حسين حمودة

عن عالم يحيى مختار

الجمعة، 27 ديسمبر 2024 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحيى مختار قاص وروائى، ولد بقرية "الجنينة والشباك" بالنوبة القديمة، وانتقل مع أسرته إلى القاهرة وعمره حوالى ثمانى سنوات. درس بجامعة القاهرة وحصل على ليسانس الصحافة منها عام 1963، وعمل فى قسم التوزيع بمؤسسة "أخبار اليوم". بدأ الكتابة والنشر فى النصف الثانى من خمسينيات القرن الماضى، ونشر أولى قصصه عام 1957، ثم صدرت له، بعد فترة طويلة، مجموعاته القصصية: (عنوان عروس النيل) 1991 ـ حصل بها علي جائزة الدولة التشجعية عام 1992ـ (ماء الحياة) 1992، (كويلا) 1997، (إندو ماندو) 2009، وصدر له من الروايات: (تبدد) 1992، (جبال الكحل) 2001، (مرافئ الروح) 2005.

يستدعى قطاع كبير من كتابات يحيى مختار عالم النوبة؛ ليس من سعى يؤكد فكرة الانفصال أو الاستقلال عن الوطن ككل، وإنما من إيمان بأن كل كاتب يكتب، أو يجب أن يكتب، عما يعرف. وفى هذا السياق يرى مختار أنه، بكلماته: "عندما أكتب عن النوبة والتهجير والسد (...) فأنا أصنع لوحة كبيرة لحياة النوبيين (...) وفى تصورى أن النوبة بناء سوف يذوب داخل نسيج الوطن ولن يكون له وجود مستقل".. من هنا، لا تتمثل فى تجربة يحيى مختار، القصصية والروائية، فكرة "الشتات" القائمة عند بعض الكتاب النوبيين. ومع ذلك، ففى هذه التجربة اتكاء على المفردات اللغوية النوبية، ونوع من الاهتمام بما يشبه الـ"نزوع الأنثروبولوجى" الذى ينطلق، فى تجربة الكتابة، من عالم النوبة بتقاليده وأعرافه وثقافته. ومثل هذا الاتكاء، وهذا النزوع، يتصلان بالبحث عن خصوصية الكتابة، وعن ملامح محليتها، وعن طابع إنسانيتها، فى آن.. وقريبا من هذا المعنى ما كتبه شكرى عياد عن مجموعة مختار (كويلا) عقب صدورها. وفضلا عن هذا، اهتم يحيى مختار فى بعض أعماله بمراحل تاريخية سابقة، مثل بداية الاحتلال الإنجليزى للسودان، واتخذها مادة أساسية للتناول الإبداعى في روايته (مرافئ الروح).

فى عالم يحيى مختار احتفاء بتحولات المكان والبشر، ونوع من البحث عن الأواصر التى يمكن أن تصل الإنسان بمن حوله وبما حوله، وأحيانا يطلّ نوع من الحس الصوفى بالوجود والأشياء، وتطرح الأسئلة الكبيرة حول الحب والموت والزمن والتغير.

حصل يحيى مختار على جائزة الدولة التشجعية عام 1992 عن مجموعته (عنوان عروس النيل)، والحقيقة أنه مستحق لجوائز أخرى أبعد من حدود "التشجيع".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة