بعد ما يقرب من 3 سنوات من الصراع والحرب في أوكرانيا، تكثف أوروبا جهودها لإنهاء تلك الحرب وذلك قبل العودة الوشيكة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل، خاصة بعد أن ضاعف ترامب تهديداته بشأن الرسوم الجمركية على دول الاتحاد الأوروبى ما لم تزيد مشترياتها من النفط والغاز الأمريكى لخفض العجز التجاري مع الولايات المتحدة.
وفى الوقت الذى تستعد أوروبا لأزمة جديدة للطاقة هذا الشتاء، حيث أن أسعار الغاز الطبيعي القياسية آخذة فى الارتفاع مما يشير إلى حالة من عدم اليقين بشأن العرض الكافى وارتفاع الطلب مع دخول أوروبا فصل الشتاء الثالث لحرب أوكرانيا، ضاعف ترامب تهديداته بشأن الرسوم الجمركية على دول الاتحاد الاوروبى، ويتوقع الاقتصاديون أن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تؤدي إلى إشعال أزمة تضخم عالمية.
ويعمل الاتحاد الأوروبي تدريجياً على زيادة حصة الغاز الروسي في إجمالي واردات الغاز، حيث بدأت الحرب الأوكرانية، انخفضت هذه الحصة، لكنها ارتفعت مرة أخرى في العام الماضي، وفي الربع الأول من 2022 بلغت حصة الإمدادات الروسية 34% وكانت الأكبر بين جميع الموردين (كانت النرويج في المركز الثاني بنسبة 25%)، وفي الربع الثاني من 2023 شكل الغاز الروسي 14% فقط من الواردات، وفقا لصحيفة لاراثون الإسبانية.
ومع ذلك، في الربع الأول من هذا العام، ارتفعت حصة الغاز الروسي إلى 19%، ومن حيث حجم الإمدادات إلى أوروبا، فإن روسيا لا تتخلف إلا عن النرويج (34%) والولايات المتحدة (20%).
ولقد أبلغت الاتحاد الأوروبي أنه يجب عليهم تعويض عجزهم الهائل مع الولايات المتحدة من خلال شراء النفط والغاز لدينا على نطاق واسع، وإلا فسوف تشاهدون التعريفات الجمركية، واستخدم ترامب التهديد بفرض الرسوم الجمركية كتكتيك للتفاوض مع الدول التي يعتقد أنها تعامل الولايات المتحدة بشكل غير عادل.
في نوفمبر، هدد ترامب بفرض تعريفة جمركية ضخمة بنسبة 25% على جميع السلع المستوردة من كندا والمكسيك ما لم تعمل تلك الدول على تشديد ما اعتبره تراخيًا في تطبيق قوانين المخدرات والحدود.
وفي الحملة الرئاسية، قال ترامب مرارا وتكرارا إنه سيعمل على زيادة إنتاج الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة، على الرغم من أن البلاد تنتج المزيد من النفط أكثر من أي دولة أخرى في التاريخ، فقد وعد بتخفيف القيود التنظيمية المفروضة على أعمال الحفر والتكسير الهيدروليكي الجديدة، وتتوافق رسالته التي مفادها أن أوروبا ينبغي لها أن تشتري المزيد من الطاقة من الولايات المتحدة مع وعوده.
لكن الولايات المتحدة هي بالفعل أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وقد فطمت أوروبا نفسها إلى حد كبير عن الغاز الطبيعي الروسي خلال الحرب المستمرة مع أوكرانيا، مما أدى إلى شراء الغاز على نطاق واسع من الولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن صادرات أوروبا من السلع إلى الولايات المتحدة تفوق بكثير ما تستورده من أمريكا، ورغم أن العجز التجاري شائع ــ فالأمريكيون لا يطلبون عدداً كبيراً من السلع الأوروبية كما يطلبون من السلع القادمة من الصين وكندا والمكسيك ــ إلا أن ترامب دأب على انتقاد العجز التجاري باعتباره دليلاً على الممارسات التجارية غير العادلة.
ارتفاع الأسعار
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي إلى أعلى مستوياتها، مدفوعة بالقلق من ضعف الإمدادات والتوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى قدوم فصل شتاء يرجح أن يكون شديد البرودة، وبلغت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي 3.66 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في الجلسة الآسيوية، وبهذا تكون قد ارتفعت بنسبة 40% منذ بداية العام، مسجلةً أعلى مستوى لها منذ يناير 2023.
ووفقا للخبراء فإن قدرة تخزين الغاز فى الاتحاد الأوروبى بلغت 90% فى أغسطس، قبل الموعد النهائى بوقت طويل، و"اليوم، يبلغ تخزين الغاز 95% من طاقته، أى أكثر بكثير من 100 مليار متر مكعب، ومع ذلك، فإن الطلب المتزايد على التدفئة والكهرباء بسبب انخفاض درجات الحرارة قد اختبر القدرات بالفعل فى الأسابيع الأولى من شهر نوفمبر، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة