مع اقتراب احتفالات رأس السنة الميلادية، يعتبر بابا نويل هو أكثر مظاهر الاحتفال انتشارا في مصر، وانتشر بابا نويل في الكنائس القبطية في احتفالات رأس السنة الميلادية، وأصبح رمزا شعبيا للاستعداد والاحتفال بالعام الجديد، والأمر الذي نسى الكثيرون أن بابا نويل هو قديس ومعترف به في الكنيسة.
فيعتبر بابا نويل شخصية حقيقية، وتحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحته في العاشر من كيهك، وهو القديس نيقولاوس أسقف مورا بآسيا الصغرى في القرن الرابع الميلادي (مشهور في الغرب باسم سانت كلوز وفي الشرق باسم بابا نويل)، وحسب السنكسار القبطي، فكان من مدينة مورا، اسم أبيه ابيفانيوس وأمه تونة، ولم يكن لهما ولد يرثهما، وبعد وقتا طويل رزقهما الله هذا القديس، وأصبح شماسا ثم ترهب في دير كان ابن عمه رئيسا عليه، فعاش عيشة النسك حتى رسم قسا وهو في الـ19 من عمره، ونستكمل حقيقة القصة بالكامل من خلال السنكسار.
بداية قصة عطاء بابا نويل " القديس نيقولاوس"
كان في مدينة "مورا" رجل غني فقد ثروته، وكان له ثلاث بنات قد تجاوزن سن الزواج ولم يزوجهن بسبب الفقر، وفكر أن يوجههن للعمل في أعمال مهينة، ولكن الرب كشف للقديس نيقولاوس ما أعتزمه هذا الرجل، فاخذ من مال أبويه مائة دينار، ووضعها في كيس وتسلل ليلا دون أن يشعر به أحد وألقاها من نافذة منزل الرجل، وكانت دهشة الرجل عظيمة عندما وجد الكيس وفرح كثيرًا واستطاع إن يزوج بهذا المال ابنته الكبرى.
وفي ليلة أخرى كرر عمله والقي بكيس ثان من نافذة المنزل، وتمكن الرجل من تزويج الأبنة الثانية، إلا إن الرجل اشتاق أن يعرف من يفعل ذلك، فسهر يترقب، وفي المرة الثالثة شعر بسقوط الكيس، وأسرع إلى خارج المنزل ليري من الذي ألقاه، فعرف أنه القديس نيقولاوس فشكره كثيرا، لأنه أنقذ بناته من الفقر.
رسامته أسقفا
و لما تنيح أسقف مورا، جاء أمر من الرب لرئيس الأساقفة بأن المختار لهذه الرتبة هو نيقولاوس واعلمه بفضائله ورسم القديس أسقفا على مورا، وواجه اضطهادات من الملك دقلديانوس وألقاه في السجن، إلا أنه ثبت على إيمانه، إلى أن أقام الملك قسطنطين الملك ، فاخرج الذين كانوا في السجون، وعاد القديس إلى كرسيه، وأصبح يسير بحب وعدالة ويعمل معجزات لشعبه، شفاء الأمراض وإخراج الشياطين، ولما أكمل سعيه انتقل إلى الرب في ميرا، ودفن في كاتدرائيتها، وكانت أيام حياته تقترب من الـ80 سنة، منها حوالي 40 سنة أسقفا.
سانت كلوز وعيد الميلاد
وذكر موقع كنيسة القديس تكلا هيمانوت بالإسكندرية، أن بعد نياحة القديس نيقولاوس انتشرت سيرته وعمت أماكن عديدة في روسيا وأوربا خاصة ألمانيا وسويسرا وهولندا، وكانوا يتبادلون الهدايا في عيد الميلاد على اسمه، وجاء اسم بابا نويل ككلمة فرنسية تعنى "أب الميلاد"، وظن البعض أن موطن بابا نويل هو السويد وذهب البعض الآخر أن موطنه فنلندا خاصة أن هناك قرية تدعى قرية بابا نويل يروجون لها سياحيا إنها مسقط رأس بابا نويل، ويزورها نحو 75 ألف طفل سنويا، ومع اكتشاف أمريكا حمل المهاجرون معهم قديسيهم ومنهم القديس نيقولاوس أو سانت نيقولا وتطور الاسم حتى صار "سانت كلوز".
أما الصورة الحديثة لبابا نويل، فقد ولدت على يد الشاعر الأمريكي كلارك موريس الذي كتب سنة 1823 قصيدة بعنوان "الليلة التي قبل عيد الميلاد" يصف فيها هذا الزائر المحبب ليلة عيد الميلاد.
وفي عام 1881، قام الرسام الأمريكي توماس نيست في جريدة هاربرس بإنتاج أول رسم لبابا نويل، كما نعرفه اليوم، ببدلته الحمراء الجميلة ولحيته البيضاء الطويلة وحذائه الأسود اللامع، ومن وقتها انتشر بابا نويل في ثوبه الجديد، وصار من أشهر الشخصيات التي يحبها الأطفال في كل أنحاء العالم.
سر غزالة بابا نويل
واستكمل موقع كنيسة القديس تكلا، أن مع تغير المكان تخلى (سانت كلوز) عن حماره الذي كان يحمل عليه الهدايا والألعاب وذهب زحافة على الجليد وثمانية غزلان يطلق عليها حيوان (الرنة) ذو الشكل المميز.
وتروي الحكايات أن (بابا نويل) يضع للأطفال الهدايا داخل (جوارب) صوفية يضعونها فوق المدفأة في منازلهم حيث كان يتسلل (بابا نويل) من خلال فتحة المدفأة حتى لا يراه الأطفال ليلا ويفاجئون بالهدايا في الصباح فيتملكهم السرور أكثر وأكثر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة