محمود عبدالراضى

"إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون"

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024 11:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الصبر، ذلك الجهاد العظيم للنفس، هو الامتحان الصامت الذي يخوضه الإنسان كل يوم، حاملًا آماله فوق أكتاف ثقيلة، ومرارة الظلم في قلبه، منتظرًا وعد الله: "إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون".


ليس في الدنيا أصعب من الصبر، فهو رحلة طويلة عبر دروب الشوك، حيث كل خطوة هي تحدٍ وكل نفس هو انتصار صغير.

أنواع الصبر عديدة، لكنها تتلاقى عند الإنسان، ذلك الكائن القادر على التحمل بوجه مبتسم رغم العواصف، الصبر على الظلم هو أصعب أنواعه، فهو فن كبح الغيظ أمام مرارة الحياة، وانتظار عدالة السماء بثبات.

أما الصبر على قلة الرزق والمال والولد، فهو درس في القناعة والرضا، حيث يدرك الإنسان أن الفرج قريب لمن يثابر، وفي تفاصيل الحياة اليومية، يبرز الصبر على مشاكل الجار، والقريب، والغريب كجهاد عظيم يعكس قدرة الإنسان على التغافل والتسامح.

أما عناد الزوجة أو شريك الحياة، فهو امتحان للاستقرار الزوجي، حيث النجاح يكمن في تحويل النزاعات إلى جسور تواصل، لتمر الحياة بردًا وسلامًا.

الأكثر صعوبة هو الصبر على أذى الغير، والمرض، والألم، هذه الأنواع تحتاج إلى أرواح صلبة وقدرة على تقبل ما لا يمكن تغييره.

أما الصبر على خيبات الأمل ممن وثقنا بهم، فهو امتحان للسلام الداخلي، حيث نعيد ترتيب قلوبنا دون أن نفقد الأمل في الآخرين.

ومهما تنوعت ألوان الصبر واختلفت أشكاله، فإن نهايته دائمًا واحدة: الفوز، فقد وعد الله الصابرين بالنجاح والفرج، مؤكدًا: "إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون".

الصبر ليس ضعفًا، بل قوة، ليس استسلامًا، بل أمل، فاصبروا على ما يعترضكم من مشقة وظلم وخيبة، وكونوا على يقين أن كل لحظة صبر تقترب بكم خطوة نحو الفوز الذي وعد به الله.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة