قدر مصر أنها حظيت بموقع جغرافي متميز ، شواطئ مترامية الأطراف فى الشمال "البحر المتوسط" وفى الشرق "البحر الأحمر"، موقع مُتفرد فى قلب العالم، لذلك لا تتوقف الأطماع فى أراضها وثرواتها، يأتى مُحتل ويرحل ليأتى مُحتل آخر ويرحل، جاء "الهكسوس" وخرجوا بلا رجعة، وجاء "التتار" وخرجوا بلا رجعة، وجاء "الصليبيون" وخرجوا بلا رجعة، وجاء "الفرنسيون" وخرجوا بلا رجعة، وجاء "البريطانيون" واستمروا لسنوات طويلة لكنهم خرجوا _ مثل غيرهم _ بلا رجعة.
فى كل مرة تم احتلال مصر كان النضال عنوان المصريين، فنحن شعب لا نهدأ طالما أرضنا مُحتلة، نحن شعب نعلم أن وطننا عزيز ولا نَذوق طعم النوم طالما تواجد مُحتل على أراضينا.. وفى كل مرة تم احتلال مصر لا تتغير طبائع المصريين، لا تفنى العادات والتقاليد المصرية بل بالعكس تزيد رسوخاً وتَقوى عن ذى قبل، كان المُحتل يأتى إلينا وحينما يخرج تظهر عليه علامات التغيُر ويتحدث "عربي مِكَسَر" وهذا يدل على أننا أثرنا فيه تأثيراً مباشراً ولم نتأثر به بالقدر الكافي
فى حرب 1956 نال الزعيم جمال عبدالناصر تأييداً شعبياً بعد أن صمد فى وجه العدوان الثلاثى، ومن يومها وأصبح جمال عبدالناصر معشوق المصريين وقائدهم الذى حقق نجاحات كبيرة وطبق العدالة الاجتماعية خير تطبيق وساند الفقراء وأنجز الكثير فى الزراعة والقطاع العام والثقافة وحتى فى محنة 1967 خرج الشعب عن بَكرة أبيه ليقولوا له (لا تتنحى)، وواصل الشعب المصرى صموده ودعم الرئيس أنور السادات حتى حقق النصر وأعاد الأرض، وطوال فترة الثمانينيات والتسعينيات والعقد الأول من الألفينات لم يهدأ الأعداء وواصلوا تنفيذ خططهم لكنها باءت بالفشل، وفى 2011 كان المخطط محكم وعالمى واشتركت فيه أطرافاً عدة فكانت "الفوضى الخلاقة" التى حولناها _ فى نهاية المطاف _ إلى "استقرار وتنمية" بعد جهود وتضحيات يُكتب فيها كُتب وموسوعات.. المهم لدى أن "مصر" ما زالت واقفة على قدميها رغم ما مرت به من مخططات خبيثة.
كل ما ذكرته بمثابة استعادة لذاكرة مصر التاريخية للتأكيد على أن "مصر" مُستهدفة بِقصد وبإستمرار من كل القوى التى لا تريد خيراً لنا، القوى الطامعة فى أرضنا وثرواتنا لا تتركنا فى حالنا، فى كل مرة يكون الاستهداف على فترات، أما الآن _ وهذا هو مَربط الفَرس _ فالاستهداف متواصل وبكافة الأشكال وبكل الأدوات، ولهذا على الجميع أن يعلم أن كل من يريد استهداف "مصر" سيفشل فى تحقيق أهدافه مهما أنفق الأموال.
أنظر بعينى وأتأمل "الوضع الإقليمى" فأجده مُلتهبا، أنظر لخريطة الشرق الأوسط فأجدها قد تغيرت ومُحيت دول من على الخريطة وقُسِمت دول أخرى وصُنِعت دول جديدة وحدود إستُبيحت ومناطق احتُلت ومازال المخطط يُنفذ أمام أعيُننا، لكنى _ فى نفس الوقت _ أجد وطنى الحبيب "مصر" آمِنا ومُستقرا، "عيون رجال مصر" ترى كل ما يحاك ضدنا، "عقول رجال مصر" تتصدى لكل المخططات فى هدوء وتُحبِط كل المحاولات التى تستهدف الوطن فى هدوء، لهذا لدى ثقة تامة من أن ما يحدث فى الشرق الأوسط لا يُخيفنى بل بالعكس فأنا مُطمئنة لأن (لمصر رجال شرفاء أُمناء عليها، لديهم وطنية خالصة ويعلمون حقيقة ما يجرى فى الشرق الأوسط وجاهزون لإجهاض أى مُخطط).
ستظل "مصر" كما هى (آمنة)، ورغم زيادة الاستهداف لها إلا أن أبناءها مُستعدون على الدوام للفداء والتضحية وصون أرضها.. ستظل "مصر" كما هى (دُرة العرب) و(قلب المنطقة النابض) و(عمود الخيمة العربية).. ستظل "مصر" كما هى _ دون غيرها _ قوية ويدها طويلة ويقظة وفى حالة استعداد دائم للدفاع عن أرضها.. ستظل "مصر" كما هى (عُقدتهم الوحيدة) لن يستطيعوا حلها وفك طلاسمها ولو بعد حين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة