دندراوى الهوارى

6 مشاهد كاشفة لتنفيذ مشروع «ممر داود» فى سوريا لتحقيق حلم «إسرائيل الكبرى»!

الأحد، 15 ديسمبر 2024 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قل سريعا، أو قريبا للغاية، حدد أنت التوقيت كما تشاء، لاستفاقة الغالبية من السوريين من تنويمهم المغناطيسى العمدى، على الحقيقة المؤلمة والصورة المجردة لوطن تكالبت عليه الوحوش المفترسة، تتقاتل من أجل الفوز بأكبر قطعة من الفريسة، فيعضون أصابع الندم، ويبكون دما بدل الدموع، وهو أمر لا نتمناه، ولا يتمناه كل وطنى شريف على أى بقعة فى المنطقة العربية، إلا الخونة، ونتمنى أن يلملم الوطن الشقيق قواه وينهض سريعا، ويتجاوز المحنة الكبرى بأقل الخسائر!

البكاء سيتدفق على وطن كان موحدا، ولم يحافظ عليه شعبه ورفعوا راية العصيان الطائفى، وألقوا به فى قبضة من لا يرحم، بين ميليشيات مسلحة تفتقد لمعنى وقيمة الوطن، وبين إسرائيل التى حولت البلاد إلى ملعب دموى، تمارس فيها لعبتها، فى القتل والتدمير والتخريب، واحتلال الأرض!

لن نتحدث عن الأفراح والليالى الملاح، لبعض المتعاطفين مع الميليشيات المسلحة، ودورها فى إسقاط سوريا فى قبضتهم، وسنعتبر أن هذه الغبطة مجرد غشاوة عين، سرعان ما تنجلى، ولكن سنتحدث عن مصير وطن ملبد بالغيوم القاتمة، ومستقبل مجهول يُرسم وفق سيناريو محبوك، وحالة سيولة فى كل شىء، يوظفها عدو غير شريف، يمتلك القدرة على توظيف واستثمار الأحداث لمصلحته، لذلك استباح سماء وبحر وبر سوريا، وقرر تنفيذ مخططاته الرامية لتأسيس الدولة الكبرى من النيل للفرات.

الحكومة الإسرائيلية، قررت تنفيذ مشروع «ممر داود» من النهر «الفرات» إلى البحر «الأبيض المتوسط» مرورا بدرعا والسويداء، والرقة، ودير الزور، والبو كمال، والتنف، وحتى الجولان.

الممر، يربط إسرائيل بالفرات، ويطوق الحدود العراقية، وهو الممر الذى يُعد منفذا بريا لإسرائيل، يفض عزلتها وحصارها، بجانب أهميته كطريق تجارى، يزيد من الحركة التجارية، وتقام فيه مشروعات للطاقة، بجانب المشروعات السياحية، ويعزز من قوة إسرائيل العسكرية، ويوسع من دورها الإقليمى، ويشكل ضغطا كبيرا على العراق ثم تركيا، وهنا لا بد من التوضيح بأن الجميع صار فى مرمى النيران، فتركيا التى كانت تناور وتحاور وترى فى نفسها القوة الكبيرة البعيدة عن حمم البركان الإسرائيلى، فإن ممر داود سيمسُّ أمنها القومى، ويهز الأمن القومى العراقى بشدة!

خطة تنفيذ «ممر داود» فى سوريا، تتلخص فى 6 مشاهد، واضحة، تكشف حقيقة المخطط وتوقيت تنفيذه، استغلالا لحالة السيولة المرعبة فى سوريا حاليا:
المشهد الأول: فى أغسطس الماضى، فاجأ دونالد ترامب - الذى كان مرشحا على مقعد الرئاسة الأمريكية حينها - الجميع بتصريح خطير، نقلته القناة الـ12 الإسرائيلية، قال فيه: «إن مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخارطة، ولطالما فكّرتُ كيف يمكن توسيعها».

كما ذكرت قناة «كان» الإسرائيلية أن ترامب أسدى وعدا بأنه سيقدم لإسرائيل الدعم الذى تحتاجه للانتصار، وقال: «لكننى أريدهم أن ينتصروا بسرعة».
المشهد الثانى: لم يمر شهر تقريبا على تصريح دونالد ترامب، حتى فوجئنا فى سبتمبر الماضى، برئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، فى الأمم المتحدة واقفا وممسكا بخريطتين، لوّن إحداهما بالأخضر وسمَّاها «الخريطة المباركة»، وقد وصفها بأنها خريطة تربط الشرق بأوروبا بشكل يعِد بالازدهار والسلام، وخريطة أخرى لوّنها بالأسود وسمَّاها «الخريطة الملعونة» والتى ضمَّت إيران، والعراق، وسوريا، ولبنان وأجزاء من اليمن.

الخرائط الإسرائيلية تضم تنفيذ مشروع «ممر داود» فى الجنوب السورى، والذى يسهم فى تحقيق النبوءة التوراتية، «الدولة اليهودية الكبرى»، إرضاء لطموحاتها التوسعية فى تشريع الحرب والقتل، باعتبارهما جزءا من مخطط «إلهى» لإعطاء شرعية لأعمالها التوسعية، هذه العقيدة يربط القادة العسكريين الإسرائيليين بينها وبين النصوص الدينية وسياساتهم العسكرية ورؤية بنيامين نتنياهو التوسعية، وهو ما يعكس تحولا خطيرا نحو توظيف الدين كأداة لتبرير سياسات الاحتلال والعدوان.
لذلك سقوط النظام فى سوريا، وجدته حكومة نتانياهو، فرصة ذهبية لتنفيذ مشروعهم التوراتى العسكرى، وهى فرصة لن تتكرر!
المشهد الثالث: الصحف التركية تحدثت منذ شهور، عن نوايا إسرائيل لتنفيذ الممر، قبل توجيه الضربات «الرومانسية» بين إسرائيل وطهران، وقبل أيضا، الاجتياح الإسرائيلى لجنوب لبنان، ثم تحرك الميليشيات المسلحة فى سوريا، وتشديد قبضتهم عليها، وحذرت من تنفيذ ها المشروع الذى يقتطع من سيادة سوريا، ويطوق الحدود العراقية، ويدنو من الحدود التركية!

المشهد الرابع: عقب إعلان الميليشيات عن عملية «ردع العدوان» فى سوريا، والتى أفضت إلى إسقاط البلاد فى قبضتها، حتى فوجئ المجتمع الدولى بتوغل الجيش الإسرائيلى فى المنطقة العازلة، وتعلن انسحابها من اتفاقية «فض الاشتباك» الموقعة مع الحكومة السورية عام 1974 وتسيطر على جبل «الشيخ» الاستراتيجى. 

المشهد الخامس: لم تكتف إسرائيل بالسيطرة على المنطقة العازلة وجبل الشيخ والتوغل فى العمق السورى، وإنما قررت تنفيذ «480» غارة جوية - وفق تصريحات إسرائيلية رسمية -  مُستبيحة الأجواء السورية فى عربدة وانتقام شرس من الجيش السورى، أسفرت عن تدمير سلاح الجو السورى بالكامل، من طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية وطائرات مُسيّرة، وحظائر الطائرات، ورادارات، ومنصات ومخازن صواريخ الدفاع الجوى بكل أنواعها.

كما دمرت سفن الأسطول البحرى، ويمكن القول إنها قضت على سلاح البحرية بالكامل، والقواعد العسكرية ومراكز البحوث العلمية، ومواقع الصناعات العسكرية، والهدف تجريد سوريا من جيشها وسلاحها، وتصير منزوعة الأنياب والمخالب، لتتمكن إسرائيل من تنفيذ مشروعها وسريعا!

المشهد السادس: كثفت إسرائيل من ضرباتها الليلة قبل الماضية، على منطقة السويداء، وهو ما يعد تمهيدا نيرانيا لطرد كل العناصر المعارضة فى المنطقة، ومن ثم تدشين مشروع ممر داود، كون السويداء جزءا مهما من الممر!

المشاهد الستة التى تبرز ملامح مخطط إسرائيل لتنفيذ مشروع «ممر داود» هى ناقوس خطر، وأن تفكيك سوريا ليس شأنا داخليا، وإنما هو خطط، وكوابيس، وتطور لافت للحرب المنطلقة من غزة فى أكتوبر 2023، لذلك يستوجب على جميع الشعوب العربية - قبل الأنظمة - أن تلتف حول مؤسساتها، وتتيقن من أن المخطط كبير وخطير، وأن الجميع فى مرمى النيران.

الشعب الذى يعى المخطط، ويدرك المخاطر، سينجو ببلاده من أن تقع فى يد العدو الأبرز فى المنطقة، فالمسألة صارت معركة وجود فى الدفاع عن الأوطان!










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة