في قلب الصعيد، حيث يلتقي التاريخ بالعراقة، يقبع نادي الألومنيوم، الاسم الذي صنع بريقًا في زمنٍ كانت فيه الكرة الشعبية تعني أكثر من مجرد أرقام وإحصائيات، النادي الذي تأسس في نجع حمادي بمحافظة قنا عام 1962، لم يكن مجرد فريق كرة قدم، بل كان رمزًا للأمل والإصرار، حيث بدأ من القسم الرابع ليصعد سلم الدوريات درجة تلو الأخرى، حتى عانق أضواء الدوري الممتاز.
في موسم 1995-1996، دوّن الألومنيوم اسمه بين الكبار لأول مرة، بقيادة المدرب القدير مشير عثمان، ورغم المعارك الصعبة على المستطيل الأخضر، نجح الفريق في البقاء بالممتاز بشق الأنفس، محتلًا المركز الثاني عشر، وكأنه يصر على كتابة فصول جديدة في روايته الكروية، لكن، كما هي الحال في كل قصص النجاح، لم يخلُ الطريق من السقوط، ففي الموسم التالي، عاد الفريق إلى دوري المظاليم، لتبدأ رحلة صعود وهبوط أرهقت الجماهير العاشقة.
من 1999 وحتى 2008، تناثرت مشاركات الألومنيوم بين الكبار، وكأن النادي يبحث عن هوية ضائعة، صعد مجددًا ليقاتل في موسم 1999-2000، لكنه لم ينجح في الاحتفاظ بمقعده، عاد في موسم 2005-2006، وسرعان ما ودّع الدوري الممتاز، أما آخر ظهور للفريق بين الكبار، فكان في موسم 2007-2008، حينما خاض مواجهات شرسة، من بينها صدامات مع الأهلي والزمالك، قبل أن يسدل الستار على فصله الأخير في الممتاز، متراجعًا إلى الظل مرة أخرى.
ورغم الهبوط المتكرر، لم تنطفئ شرارة الأمل، عشاق الألومنيوم في جنوب الصعيد ما زالوا يحلمون بعودة الفريق إلى دوري الأضواء، حيث المدرجات المكتظة، والهتافات الصاخبة، والمنافسة مع العمالقة، عودة الألومنيوم ليست مجرد حلم رياضي، بل هي استعادة للذكريات والملاحم الكروية التي تجعل الكرة الشعبية نابضة بالحياة.
إنه الألومنيوم، النادي الذي يشبه معدنه، قويّ وصلب، وإن غاب بريقه يومًا، فإنه قادر على الصعود من جديد، ليعيد صياغة روايته في دوري الكبار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة