البحيرة في تعزيز صادرات مصر من الأسماك.
تظل بحيرة البردويل شاهدًا على ما يمكن أن تقدمه الطبيعة حينما تُصان وتُدار بحكمة. بنقاء بيئتها وتنوعها السمكي، أصبحت البحيرة مثالًا حيًا للاستدامة البيئية والتوازن الطبيعي. أسماكها، التي تخلو من أي ملوثات، لا تمثل فقط مصدر دخل لآلاف الصيادين وعائلاتهم، بل تُصدِّر أيضًا جودة مصرية فائقة إلى الأسواق العالمية.


الجهود التي بذلتها الدولة في تطوير البحيرة، من تحسين البنية التحتية للصيد إلى تدريب وتأهيل الصيادين، أثمرت عن نهضة اقتصادية واجتماعية في شمال سيناء. كما أن سياسات الراحة البيولوجية والرقابة البيئية أسهمت في حماية البحيرة والحفاظ على ثرواتها الطبيعية، لتكون موردًا مستدامًا للأجيال القادمة.
وفي الوقت الذي تُشكِّل فيه البحيرة مصدرًا اقتصاديًا هامًا، فإنها تلعب أيضًا دورًا اجتماعيًا وثقافيًا، حيث ترتبط حياة السكان المحليين بها ارتباطًا وثيقًا. هذا التفاعل بين الإنسان والطبيعة يُبرز أهمية استمرار الدعم الحكومي للحفاظ على هذا المورد الثمين.


إن بحيرة البردويل ليست مجرد بحيرة أو مصدرًا للأسماك، بل هي قصة نجاح تحمل في طياتها أبعادًا اقتصادية وبيئية وإنسانية. ومع استمرار العمل على تنميتها، تظل البحيرة رمزًا للإمكانات الطبيعية التي يمكن أن تُسهم في بناء مستقبل مستدام لمصر وشعبها.
 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 

صيد الأسماك
صيد الأسماك

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة