زاهى حواس

المانيكان لتوت

الخميس، 05 ديسمبر 2024 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عثر على هذه القطعة الشهيرة داخل الحجر الأمامية، وقد أقول إن هذه القطعة قد أخذت شهرة مثل القناع والتوابيت التي عثر عليها داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون"، وقد عثر على هذه القطعة أسفل واحدة من العجلات الحربية للملك.

وعندما أنظر إلى هذه القطعة أجد نفسي أحس بأنني أنظر إلى الملك توت عنخ آمون نفسه، خاصة لجمال الوجه الذي قد يشير إلى تمثيل الملك شخصياً، وقد صنع هذا التمثال من الخشب الملون، وهى تمثل الرأس والصدر بنفس المقاس الشخصي للملك، وقد مثل الجسم باللون الأصفر وكذلك التاج بنفس اللون، أما الوجه فقد مثل باللون الأحمر الداكن أو البني وتوجد الكوبرا على الجبهة لحمايته في العالم الآخر، وقد مثلت الحواجب والعين باللون الأسود، والنيني باللون الأبيض.

أعطى كل هذا منظراً حياً للملك توت عنخ آمون وهو في مرحلة الصبا، خاصة لأن الوجه مع الذقن والعيون الكبيرة والأنف الرائعة كل هذا أعطى الحياة والجمال لهذا الجزء من جسم الملك، وقد احتار العلماء في تفسير وظيفة هذه القطعة، وسوف نلاحظ أن الجزء العلوي من الأيدي هو الذي يظهر فقط أما باقي الأذرع فغير موجودة، وسوف نشاهد نفس جمال القطعة من الخلف أيضاً أو من البروفيل، حيث تظهر الأذن باللون البني أيضاً.

وقد اعتقد كارتر منذ البداية وأطلق عليها اسم "مانيكان" وهو القطعة الموجودة داخل حجرة النوم أو المنزل والتي توضع عليها الملابس كما نشاهد حالياً داخل محل الترزي الذي يضع البدل على هذا النوع من التماثيل ؛ ولذلك اعتقد كارتر أن روب الملك ومجوهراته كانت توضع هنا وخاصة عندما يكون هناك استعداد لعمل احتفال رسمي يحضره الملك، ولذلك يقوم خدام الملك بوضع الملابس والمجوهرات التي سوف يلبسها الملك خلال هذه المناسبات.

وهناك بعض العلامات التي لاحظها كارتر موضوعة على التمثال قد تؤيد هذه النظرية، وأعتقد أيضاً إذا سلمنا بهذه الوظيفة لذلك فقد كان يوضع داخل القصر أو المعبد، ومن المعروف أن هناك أدلة أن الملك توت عنخ آمون كان يعيش داخل قصره في منف، وعموماً أن لا أعتقد أن هذه كانت وظيفة هذا التمثال لأن ذلك تفسير أوروبي أو إنجليزي، وأن المصريين القدماء لا يمكن أن يستعملوا هذا النوع من التماثيل ليكون موديل للملابس.

ولذلك أعتقد أن هذا عبارة عن تمثال له وظيفة دينية، وذلك على غرار تمثال أو رأس "نفرتوم" وهى التي تمثل أيضاً الملك "توت"، ولا يمكن أن نعتبره تمثيلاً للروح أو الكا، والتي تتلقى القرابين أو الهدايا، ولذلك يجب أن نقارن بين هذا التمثال وبين بعض تماثيل الدولة الوسطى والتي اتصلت بالإله "أوزوريس" وتمثل إعادة الحياة.

وقد يمثل هذا الجزء العلوي من تمثال للملك وأن الأجزاء الأخرى للتمثال لم تكتمل أو لم تنقل من ورشة الفنانين، وسوف نلاحظ أن التاج غير عادي، وقد تشابه تاج الإله آمون، ولكن تاج الإله لا يوجد عليه الكوبرا، وقد يشابه التاج مناظر الملك "إخناتون"، وقد اعتقد البعض أن هذا الرأس هى لـ "إخناتون"، وأنا أؤكد أنها تخص الطفل الذهبي توت عنخ آمون.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة