حذر فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) من محاولة تفكيك الأونروا وعملياتها الحيوية، لافتا إلى أن الوقت يمضي بسرعة، ومعلنا أن الوكالة ستضطر إلى وقف عملها في الأرض الفلسطينية المحتلة الشهر المقبل إذا تم تنفيذ التشريع الذي أقره الكنيست الإسرائيلي، مؤكدا أن من شأن هذه القوانين أن تشل الاستجابة الإنسانية في غزة، وتحرم الملايين من لاجئي فلسطين من الخدمات الأساسية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية. كما أنها ستتخلص من شاهد لطالما تحدث عن الفظائع والمظالم التي لا حصر لها والتي عانى منها الفلسطينيون لعقود.
وقال مفوض الأونروا : لقد قوبلت جهود حكومة الاحتلال الإسرائيلي السافرة لإحباط إرادة المجتمع الدولي، والتي تم التعبير عنها من خلال قرارات متعددة للأمم المتحدة، وللقيام بمفردها بتفكيك وكالة تابعة للأمم المتحدة، بإدانة علنية وغضب تلاشى إلى حد كبير في الجمود السياسي. وإن الافتقار إلى الشجاعة السياسية والقيادة المبدئية، وخاصة عند الشدائد، لا يبشر بالخير لنظامنا المتعدد الأطراف.
وأكد مفوض الأونروا، أنه سيكون الأثر الناجم عن منع حصوله لاجئي فلسطين على التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الأخرى مدمرا وممتدا إلى أجيال عديدة مضيفا: أن التواطؤ في هذا المسعى لا يقوض إنسانيتنا فحسب، بل يقوض أيضا شرعية نظامنا المتعدد الأطراف. وإن الغياب شبه التام للعقوبات السياسية أو الاقتصادية أو القانونية على الانتهاكات الصارخة لاتفاقيات جنيف، والتجاهل التام لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، وكذلك التحدي الصريح والعلني لأحكام محكمة العدل الدولية، يسخر من النظام الدولي القائم على القواعد ويجعله مهزلة.
وأضاف مفوض الأونروا، أنه تقترن الحرب على غزة وعلى الفلسطينيين بهجوم غير عادي على أولئك الذين يتحدثون أو يتصرفون دفاعا عن حقوق الإنسان، والقانون الدولي، وعن ضحايا الحرب الهمجية ووصف العاملون في المجال الإنساني، والذين خدموا السكان المتضررين من الحرب لعقود من الزمن، بأنهم إرهابيون أو متعاطفون مع الإرهابيين ويتعرض منتقدو سياسات الحكومة الإسرائيلية وأفعالها للترهيب والمضايقة.
ولفت المفوض العام للأونروا الي الدعاية التحريضية التي ترعاها وزارة الخارجية الإسرائيلية على اللوحات الإعلانية في مواقع رئيسية في الولايات المتحدة وأوروبا، والي إعلانات "جوجل" التي تروج لمواقع إلكترونية مليئة بالمعلومات المضللة مؤكدا أن هذه جهود ممولة تمويلا جيدا لصرف الانتباه عن وحشية الاحتلال غير المشروع والجرائم الدولية التي ترتكب مع الإفلات التام من العقاب تحت أنظارنا.
وأشار مفوض الأونروا إلى أن الهدف من الجهود الرامية إلى إلحاق الضرر بالأونروا وتفكيكها في نهاية المطاف واضح وهو القضاء على وضع لاجئي فلسطين والتغيير أحادي الجانب للمعايير الراسخة لحل سياسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وإن السعي الأعمى لتحقيق هذا الهدف قد أغفل حقيقة أن وضع لاجئي فلسطين غير مرتبط بالأونروا وهو مكرس في قرار الجمعية العامة الذي يسبق إنشاء الوكالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة