على مدى سنوات تبنى مصر علاقاتها وسياساتها الخارجية على التعاون والشراكة، وتبادل الخبرات مع كل دول العالم وتحرص مصر على تقوية علاقاتها مع أوروبا عموما بكل تجمعاتها، وأيضا الاتجاه إلى الدول الاسكندنافية، ومن هنا تكتسب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للنرويج بعد الدنمارك أهمية كبيرة، حيث تمثل الدول الاسكندنافية تجربة مهمة فى التقدم الاقتصادى والاجتماعى، بشكل يضاعف من إمكانيات تبادل المصالح، وبناء شراكات اقتصادية فى مجالات متعددة، على رأسها الطاقة المتجددة، والنقل البحرى وغيرها من المجالات، حيث تحرص مصر على توطين الصناعات ومضاعفة العمل فى تقوية الاستثمارات فيها، إلى جانب أن مصر تمثل جسرا بين هذه الدول وأفريقيا.
وقد تضمن برنامج الرئيس لقاءات مع الحكومة والبرلمان ورؤساء الشركات الكبرى فى مجال الطاقة بالنرويج مثل «إمباور» للطاقة الجديدة، و«جولار» لتسييل الغاز، والرؤساء التنفيذيين للوكالة النرويجية للتعاون وجمعية الأعمال النرويجية الأفريقية، وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون الاستثمارى بين مصر من ناحية والجهات ذات الصلة والشركات النرويجية من ناحية أخرى، حيث تم استعراض أبرز السياسات التى تنفذها مصر اتصالا بخطة التنمية الاقتصادية، والأهمية الكبيرة التى توليها لتمكين القطاع الخاص وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وحسب ما أعلنه السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أكد الرئيس أن مصر تضع تطوير قطاع الطاقة المتجددة بها كأولوية، خاصة مع ما يتوافر بمصر من إمكانيات فى هذا الصدد، سواء من حيث الموارد الطبيعية والبنية التحتية، خاصة فى ظل الاستراتيجية الوطنية لزيادة حجم الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وبالتالى فإن الشركات النرويجية تمثل خطوة كبيرة فى تدعيم هذه الاستراتيجية.
وشهد الرئيس السيسى توقيع عقد بين شركة «إمباور» النرويجية وشركة «ماجد الفطيم»، لتنفيذ مشروع فى مجال الطاقة الشمسية لأغراض الصناعة.
وخلال لقائه مع «مسعود قره خان» رئيس البرلمان النرويجى، وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالبرلمان، أكد الرئيس على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية فى كل المجالات خاصة فى مجالات التجارة والاستثمار، وقد تمت مناقشة فرص تعزيز الاستثمارات النرويجية فى القطاعات ذات الأولوية للبلدين وعلى رأسها الطاقة المتجددة والخضراء، والتنسيق بين البلدين فيما يتعلق بموضوعات تغير المناخ، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
ومع الجانب الاقتصادى والتجارى، فقد تناول لقاء الرئيس مع رئيس البرلمان النرويجى الجهود المصرية لاستعادة الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، حيث أكد الجانبان أهمية وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بالكميات الكافية، وضرورة بذل الجهد للحيلولة دون تدهور الوضع وتصعيد الصراع فى الشرق الأوسط، وأشاد برلمانيون نرويجيون بالدور المصرى المحورى فى الشرق الأوسط، وأهمية دعم الجهود المصرية فى هذا الاتجاه.
لقاء الرئيس مع البرلمان النرويجى تناول الأوضاع فى القارة الأفريقية، وجهود تعزيز السلم والأمن بالقارة، خاصة فى السودان والصومال الشقيقين، إلى جانب استعراض فرص التعاون الثلاثى فى أفريقيا وما تمتلكه الشركات المصرية من خبرات فى هذا المجال، وإمكانية الاستفادة من الخبرات المصرية لتقديم دعم مشترك وملموس للقارة وشعوبها.
ويتجه الرئيس السيسى نحو أيرلندا، ضمن زيارته الأوروبية التى تحمل عناصر نجاح مهمة، وتطرق مصر دولا لم يكن من المعهود التوجه إليها، وحيث تتجه الدنمارك والنرويج إلى فتح آفاق اقتصادية مع أفريقيا، والتى تمثل مصر بوابة لها، تحرص مصر على طرح قضايا أفريقيا وأيضا تدعم توطين الصناعات والتكنولوجيا والاتصالات فى القارة بما يمكنها من بناء تجاربها التنموية المستقلة.
رحلة الرئيس تحمل أيضا تأكيدا على مواقف مصر من قضايا السلام، وإنهاء الحرب فى المنطقة، فى غزة أو لبنان، ومنع اتساعها، وهى رؤية تتماشى مع توجهات النرويج الداعمة لجهود السلام والتعاون.
رسائل الرئيس السيسى من النرويج
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة