فيلسوف يونانى مات ضاحكاً بسبب نكتة.. تعرف عليه

منذ أكثر من 2000 عام أصبح الفيلسوف اليونانى كريسيبوس من سولى موضوعًا لإحدى أغرب قصص الموت فى التاريخ، يُقال إن الفيلسوف اليونانى كريسيبوس، الذى يُعَد على نطاق واسع شخصية رئيسية فى الفلسفة الرواقية، مات ضاحكًا على نكتة أطلقها.

ولد خريسيبوس منذ حوالى عام 280 قبل الميلاد فى مدينة سولى اليونانية القديمة بالقرب من مرسين التركية الحديثة، وعاش خلال الفترة الهلنستية، التى اتسمت بالاضطرابات السياسية والتغيير الفلسفى.

فبعد وفاة الإسكندر الأكبر فى عام 323 قبل الميلاد، فقدت دول المدن اليونانية استقلالها، وأصبحت بيادق فى صراعات القوة بين الحكام الناشئين، وتحولت الفلسفة أيضًا فقد تحول المفكرون من التركيز على الأسئلة الكونية إلى الأخلاق الشخصية والسعى إلى حياة ذات معنى.

درس خريسيبوس تحت إشراف كليانثس، رئيس المدرسة الرواقية فى أثينا، وسرعان ما اكتسب شهرة بسبب صرامته وجرأته الفكرية، وأصبح معروفًا، وأنتج ما يقرب من 750 عملاً يستكشف المنطق والأخلاق والسلوك البشرى.

وقد تم توثيق وفاة خريسيبوس فى عام 206 قبل الميلاد، أثناء دورة الألعاب الأوليمبية رقم 143، فى روايتين متضاربتين للمؤرخ القديم ديوجينس لايرتيوس. وتزعم إحدى الروايات أنه حضر الألعاب الأوليمبية وشاهد حمارًا يأكل التين.

وقد ضحك الرجل على ذلك، فمازحه قائلاً إنه ينبغى على أحد أن يقدم النبيذ للحيوانات، وقيل إنه أصيب بتشنج شديد ومات بسبب الضحك.

أما الرواية الثانية فهى أكثر منطقية، إذ يُقال إن خريسيبوس تناول كميات كبيرة من النبيذ غير المخفف فى وليمة، مما أدى إلى إصابته بالدوار ووفاته في النهاية، واقترح ديوجين نفسه أن التسمم الكحولى كان تفسيراً أكثر منطقية.

إن فكرة الموت من الضحك، رغم ندرة حدوثها، ليست مستحيلة تماماً، إذ يعترف الخبراء الطبيون بحالات مثل الإغماء الهلامى، حيث قد يؤدى الضحك الشديد إلى ارتخاء العضلات (فقدان قوة العضلات) والإغماء بسبب انخفاض تدفق الدم إلى المخ.

فى الحالات القصوى، قد يؤدى الضحك إلى الاختناق أو السكتة القلبية أو حتى تلف جذع الدماغ، ما قد يؤدى إلى الوفاة، ومع ذلك، فإن مثل هذه الحالات نادرة للغاية، وفقا لما ذكره موقع جريك ريبوت.

جدير بالذكر أن إرث خريسيبوس كفيلسوف لا يزال بلا شك. فقد كان شخصية بارزة في عصره، حيث قدم الحكمة والإرشاد للناس في زمن من عدم اليقين، وانتهاء حياته بهذه الطريقة الغريبة والمثيرة للسخرية لا يزيد إلا من تعمق الانبهار المحيط به.