ماجدة خير الله

أعمال فنية تجد طريقها للنجاح خارج موسم رمضان

الأربعاء، 04 ديسمبر 2024 01:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التسابق المحموم بين القنوات الفضائية والمنصات على اقتناص اهتمام الجمهور أدى إلى ظهور نوعيات مختلفة من الدراما باعتبارها المادة الأكثر شعبية وإقبالا، فلم نكن نعهد مسلسلات العشر حلقات أو الثمانية، ولم يكن مألوفا متابعة مسلسلات الرعب والجريمة، ثم الأهم من ذلك فلم نكن نعهد عرض مسلسلات حديثة خارج الموسم الرمضانى باعتباره سوق عكاظ لعرض أهم الأعمال الدرامية التى يلعب بطولاتها كبار النجوم.

وتلاحق منصة wachit هذا المارثون السنوى لكن لم يعد الاكتفاء بشهر واحد فى العام كافيا، فالجمهور فى تعطش دائم لكل ما هو جديد وعصرى، بدلا من اللهاث المستعر خلف نوعيات بعيدة تماما عن الطابع المحلى، وفى الآونة الأخيرة التف الجمهور حول مسلسل 6 شهور وهو مسلسل قصير يقع فى عشر حلقات، وتلك إحدى ميزاته حيث كثف المؤلف عمرو أبو زيد إحدى أهم مشاكل الشباب حديثى التخرج الباحثين فى زحمة الحياة عن فرصة للعمل وإثبات الذات، وثانى ميزاته وهى الأكثر أهمية الاعتماد على وجوه طازجة من الشباب الذين فى طريقهم للنجومية، وهما نور النبوى الذى سبق له أن شارك فى مسلسل إمبراطورية ميم مع خالد النبوى وعدد كبير من النجوم، كما سبق له بطوله فيلم الحريفة الذى حقق نجاحا غير متوقع، وشارك فى بطولة مسلسل 6 شهور نور إيهاب وهى فتاة موهوبة حقا بلا ادعاء ولو أحسنت إدارة موهبتها فسوف تقفز للأدوار الأولى فى وقت قريب، ويشارك فى البطولة فريق من المحترفين الذين منحوا العمل ثقلا وأهمية ومنهم مراد مكرم، أيمن عزب، سلوى محمد على.

أحداث المسلسل تدور فى إيقاع لاهث بلا رتابة حول شاب متفوق حديث التخرج، ولكنه يفشل فى تحقيق ذاته فى مجال تخصصه فيضطر لقبول العمل فى شركة عقارات ولكنه يفاجأ بأنه محتم عليه أن يحقق مبيعات لشقق مرتفعة الثمن على أن يكون جملة البيع عدة ملايين خلال فترة لا تزيد عن ستة أشهر، والعقبة أن نفس فرصة العمل تنافسه فيها فتاة أمامها، وفى نهاية الأشهر الست سوف يتم اختيار أحدهما ليحصل على الوظيفة، فيبدأ بينهما صراع وتحدٍ، والمسلسل يخرج عن الأشكال النمطية فى بعض المسلسلات الأخيرة التى تدور حول مشاكل الزواج والخيانات وما يترتب عليه، 6 شهور مسلسل يحمل لمحة كوميدية راقية وإيقاعا لا يعرف التلكأ يقوده المخرج مصطفى صولى، الذى تبدو بصماته على العمل بلا فذلكة ولا استعراض، وكانت النتيجة عملا يثير اهتمام معظم الأسر المصرية، التى تضم شبابا حديثى التخرج فى صراع دائم للبحث عن عمل يوفر له الحد المنطقى من الحياة الكريمة!

أما مسلسل رقم سرى الذى يخرجه محمود عبد التواب فهو ينتمى إلى دراما التشويق والإثارة التى يحترفها المؤلف محمد سليمان عبد الملك، وتنطلق دائما من جريمة قتل، تلقى الشبهات حول عدة شخصيات كل منهم قد يكون لديه دافع قوى لارتكاب الجريمة، وهى نوعية تضع المتفرج فى حالة تحفز دائم فى محاولة لاستباق الأحداث والتكهن بمن قد يكون القاتل؟ وأحداث رقم سرى تدور حول فريق عمل فى أحد البنوك الاستثمارية، وشخصيات العمل تدور بين موظفى البنك ومديرته "نادين" التى تقع فى شبكة من العلاقات المتوترة مع بعض العملاء من ناحية ومع حياتها الخاصة من ناحية أخرى، وفى حفل تقيمه فى منزلها تدعو إليه بعض من موظفى البنك وحفنة من الأصدقاء تتعرض لحادث رهيب حيث يلقى بها أحدهم من بالكون منزلها، ثم تتعرض للقتل أثناء وجودها فى المستشفى قبل أن يتاح لها البوح باسم الفاعل!!

وتدور الشبهات حول زميلتها اللدودة "لقاء" أو ياسمين رئيس، التى تلجأ للمحامى النزيه لطفى عبود "صدقى صخر" تم عرض نصف حلقات المسلسل الذى يدور فى ثلاثين حلقة، ومع كل حلقة تتأرجح الشبهات حول شخصية مختلفة لديها مبررات للقتل، بالإضافة للأسماء المألوفة فى العمل فأجد أن المسلسل قد منح فرصة لبروز موهبة أحمد الرافعى، الذى يلعب دور الزوج السابق للقاء "ياسمين رئيس"، وهو نموذج متآمر ونفعى وليس لديه أى مانع بتوريطها والتحريض عليها ليبعد عن نفسه الشبهات، سبق لأحمد الرافعى أداء أدوار مميزة فى مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة"، وزينهم مع أحمد داود، وكان له الأداء الصوتى للراوى فى مسلسل الحشاشين.

برامج المسابقات جيدة الإعداد لها بريق وقدرة على جذب اهتمام الجمهور وغالبا ما يكون التسابق فى مجال الغناء ولكنها المرة الأولى التى أتابع فيها برنامج "كاستينج" لاختيار مواهب فى مجال التمثيل لاختيار مجموعة من الموهوبين للمشاركة فى بطولة مسلسل حديث، والذى يجعل الأمر مثيرا للاهتمام والجدية كون الإشراف لمخرج موهوب هو عمرو سلامة، وفى واقع الأمر أن حلم النجومية يراود الآلاف حتى لو كانوا يفتقدون لأبسط قواعد التمثيل رغم أن عمرو سلامة يؤكد أن داخل كل منا ممثل يظهر وقت الحاجة، ولكن الممثل المحترف هو من يستطيع أن يخرج من ذاته ويتقمص شخصية تبعد عن تكوينه الشخصى من الناحية النفسية والسلوكية والبيئية أيضا، ويستدعى خبرات قد يكون لم يمر بها إطلاقا، وهذا يستدعى القدرة على التخيل والملاحظة وعدة مهارات أخرى قد يكتسبها البعض بالدراسة والممارسة، وقد تكون موهبة متأصلة، فى حاجة لمن يكشف عنها، برنامج "كاستينج" شديد الإمتاع حيث نعيش مع المتسابقين للاستمتاع  بمحاولات بدون رتوش ولا أى اعتبارات غير وجود الموهبة الحقة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة