مقالاته تسببت فى إقالة وزراء وتعيين آخرين.. لقطات من حياة محمد التابعى

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024 05:00 م
مقالاته تسببت فى إقالة وزراء وتعيين آخرين.. لقطات من حياة محمد التابعى محمد التابعي
كتبت إسراء إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما تقرأ فى تاريخ القرن العشرين فى مصر، لابد أن تتعرف على أحد أبرز الشخصيات المؤثرة فى مجال الصحافة والسياسة فى البلاد، والذين كان من أبرزهم محمد التابعى، أمير الصحافة المصرية، الذى تمر اليوم ذكرى رحيله.

وربما إن طالعت الدراما المصرية تكتشف أن شخصيته ظهرت فى أكثر من عمل فنى، إذ ظهرت شخصيته بشكل كبير فى مسلسل أسمهان، كما ظهر فى حلقتين فى مسلسل ناصر، وعدة أعمال أخرى كفيلم الرجل الذى فقد ظله، وبعيدًا عن الدراما، فأنت تحتاج للتعرف أكثر على حياة محمد التابعى بشكل مُفصَّل، كما تحتاج إلى دراستها بمنتهى الحيادية، ودون أى انحياز أو رفض لبعض تصرفاته، لذا.. اسمح لي عزيزي القارئ، أن أساعدك في التعرف على التابعي، وأسرد لك جزءً من حياته.

اسمه محمد التابعى محمد وهبة، وقد اختلف البعض في تاريخ الولادة ومكانها، إذ ذكر الأستاذ سعيد الشحات فى عاموده الشهير "ذات يوم" -نقلاً عن جريدة الأهرام- أنه وُلِد في السمبلاوين عام 1895، في حين ذَكر في نفس العامود وفي موضوع موضوع آخر بتاريخ الـ22 من أبريل، أنه وُلِد في الـ18 من مايو عام 1896 في بورسعيد.

التحق بالمدرسة الأميرية الابتدائية في المنصورة، وحصل على شهادة الابتدائية عام 1912، ثم انتقل إلى المدرسة السعيدية الثانوية في القاهرة، ومنها إلى مدرسة محرم بك الداخلية في الإسكندرية، وحصل على التوجيهية عام 1917، التحق بكلية الحقوق بالجامعة الأهلية، وعكف على قراءة الكتب والمسرحيات المترجمة، لكنه انقطع عن الدراسة، وعمِل موظفًا في وزارة التموين في السويس، ثم في مصلحة السجون، ونظرًا لتمكنه في اللغة،  فقد عمِل مترجمًا في سكرتارية مجلس النواب، وعاد لدراسة الحقوق وأنهاها عام 1923.

بدأ عمله الصحفي ناقدا فنيا في جريدة الإجيبشيان جازيت، وكان يُوَقِّع مقالاته باسم مستعار، إلا أن الشهرة فتحت له أبوابها، عندما كتب مقالاً عن مسرحيا "غادة الكاميليا"، الذي نشره في الأهرام، وفيما بعد، أصبح يكتب في أكثر من جريدة ومجلة، في وقت واحد، كان من بينها: "الأهرام، والإجبيشيان جازيت، وأبو الهول، والنظام، والسياسة".

في عام 1925، دعته فاطمة اليوسف، للعمل معها في مجلتها روز اليوسف، ثم عهِدت إليه بتولي شؤون المجلة، عندما سافرت إلى أمريكا عام 1928، فحولها من مجلة فنية وأدبية، إلى مجلة سياسية، وأضاف لها طابعًا مختلفًا، ساعد في زيادة التوزيع، حتى وصل الأمر إلى مناداة بائعي الجرائد على المجلة، باسم التابعي.. وقد ظلَّ رئيسًا لتحريرها لمدة 6 سنوات، وقد كانت مقالات التابعي، كفيلة بإقالة وزراء، أو تعيين آخرين.

أسس التابعي مجلته آخر ساعة عام 1934، كما اشترك مع محمود أبو الفتح وكريم ثابت في تأسيس جريدة المصري، في عام 1936، وسرعان ما تركها وباع نصيبه لمصطفى النحاس باشا، واكتفى بمجلته، التي كتبت عن أبرز  الشخصيات الفنية والسياسية، وقد كان على صلة بشخصيات سياسية، كان لها تأثيرها في السلطة، كأحمد حسنين باشا، كما كان التابعي من أوائل مَن كتبوا عن أسمهان، وربطت بينهما علاقة صداقة وطيدة، استمرت حتى وفاتها.

تتلمذ على يد التابعي نخبة من الصحفين والكُتّاب، الذين كان لهم تأثير في الحياة السياسية والأدبية فيما بعد، مثل محمد حسنين هيكل، والأخوين مصطفى وعلي أمين، وإحسان عبد القدوس، وكامل الشناوي، وقد شارك الأخوين أمين في تأسيس أخبار اليوم عام 1944، وفي عام 1946، ضمَّ مجلة آخر ساعة إلى أخبار اليوم، واكتفى بإدارة دار أخبار اليوم ومجلاتها، وفي عام 1952، صدرت مجلة الأخبار، التي عمِل مديرًا لتحريرها، إلى أن اختير كأول رئيس تحرير لدار أخبار اليوم بعد تأميمها، وظلَّ يكتب مقالاته الأسبوعية، إلى جانب يومياته في مجلة الأخبار.

ألف التابعي مجموعة من الكتب، التي تُشبِه السيَر الذاتية، والتي يحكي فيها عن بعض الشخصيات ومواقف جمعته معهم، نذكر من بينها: "من أسرار الساسة والسياسة، بعض مَن عرفت، أسمهان تروي قصتها، ألوان من القصص، عندما نحب، لماذا قُتل؟، جريمة الموسم، رسائل وأسرار، حكايات من الشرق والغرب، 3 قصص في كتاب واحد، ختام القصة، ليلة نام فيها الشيطان، قصة القصة والمؤلف، أحببت قاتلة، صالة النجوم".

كما تحولت حياته إلى كتب وسير ذاتية، كتبها بعض الكُتاب المعروفين، من بينهم: "سيرته الذاتية في جزئين بقلم الكاتب الصحفي الراحل صبري أبو المجد، ومن أوراق أمير الصحافة بقلم الكاتب الصحفي محمود صلاح، كما ألّف عنه حنفي المحلاوي كتاب غراميات عاشق بلاط صاحبة الجلالة، ويحكي عن أشهر غراميات التابعي في مصر وفي أوروبا".

تزوج محمد التابعي في الستين من عمره من السيدة هدى حسن القرني، وكان الفارق بينهما 28 عامًا، وقد عُرِفت بهدى التابعي، وأنجب منها أبناؤه محمد وشريفة.

تعرض التابعي لأزمات صحية ومادية وهو في السبعين من عمره، أنهكت كاهله، وزادت همومه، ليرحل عن عالمنا في الـ24 من ديسمبر عام 1976، في مدينة السمبلاوين بمحافظة الدقهلية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة