قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، كشفت دراسة أجراها مركز توثيق المقاومة النمساوي (Dokumentationsarchiv des österreichischen Widerstandes) عن تأثير اليمين المتطرف على المجتمع خلال شهري أبريل ومايو من عام 2024م، أن 36% من النمساويين لا يرغبون أن يسكن مسلمون بجوارهم.
ووفق ما تناقلته الصحف النمساوية فإن 30% ممن شملتهم الدراسة أيدوا فكرة "إعادة الهجرة الشاملة". كما أظهرت نتائج الدراسة وجود قابلية لدعم الأفكار الاستبدادية والعنصرية، حيث أكد 16% من المشاركين أن الشخص لا يمكن أن يكون "نمساويًا جيدًا" إذا لم يكن له أصول نمساوية.
وحول مدى جدية وسائل الإعلام، فقد رأى 51% من المشاركين أن وسائل الإعلام تكذب بشكل منهجي، أما فيما يتعلق بـ القضية الفلسطينية ومجريات الأحداث الأخيرة في قطاع غزة رأى 42% أن ممارسات الكيان الصـ هـ يوني ضد المواطنين في غزة هي ممارسات نا.زية، وأسوأ مما فعله النازيون في الحرب العالمية الثانية.
ورغم النزعات الاستبدادية التي ظهرت في بعض نتائج الدراسة، إلا أن القائمين عليها أكدوا وجود تقدير للديمقراطية بشكل مرتفع بين النمساويين، إضافة إلى وجود مخاوف من انتشار خطاب الكراهية ضد الأقليات وفقدان الثقة بالمؤسسات.
وتعقيبًا على ما جاء في الصحف النمساوية التي تناولت الدراسة، أشار مرصد الأزهر إلى أن اختيار العناوين المتعلقة بالدراسة يسهم في إثارة الجدل حول قضايا رهاب الإسلام أو كما يعرف بـ "الإسلاموفوبيا" وتنامي العنصرية في المجتمع الأوروبي وهو أمر قد يكون إيجابيًا نسبيًا، لأنها تبرز المواقف المعادية للمهاجرين والروما (غجر أوروبا) والمسلمين، وهذا التمييز يعكس تصاعد الخطاب العنصري في المجتمع.
ويلفت المرصد أيضًا إلى خطورة ما نتائج الدراسة التي أظهرت انتشار واسع للأفكار اليمينية المتطرفة مثل دعم "إعادة الهجرة الشاملة" والرفض الواسع للمهاجرين والمسلمين، وهذه الأفكار تُظهر أن هناك استجابة شعبية للتوجهات اليمينية التي تستغل القضايا الاجتماعية مثل الهجرة لتحقيق مكاسب سياسية.
وعليه تبين هذه الدراسة أن هناك تحولًا خطيرًا نحو قبول الأفكار اليمينية المتطرفة، التي تهدد القيم الديمقراطية والمجتمعية في النمسا، على الرغم من أن الأغلبية لا تزال ملتزمة بالديمقراطية، إلا أن تصاعد المواقف العنصرية والمعادية للأقليات يعكس تهديدًا طويل الأمد يجب على المجتمع والنظام السياسي معالجته، من خلال تعزيز إجراءات مكافحة الكراهية في الخطاب العام، ودعم العملية التعليمية فيما يخص قيم التعايش والتعددية، لضمان استقرار المجتمع.
وأخيرًا، أكد مرصد الأزهر أن تناول الصحف النمساوية لنتائج الجزء الخاص بممارسات الكيان الصـهـيوني باستحياء يظهر بوضوح حساسية الموضوع وعدم وجود رغبة حقيقية من جانب الصحفيين للحديث عن تلك الممارسات بشفافية كافية رغم أن الدراسة ذكرته بشكل واضح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة