** النائب عمرو درويش: ضرورة وجود جبهة سياسية قوية.. و استعداد الأحزاب لـ65 ألف مقعد أهم من خروج قانون المحليات
** النائب فريدى البياضى: لا يوجد شىء يسمى ممارسة السياسة بالسلاح.. طرح البديل هو الدور الأساسى للمعارضة.. نحتاج مزيدا من الانفتاح
** البياضى: نسعى للبناء وليس الهدم.. استمرار الحوار الوطنى مهم.. بعض الأحزاب لديها مشاكل فى التمويل والأداء.. ومستعدون للانتخابات البرلمانية فور حسم شكل القوانين النيابية
** النائب أحمد قناوى: نشهد انفراجة سياسية.. الطريق الوحيد للاستقرار هو تقوية الأحزاب.. نستعد للانتخابات بإطلاق مبادرة 1000 قائد محلى
** قناوى : رجل الشارع متعلق بالكوادر وليس بالأفكار.. سوريا أصبحت ملعبا للعديد من الأجندات الخارجية.. والمعارضة الموضوعية هى الطريق لمنع المزايدات
تقف مصر على أعتاب مرحلة سياسية جديدة خلال عام 2025، الذى يشهد انطلاق الانتخابات النيابية لغرفتى البرلمان «الشيوخ والنواب»، لذلك بدأت الأحزاب والقوى السياسية فى الاستعداد داخليا وعلى مستوى محافظاتها لرسم خريطة التحركات للفترة القادمة وإعداد كوادرها، وذلك بالتزامن مع أحداث إقليمية بالغة التعقيد لها انعكاسها على المشهد السياسى والنيابى فى مصر.
«اليوم السابع» حرصت على استضافة أعضاء بالبرلمان فى أولى حلقات سلسلة ندواتها حول «الحياة السياسية والنيابية بين الواقع والمأمول»، للتعرف عن قرب على تفاصيل خطط الأحزاب للمرحلة المقبلة وأثر الأوضاع الإقليمية الراهنة على المشهد السياسى الانتخابى والحزبى، ودلالات الإجراءات التى اتخذتها الدولة على مستوى الانفتاح السياسى فى تعزيز فرص الإصلاح السياسى.
تزامنت الندوة مع إعلان سقوط نظام بشار الأسد فى سوريا، وهو ما طغى على حديثنا طوال وقت الندوة التى شارك فيها كل من النائب عمرو درويش، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وفريدى البياضى عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، وأحمد قناوى عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وأمين عام حزب العدل.. وإلى تفاصيل الندوة:
نعقد ندوتنا اليوم والمنطقة العربية مشتعلة مع سقوط نظام الأسد وتصاعد التوترات فى سوريا.. كيف ترون تلك الأوضاع وانعكاساتها؟
النائب عمرو درويش: ننظر للشعب السورى باعتبارنا إخوة ونواجه مصيرا وتاريخا واحدا، وواجهنا سويا تحديات جسيمة وكنا دائما فى تلاحم، ولا شك أن التدخلات العنيفة التى شهدتها سوريا خلال الأسابيع الماضية تؤكد أن هناك أهمية للعودة مرة أخرى وبشكل سريع إلى صناع القرار فى جامعة الدول العربية للحفاظ على الدولة السورية وأن يكون هناك تسليم سلمى للسلطة، حتى لا نرى مشاهد تعود بنا إلى أحداث 2004، فالبعد الاستراتيجى والأمن القومى المصرى والأمن القومى للمنطقة يتضرر من أى محاولات لتقسيم سوريا ونتمنى السلامة لأهالينا والحفاظ على وحدة الدولة السورية الشقيقة وأرواح الشعب السورى الشقيق.
نحن نمر بفترة من التاريخ غريبة عن المنطقة بهذا الكم من الأحداث المتسارعة ونعول على الزعماء العرب لتجاوز تلك الموجة الشديدة.
ما رأيك فى سقوط نظام بشار وصعود قوى متطرفة، خاصة أن من يقود الآن هى تنظيمات مسلحة؟
النائب فريدى البياضى: لا يوجد شىء يسمى ممارسة السياسة بالسلاح وأنا ضد أى كيان سياسى على خلفية دينية أو مسلحة، وسوريا كانت تعيش فى نظام شمولى لا يعطى فرصة للتغيير أو حرية التعبير، لذلك بحث الشعب عن أى طريقة حتى لو كان المسلحين، لذلك فإن عدم وجود بدائل سياسية قوية أوصلت سوريا إلى طريق غامض.
هل سوريا أقرب لقبضة التنظيمات المتطرفة أم للتداول السلمى للسلطة؟
النائب عمرو درويش: المشهد الحالى يشير إلى الانتقال للفوضى والتقسيم، حيث إن كل فصيل على أرض سوريا مدعوم بطرف، فنحن أمام مشهد يعيدنا لـ2004، حيث تسقط تواليا كل قوة موجودة فى المنطقة تستطيع أن تقف وتقول لا لمخطط تقسيم الشرق الأوسط.
لذلك فإن الحديث عن مخرجات سياسية فى صراع مسلح لم تعد موجودة، فالشرق الأوسط يباع لصالح قوى عظمى وما يحدث فى سوريا هو سيناريو مكرر لما حدث فى العراق.
كيف ترى تكرار المشاهد وكأننا لم نتعلم مما حدث فى المنطقة؟
عمرو درويش: أؤكد أن الشعب المصرى مطمئن لدولته ويخاف على مصير أشقائه، خاصة أنه يرى نظاما تلو نظام يسقط، ولكن ما يحدث يؤثر بشكل مباشر على المنطقة برمتها، فنحن أمام مخطط مباشر وواضح بالشرق الأوسط الجديد، لذلك مهما كان حجم الاختلاف مع الدولة فذلك لا وزن له عند هدم الدولة، فلا بد أن تكون هناك وقفة حقيقية للحفاظ على سوريا ومن ثم أمن وسلامة المنطقة.
والحقيقة أن الديمقراطية فى العالم قد محيت، كل القيم الديمقراطية الإنسانية والمعاهدات الدولية خلال سنتين، انهارت بشكل واضح ومعلن.
ولا بد لنا كمصريين أن نلتف حول قيادتنا ونكون على ثقة واستعداد دائم، فنحن فى مرحلة لا بد أن نتحمل فيها أيا كانت الظروف، فالإصلاح الاقتصادى وارتفاع الأسعار ليس معناه ترك الدولة، كما أن فلسفة التمكين تتم الآن بخطوات عاجلة لزيادة المشاركة السياسية، مثلما حدث بإنشاء ومشاركة حزب معارض كحزب الوعى.
لا بد أن يتحرك أصحاب العقل وصناع القرار فى المنطقة لأنه لو تركت سوريا للدول الطامعة، فهناك خطر على الأمن القومى، لذلك لا بد من تشكيل قوة ردع سياسية فى المقام الأول.
ماذا بعد سقوط نظام بشار الأسد؟
النائب أحمد قناوى: الأوضاع استثنائية للغاية ومفاجئة وتعيد للأذهان مشاهد ما قبل 2011 حتى 2014، وبغض النظر عن السيناريو الغريب والسريع لكن نظام بشار قديم مهترئ ولديه الكثير من المشاكل وكانت سوريا ملعبا للعديد من الدول، حتى وصلت آخر التأكيدات بأن أوكرانيا لها يد فيما يحدث الآن فى سوريا، فليس من قبيل الصدفة إطلاقا أن تحركات الميليشيات فى حلب فى اليوم التالى للهدنة بين حماس وإسرائيل، ما يدل أن هناك تنظيما وأجندة خارجية وأن المحطة القادمة هى العراق، وعلى الرغم من رفضى لنظرية «المؤامرة» ولكنها خطة معلنة يراها الجميع تخدم مصالح دول بشكل «برجماتى» فج.
«لست متفائلا حول مصير سوريا شبح التقسيم يحوم، ولا أرى فى القريب العاجل أى بوادر انفراجة للأزمة السورية، خاصة أن من خصائص الشعب السورى تعدد الأعراف، وسوريا فيها ما يسمح بفتن طويلة الأجل، ونفس الشىء فى العراق، ونرى الآن العراق بعد تحريره فى وضع ليس جيدا.
«دورنا فى مصر هو الضغط فى اتجاه سرعة التداول السلمى للسلطة فى سوريا، فإن قدر الدولة المصرية أن ترعى مصالح شعوب جيرانها.. فالمشهد العالمى كله تعاد صياغته وسيؤرخ مستقبلا على أنه فترة انتقالية فى العالم، ولا نملك إلا أن نعلن الدعم الكامل للشعب السورى وحقه فى دولة مستقرة بها تداول سلمى للسلطة وبها حكومة ترعى مصالح شعوبها».
فريدى البياضى: أتفق مع كل ما سبق والخوف من صعود ميليشيات مسلحة إلى السلطة مبرر، ولكن الشعب السورى لم تكن لديه معارضة سلمية يلجأ إليها أو معارضة بأى شكل، ولذلك عندما جاءت المعارضة بالشكل الحالى مسلحة إرهابية لتغيير النظام، فلم يجدوا بديلا آخر لها، ولذلك لا بد أن نتعلم درسا من الأنظمة فى المنطقة كلها، فلا بد أن تكون هناك بدائل وطرق للتغيير السلمى حتى لا تبحث الشعوب عن بدائل لها خسائر فى طريقة التغيير ونتمنى أن يكون التغيير فى صالح الشعب السورى وكنا نتمنى تغيير ديمقراطى سلمى، ولكن النظام لم يسمح بذلك وقام بالإغلاق ما أدى إلى الانفجار.
كيف ترى انعكاس المشهد فى سوريا على المشهد السياسى فى مصر، وما هى التغيرات السياسية خلال الـ10 سنوات الماضية؟
أحمد قناوى: مصر مرت بعدة مراحل، فبعد 2014 كنا نحارب الإرهاب والذى كان مدعوما سياسيا من الجماعة المحظورة، وتم تجفيف منابعه بعدما لفظ الشعب تلك الجماعات وحدث بعدها استقرار وتمت إقامة دورتين برلمانيتين نحن الآن فى نهاية الثانية، وبرزت بعض الأحزاب السياسية على السطح وخفت بريق أحزاب أخرى.. ونتمنى المزيد طبقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإكمال الحياة الديمقراطية فى مصر بعد إطلاق الحوار الوطنى وتنفيذ العديد من التوصيات.
نتمنى أن يكون الانعكاس الوحيد للأحداث التى تدور فى محيطنا الإقليمى هو أن يكون هناك مزيد من الحرية ومزيد من التمكين لأكبر قدر من طوائف المجتمع لتمثيل نفسها فى البرلمانات والهيئات، واستكمال الالتزامات الدستورية مثل انتخابات المحليات وغيرها ليجد الشعب كل المنافذ مفتوحة للتعبير عن آرائه، تلك الطريقة الوحيدة التى تضمن تماسك الجبهة الداخلية وتحقق التفافا حقيقيا ومشروعا ومطلوبا حاليا حول قيادة توجه السفينة فى بحر هائج، فما يحدث الآن غير مسبوق ولم يحدث من قبل فى المنطقة مما يتطلب وقفة شجاعة منا ومسؤولية من السلطة بفتح آفاق التمثيل السياسى والحزبى، فلا تمكين حقيقى دون أحزاب قوية، فمصر لم تكن منغلقة على محيطها ولم تكن بمنأى عن الصراعات.
HASSAN MOHAMED (35)
هل ستكون هناك حملات من أحزاب المعارضة تنتقل للمحافظات من أجل شرح الأوضاع الحالية فى مصر؟
أحمد قناوى: هناك أحزاب للأسف لم تستطع تطوير خطابها فى الأقاليم، فلا توجد بها لوجستيات كافية أو قيادات كافية، وأخرى قادرة على ذلك، ومن المهم جدا وجود ندوات سياسية وتواصل شعبوى على مستوى كل الأقاليم لشرح هذه الأوضاع المعقدة، ومهم جدا دور الأحزاب فى التوعية، خاصة أن ردود الأفعال على السوشيال ميديا معظمها غير عفوى، فهناك جيوش نائمة و«ذباب إلكترونى» يعمل بطريقة غير منطقية لتلميع إرهابيين بطريقة مصطنعة.
جماعة الإخوان تصطاد انتقادات بعض أحزاب المعارضة للحكومة وتروج لها بشكل مغلوط.. كيف تواجهون ذلك؟
النائب أحمد قناوى: حزب العدل يعتبر نفسه معارضة إصلاحية ونركز على المعارضة الموضوعية وبالأرقام فلا أقيّم أشخاصا بل أعمالا وعندما ننتقد نوفر البديل، ولا ننتقد أى قرارات لا نستطيع نحن كحزب إيجاد بديل لها، فالمعارضة الموضوعية هى الطريق الوحيد لمنع المزايدات.
النائب فريدى البياضى: الحزب المصرى الديمقراطى مثال فيما يتعلق بتطور الأحزاب، حيث إن الحزب أنشئ بعد ثورة 2011 فهو جديد فى الحياة السياسية وفى برلمان 2012 بعد سنة تقريبا نجح فى حصد 34 مقعدا فى مجلس الشعب بالكتلة المصرية ومع تواجد الإخوان فى الحكم كان هناك تواجد قوى للشعب المصرى فى الأحزاب السياسية حيث أصروا على تغيير الإخوان وبدأ الشعب فى الانخراط فى أحزاب سياسية وأحزاب معارضة لمواجهة نظام الإخوان، وصعد الحزب المصرى وقتها بقوة واحتوى على قيادات وشخصيات عامة.
ومرورا بالكثير فإن الآن هناك انفراجة فى العمل السياسى ووجود مثل تلك الندوات بـ«اليوم السابع» دليل الانفراجة، ولا بد من مواصلة فتح المجال للأصوات الأخرى بالقنوات الرسمية لمنع مخططات أبواق الإخوان، ونحن اليوم فى حاجة لمزيد من الإصلاح السياسى، كما قال الرئيس فى إفطار الأسرة المصرية بزيادة الإصلاح السياسى والاجتماعى والاقتصادى الذى يبدأ بالإصلاح السياسى والذى تأخر فى البداية ولكن الآن توجد انفراجة.
وأكمل: الحوار الوطنى لا بد أن يستمر سواء كمؤسسة منفصلة أو داخل البرلمان ولا بد من تنفيذ كل التوصيات بطريقة سريعة ونحتاج للإسراع فى عملية التغيير، وذلك لأن الإصلاح السياسى هو الأساس وسيؤدى إلى الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى.
ما المطلوب من القوى السياسية خلال فترة الانتخابات البرلمانية فى هذا التوقيت الاستثنائى للغاية على المستويين الإقليمى والعالمى؟
النائب عمرو درويش: لا مجال للخلاف أو البحث عن مصالح ضيقة فى هذا الوقت، نحن أمام مشهد يحتم على الجميع الالتفاف حول الدولة المصرية لتحقيق الاستقرار السياسى، الشعب المصرى بطبعه شعب مسالم يدافع عن حقوقه، ولكن ليس لديه نزعة نحو الاحتلال، وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية لكن الشعب يشعر بالأمان، حتى مع الشائعات التى نشاهدها من «الذباب الإلكترونى».
وعندما كان هناك خطر حقيقى تكاتف الشعب المصرى كله فى 2011، ونفس الحال فى 30 يونيو، ولكن نحن لا نزال فى دائرة الخطر، العدو يستغل الميليشيات المسلحة، ولن يكون هناك تحرك من قبل الشعب إلا إذا استشعر بوجود خطر حقيقى على الوطن، والتاريخ خير شاهد، فعلى الرغم من وجود حالة من عدم الرضا لدى البعض، لكن سيظل الوطن هو المحرك الأساسى للشعب المصرى، والمصريون دائما يقفون صفا واحدا تحت راية الوطن لحماية مقدرات الدولة المصرية.
ولا بد أن يكون هناك اتحاد، تنسيق، تكاتف، وتحالف، بين كل القوى الحزبية، فعلى الرغم من الصعوبات لكن لا بد من توجيه رسالة تؤكد أننا لدينا جبهة سياسية قوية، وهنا لا بد أن أُشيد بتجربة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين التى جاءت فى توقيت مهم، فى وقت كان هناك حالة من النزاع السياسى، التنسيقية أذابت هذا الأمر، وأصبحت الأحزاب بمختلف أفكارها وأيديولوجياتها تجلس على مائدة واحدة، وتأكد ذلك من خلال منتديات الشباب، والحوار الوطنى، الذى شهد جلوس الجميع على مائدة واحدة، لإعلاء المصلحة الوطنية.
وهناك رؤية وفلسفة للخريطة الانتخابية المقبلة، حيث رفع الحوار الوطنى للرئيس كل الأطروحات، وأنا سعيد بأن المعارضة تتحدث فى إطار من الأريحية، وكان الله فى عون من تولى المسؤولية فى الفصل التشريعى الأول، حيث كان لهم دور كبير فى الاستقرار الذى نشهده فى الفصل التشريعى الثانى، حتى وإن لم يكن الأداء 100%، ونريد استكمال مسيرة الاستقرار السياسى، ولو أن هناك ثقة وقدرة للمجتمع السياسى على قراءة المشهد الخارجى سيلتف الجميع حول مؤسسات الدولة، نحن فى مرحلة لا مجال فيها للخلاف ولا رفاهية أن ننظر للخلف.
هل نجحت الأحزاب فى إقناع رجل الشارع بما يجرى على الأرض..ولماذا يتحدث البعض عن فجوة بين الحياة السياسية والشارع المصرى؟
النائب عمرو درويش: الفجوة ناتجة عن التحديات والأزمات الاقتصادية المتتالية، تعلمنا فى مدرسة التنسيقية تحمل المسؤولية والوصول للمواطن، والحديث معه، وسنكمل الندوات والحملات لنشر الوعى، وسنظل نعمل بهذا الشكل لحين حدوث انفراجة اقتصادية.
النائب أحمد قناوى: لا يوجد أحد بعيد عن الشارع، الجميع ينزل باستمرار، ورجل الشارع ينقل نبضه بصورة مباشرة للحزب، والأفكار الجيدة تحتاج لكوادر تحمل هذه الأفكار، فرجل الشارع لا يجرى خلف الأفكار، ولكنه يتعلق بالكوادر، وهذا يجعلنا نتساءل: هل الأحزاب السياسية أفرزت كوادر سياسية بعدد كاف لشعب تعداده أكثر من 100 مليون، الإجابة لا، وهذا يعود إلى أن المناخ لم يكن متاحا، ولكن الآن نشهد انفراجة كبيرة فى المناخ السياسى، والمطلوب أن الأفكار العظيمة تتحول لكوادر تحملها، وهذا يتم من خلال التدريب والاحتكاك.
وفيما يخص عدم الثقة، الرد سيكون على الأرض من خلال التصويت، من يريد مثلا المعارضة عليه النزول بكثافة فى الانتخابات ومنح صوته للمعارضة لتكون أغلبية وتتبنى مشروعه.
النائب عمرو درويش: نحن على مشارف انتخابات برلمانية، أؤكد أنها مهما كان حجم الملاحظات لدى البعض فهى لا تجعلنى بمنأى عن المشاركة، فأولوية التواجد ضرورة، ومطلوب العمل على اغتنام الفرصة من قبل القائمين على الحياة السياسية والحزبية لقطع الطريق على كارهى الوطن ومنعهم من استغلال هذا الحدث.
فريدى البياضى: لدينا مشكلة فى المعارضة، لن نلقى كل اللوم على الحكومة أو النظام، فالبعض يريد أن يتصدر الصورة بأنه هو المعارض، ولكن على المعارض أن يكون لديه «بدائل»، نحن فى الحزب المصرى الديمقراطى نضع بدائل، وحال عدم وجود بدائل نتراجع لأن الأمر قائم على فكرة طرح البديل و«النقد» وليس «النقض».
إحنا عايزين نبنى مش نهد، وأوقات المناخ السياسى لا يسمح بالنزول للشارع، ولكن مؤخرا حصلت انفراجة كبيرة، فى الانتخابات الرئاسية السابقة لفينا مصر كلها، لم تكن هذه المساحة موجودة فى الماضى، ولكن مؤخرا لدينا طفرة كبيرة، والأوضاع الاقتصادية تمثل تحديا كبيرا، لا بد أن نعترف بذلك، ودورنا كأحزاب تقديم برنامج سياسى واقتصادى واجتماعى، وضمان تغيير وتداول سلمى للسلطة، وضمان حرية التعبير والتنظيم.
هل غياب المحليات سينعكس على المشهد السياسى؟
عمرو درويش: لا شك أن استكمال المشهد السياسى دليل آخر على فلسفة الاستقرار داخل الدولة، وأن يكون لدينا قانون واضح لترسيخ ما تضمنه الدستور من استحقاقات، والمحليات من ضمن أهم النقاط التى أعلنتها الحكومة، حيث أعلنت الانتهاء من قانون المحليات، وفى تقديرى الشخصى أن الانتخابات البرلمانية قد تؤخر خروج القانون.
فى الفصل التشريعى الأول تمت مناقشة عدد من مشروعات القوانين للمحليات، ولكن التغيرات التى نشهدها قد تستوجب عدم الاستعجال، فهناك تحديات فى فلسفة تطبيق النص الدستورى المتعلقة بتمثيل الفئات فى القانون، وهو ما يجعلنا نتساءل، هل نحن مستعدون لإجراء الانتخابات المحلية؟، والسؤال هنا موجه للقوى السياسية والحزبية، خاصة أن المحليات المدرسة الأولى لإخراج الكوادر السياسية، والظروف التى مرت بها مصر حالت دون إخراج القانون وتطبيقه، ولكن هل نحن مستعدون؟، نريد أن تكون لدينا دراسة متعمقة وسليمة، حيث إن الدستور يمنح سلطات واسعة للمحليات عما سبق.
نحن نتحدث عن 65 ألف مقعد على مستوى الجمهورية، وهو ما يجعلنا دائما أمام سؤال هل الجميع مستعد.
ما الذى نتمناه خلال الفترة المقبلة؟
النائب عمرو درويش: على الجميع أن ينتهز الفرصة الذهبية للمضى قدما فى التمثيل النيابى، ولا نظل متعلقين بشماعة غياب الأفق وانسداد المناخ وعدم وجود المجال المريح، على الجميع المشاركة فى دوائر صنع القرار للمضى قدما نحو مزيد من الاستقرار السياسى، ومنح القيادة السياسية قوة اتخاذ القرار على المستويين الإقليمى والدولى.
النائب فريدى البياضى: الوقت يحتاج لمزيد من التمكين للأحزاب السياسية، فالأحزاب لديها مشاكل فى التمويل والأداء، وفتح المجال الإعلامى والتواصل مع المواطنين، فالاستقرار لا يعنى عدم التغيير، فالتغيير السلمى الديمقراطى هو الاستقرار، لضمان وجود ظهير قوى وعدم تدخل أى جماعات إرهابية والقفز على السلطة فى أى وقت، والأحزاب المدنية المعارضة لا تتحدث عن تغيير فى السلطة ولا يوجد أحد عاقل يطالب بذلك فى الوقت الحالى.
النائب أحمد قناوى: الطريق الوحيد للاستقرار هو إحياء الحياة السياسية بتقوية الأحزاب، بتيسير عمل الحزبيين فى الشارع، والتقليل من الأحزاب الأكثر جاهزية حتى تكون هناك مرونة للأحزاب الأخرى، فالأحزاب المعارضة بعضها قدمت مشروعات قوانين وما شابه وهو ما يعنى أنها تعمل بشكل مؤسسى وتنتقد من أجل المصلحة الوطنية.
هل استعدت الأحزاب للانتخابات البرلمانية المقبلة؟
النائب أحمد قناوى: النظام الانتخابى هيتناقش فى آخر دور انعقاد، والأطروحات مختلفة بشأن إجراء العملية الانتخابية، وفى حزب العدل لدينا استعداد على مستوى المحليات والبرلمان بغرفتيه.
النائب فريدى البياضى: نحن دائما مع المشاركة، فى أى مجال يفتح لنا، ندخل ونحاول تحسين المجال والمناخ، ومستعدون ولكن لم نعرف شكل القانون، وحال معرفة القانون سيتم التعامل مع الأمر، وعلى الحكومة والبرلمان سرعة حسم القوانين لسرعة التحرك، أتمنى أن يكون التمثيل الحزبى والمعارضة أفضل من البرلمان الحالى، وهذا لا يعنى التقليل من حجم الجهد المبذول فى البرلمان الحالى، ولكن دائما نريد المزيد.
النائب عمرو درويش: مستعدون فى التنسيقية لأية عملية استحقاق دستوري، لأننا فى حالة تدريب مستمر، لا يتوقف أو يتأخر لاستحقاق نيابى، لدينا 51 مقعدا نيابيا، نتمنى زيادتها، فى حقيقة الأمر أتمنى أن تجرى الانتخابات بنظام 50% قائمة مغلقة و50% فردى، وأتمنى أن يستكمل البرلمان المقبل المسار السياسى للوصول لحالة الاستقرار وأن يكون مكملا للفصلين التشريعيين السابق والحالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة