عمرو مرزوق كاتب وروائى مصرى، اهتم بالكتابة فى مجال أدب الرُعب، حصل على بكالوريوس الزراعة عام 2002 من جامعة عين شمس، وليسانس الحقوق عام 2010 من جامعة القاهرة، ودرجة الماجستير في القانون الجنائي عام 2012، كما أنه باحث للدكتوراه في القانون الدستوري، وحاصل علي دبلومة في "فن كتابة السيناريو" بجامعة ميتشجان الأمريكية وقد تتلمذ على يد الكاتب أحمد خالد توفيق، ودخل مجال الكتابة عام 2014، حيث أصدر عددًا من الروايات والكتب أشهرها رباعية الرعب التاريخي (ميدوم، سي أوزير، السر المفقود، كيميت)، وقد تواصلنا مع الكاتب للحديث عن مشواره الأدبى.
- فى البداية حدثنا عن أعمالك ما هى؟
فى الرواية صدر لى "أناشيد الموت 2014 – ميدوم 2015 – شامبالا.. (المملكة المفقودة) 2016 – الكابوس 2017 – سي أوزير.. (الفرعون المنبوذ) 2018 – السر المفقود 2019 – العهد 2019 – عفار 2020 – الندم 2020 – وما كفر سُليمان 2021 – كيميت..( الرحلة الأخيرة) 2021 – راچيم 2022 – الغاوون 2023 – إيزيس 2024"،
وفى القصة القصيرة صدر لى "دقات العاشرة"، كما صدر لى كتب "ويبقى العشق" و"نساء في التريخ" و"صباحكم بلا وجع 2020".
- للأدب فنون عديدة.. فما سبب اختيارك لمجال الرعب تحديدًا؟
أدب الرعب نوع خاص جدًا من أنواع الأدب، فهو يعمل من خلال أحداثه لإيجاد حالة من الترقب والخوف لدى القارئ، وهو يعتبر فى مصر من أنواع الأدب الحديثة نسبيًا، ومن وجهة نظر الكثير أنه يعد من أصعب أنواع الأدب لأنه لابد أن تصل فيه لمرحلة إيجاد عنصر الخوف والرهبة لإقناع القارئ بما يقرأه بدون مبالغة، لكن على الرغم من حبى الشديد لأدب الرعب إلا أننى أفضل الكتابة فى الرعب التاريخى، وهو ما قررته بعد إصدار خمس روايات تاريخية تستند إلى أحداث مرعبة حقيقة، كما أننى أذكر دائمًا فى نهاية كل رواية ما استندت إليه من مصادرى من الكتب العربية والأجنبية، والتاريخ المصرى القديم ذاخر بتلك التفاصيل ولا ينقصنا فقط إلا الإبحار فى تلك الحقب التاريخية.
- ارتبط اسم عمرو مرزوق بالقطط.. لماذا وما هى الحكاية؟
بصراحة كلمة حب أو حتى عشق كلمة بسيطة لتصنيف علاقتى بالقطط، فهى لا يمكن وصفها بكلمة أو بجملة أو حتى صفحات، لكن فى البداية أحب أن أوضح شيئًا، وهو حبى لكل الحيوانات، ولكن القطط تحتل كيانى، فتلك المخلوقات الصغيرة أشعر معها بكل مشاعر الحب والألفة والمودة، وكذلك كل المشاعر الإيجابية موجودة فى تلك المخلوقات الجميلة، مخلوقات لا تحمل بداخلها مساوئ البشر فهى لا تعرف المكر ولا المنفعة ولا الخداع، لكن بداخلها تجد كل الحب والاعتراف بالجميل، تحبك دون أى مقابل وعلى استعداد أن تضحى بحياتها مقابل حياتك، ليت الكثير من البشر يتعلم فقط من أخلاق الحيوان.
- ما الدافع لتقديمك كتاب "نساء فى التاريخ"؟
بالطبع يوجد سبب لتقديمى هذا العمل قمت بكتابته لأننى رغبت بتقديم رسالة مهمة، أولا للقراء وهى أن النساء مخلوق قوى ومهم وله تأثير كبير فى المجتمع، ولكن للأسف البعض يتعمد تهميش تأثيره فكان لابد من الرد عليهم.
ثانيًا يقولون إن الأنثى نصف المجتمع، وأنا أقول إنها المجتمع كله فهى الأم والأخت والزوجة والحبيبة ولابد أن نعترف أن الرجال نتاج تربية أنثى.
أما ثالثًا فهناك أيضا الشق الدينى فالكل يعرف من هم العشرة المبشرين بالجنة، لكن بربك من يعرف من هن الصحابيات الموجودات فى عهد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام؟ أنا عن نفسى لم أكن أعرفهن إلا بعد البحث الدقيق.. صحابيات فى ساحة المعارك وصحابيات كان لهن الأثر الشديد فى المجتمع الإسلامى الأول.
ما أود قوله هو أن الكاتب ليست مهمته فى تقديم عمل روائي فقط بل محاولة منه للنهوض بوعي القارئ في شتى المجالات، فمهتنا في المقام الأول هى ترك بصمة في وجدان الجيل الحالي والقادم وترك كل ما هو مفيد.
- تراجع أدب الرعب مؤخرا.. ما السبب؟ وهل من الممكن أن يقل تدريجيًا لدرجة الندرة؟
إن نظرنا للموضوع بصورة ما، نراه من اكتساح أدب الرعب فى المعارض السابقة، فنستطيع القول إن أدب الرعب قد انتشر بصورة مبالغ بها سواء من قبل عدد الكتاب الذين يكتبون فيه، وأيضا إقبال كبير دور النشر على نشر روايات الرعب، والجميل في الموضوع نرى إقبال الكثير من كتاب الرعب على محاولة طرح أفكار جديدة للرعب ليخرج من نطاق الجن والعفاريت والسحر والطلاسم إلى أنماط مختلفة أخرى بصعوبة، ولكن بالنظر لما هو قادم خلال السنوات القادمة فسوف تنضب تلك الأفكار المتشابهة التى يغترف منه كتاب الرعب موضوعاتهم للأسف.
سأعطيك مثال دائمًا عليَّ قوله في كل ندواتي، إن أفكار كتاب الرعب وأنا منهم كمن يلقي بدلوه إلى بئر ماء، أنا وأنت وعشرات غيرنا يشربون منه، ليأتي يومًا في القريب سوف ينضب هذا البئر ويجف، لأن كل الأفكار ستكون قد استهلكت تمامًا وهذا ما أتوقعه خلال السنوات القادمة، فكان عليَّ التفكير خارج الصندوق، وهو الكتابة التشويقية عن التاريخ الفرعوني بصورة أقرب إلى الرعب، عن طريق الاستناد إلى أحداث حقيقية، وقد نجحت بفضل الله في خمس روايات بذلك والمخاض السادس قادم بإذن الله في المعرض القادم.
- هل ممكن الأعمال الصوتية فيما بعد تكون بديلة عن الأعمال الورقية؟
الأعمال الصوتية مثل الكتب المسموعة والبودكاست أصبحت وسيلة مفضلة عند الكثيرين لأنها تناسب أنماط الحياة السريعة، كما أنها تسهم في انتشار المعرفة والوصول إلى فئة أخرى وهم أولئك الذين يعانون من صعوبات في القراءة، لكن في الوقت نفسه نجد أنها من الصعب أن تحل تمامًا محل الأعمال الورقية التي تمنح القارئ تجربة تفاعلية مختلفة، حيث يمكنه تدوين الملاحظات، لكن من ناحية أخرى الأعمال الصوتية من المرجح أن تكون مكملة للورقية وليست بديلًا كاملًا عنها
الكتب رغم التقدم الهائل في أساليب وصول الكتاب للقارئ لكنها تظل تلك الرائحة التي تلهب وجداننا مع الملمس الورقي وأنت تقلب أوراق الكتاب بين يديك.. إن إدمان الكتب التقليدية مرض صعب الفكاك منه للأبد.
الروائي عمرو مرزوق
- النجاح الأكبر واهتمام القراء يكون للأعمال الورقية أم الأعمال المسموعة؟
النجاح الأكبر واهتمام القراء يعتمد على عوامل متعددة، مثل طبيعة العمل نفسه والجمهور المستهدف، وليس على الوسيلة فقط.
وأنا رأيي الخاص أن الأعمال الورقية والمسموعة يكملان بعضهما فعندما ينجح العمل في تقديم محتوى جيد سيجد جمهوره سواء كان مطبوعًا أو مسموعًا أو حتى مرئيًا، كما فى حالة عشرات الروايات التي تحولت إلى عمل سينمائي وقد نجحت بالفعل بصورة لم يتخيلها صاحب الرواية نفسه.
- لكل كاتب عمل مقرب له، فهل لديك عمل أقرب إليك؟
رباعية ميدوم من أقربها لقلبي، وذلك بغض البصر عما تحتويه من أحداث تاريخية وواقعية لها غرابتها لكن مجرد التخيل أنك تقوم بمعايشة أحداث وأبطال الرواية على مدى أربع أجزاء لمدة خمس سنوات كاملة فماذا يكون إحساسي وشعوري تجاهم؟
أكيد سأصبح مرتبط بهم جدا لدرجة أن أبطالي أصبحوا بالفعل جزءا كبيرا من عالمي الخاص، أبطال وبطلات في عقلي يتحدثون معي لمده خمس سنوات.. تخيل! هل لك أن تتخلى عنهم الآن، صدقني من رابع المستحيلات.
الكاتب كصاحب فندق ضخم في عقله، ما إن ينتهي من روايته يقوم بغلق باب الغرف على أبطاله للأبد، أما إن كان العمل مستمرا فهو يستعين بهم ويتحدث معهم ويحاورهم، فكل شخص له أبعاده النفسية وحياته وعيوبه وتفاصيله.. أحيانا الكتابة قد تؤدى بك إلى الشهرة لكن أكثرها قد يؤدى بك إلى الجنون كحالتي تلك.
كاتب الرعب عمرو مرزوق
- ما هو الوقت الذى تحتاجه لكتابة رواية؟
صعب جدًا إيجاد إجابة لهذا السؤال فكتابة الرواية ليس من الأعمال التي يمكن إنجازها في مدة زمنية معينة، لأن طوال العمل بها سيجد الكاتب نفسه يواجه مشاكل مرتبطة بتطوير الشخصيات والخطوط السردية والمواضيع بشكل كامل، بمعنى أنه عند كتابة رواية ما ستكون مجرد فكرة في خيال الكاتب حول حادثة رئيسية واحدة، بعدها ستتفرع منها أحداث ثانوية أخرى متعددة كذلك فى البداية سيكون تركيز الأحداث على بطل أو أثنين ومع تفرع الأحداث سنجد شخصيات ثانوية تظهر في هذه الرواية تقوم بتجسيد هذه الأحداث، هذا بفرض أن الكاتب منعزل تمامًا عن أي شيء قد يعكر صفوه في مجتمعه وهذا شيء نادر الحدوث مع كل ما نراه من حولنا من مشاكل.
لذلك سنجد أن هناك بعض الروايات تكتب فى شهور وبعضها فى أعوام وأوقات كثيرة يلغى الكاتب ما قرر كتابته ليئد روايته قبل أن تنتهي.
- هل أعمال الرعب أثرت على حياتك الشخصية؟
لنكن متفقين أن كتابة أعمال الرعب قد تؤثر على الحياة الشخصية للكاتب، لكن ذلك يعتمد على طبيعة الكاتب نفسه وطريقة تعامله مع هذا النوع من الأدب.
أما عن نفسي فأنا بشكل خاص أوقات كثيرة أحتاج إلى عزلة طويلة للتعمق في أجواء القصة، وهذا بالفعل قد أثر على حياتي الاجتماعية، كما أنني أحيانا أواجه صعوبة في شرح نوع عملي للآخرين فالكثير منهم يختلط عليه الأمر من كوني كاتب رعب أو شخص يتعامل مع الأشباح في حياته اليومية.
أنا عن نفسى أعمل على التوازن ما بين حياتى الشخصية وبين ما أكتبه ولذلك أعمل دائمًا على وجود مسافة نفسية بينى وبين أفكارى مما يمكننى من العمل فى مجال أعمال الرعب دون أن يؤثر ذلك سلبًا على حياتى الشخصية.
- فى نهاية حديثنا هل هناك أعمال جديدة فى الفترة المقبلة؟
إن شاء الله سيكون عمل جديد يضاف لأعمالى السابقة ليكشف عن سر جديد من أسرار تاريخنا المصرى القديم وأرجوا الله أن ينال إعجاب الجميع كباقي الروايات.
عمرو مرزوق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة