القاهرة وكينشاسا علاقات تاريخية.. مساع مصرية لدفع التعاون الثنائى بين البلدين.. الرئيسان السيسى ونظيره الكونغولي يتشاركان الاهتمام بأوضاع السلم والأمن بالقارة.. ومصر حريصة على تعزيز استقرار الكونغو الديمقراطية

الأربعاء، 13 نوفمبر 2024 12:41 م
القاهرة وكينشاسا علاقات تاريخية.. مساع مصرية لدفع التعاون الثنائى بين البلدين.. الرئيسان السيسى ونظيره الكونغولي يتشاركان الاهتمام بأوضاع السلم والأمن بالقارة.. ومصر حريصة على تعزيز استقرار الكونغو الديمقراطية الرئيس السيسى
كتبت ريهام عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تبدى مصر، اهتماما كبيرا بعلاقاتها مع الدول الإفريقية، والتي تمثل دائرة مهمة من دوائر السياسة الخارجية المصرية، وبعد هام في تشكيل هوية مصر، كدولة لها علاقات ممتدة وتاريخية مع دول القارة السمراء، وهى الدور الذي برز بشكل واضح في دعم مصر على مدار التاريخ لحركات التحرر الإفريقية.

ومصر تلعب دورا محويا في القارة الإفريقية، وتحرص على توطيد العلاقات الثنائية مع دول القارة، والتعاون في مجالات التنمية وتحقيق السلم والأمن على كافة المستويات، وبين مصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، تحديدا علاقات وطيدة، صنعتها الجغرافيا، وصاغها التاريخ، إذ قاربت بين البلدين مصالح مشتركة، وجمعتهما قيم السلام ومبادئ الاستقرار، والرغبة في النهوض والتقدم والرفاه للشعبين.

وفى هذا الإطار، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، على توطيد العلاقات مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأبدى اهتماما كبيرا بتعزيز العلاقات الثنائية، وسبل التعاون بما يخدم مصالح الشعبين، في اتصال هاتفي مع الرئيس الكونغولي، "فيليكس تشيسيكيدي".

وخلال الاتصال الهاتفي، أكد الرئيسان التزامهما بدفع العلاقات في مختلف المجالات، وثمن الرئيس الكونغولي من جانبه الدعم المصري لبلاده، والذي ينعكس إيجاباً على جهود التنمية في الكونغو الديمقراطية، وفقا لما أكده المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.

وكانت قضية الأمن والسلم في القارة الإفريقية، على رأس اهتمام الرئيسين، إذ أكدا أهمية تضافر الجهود لحماية القارة من تداعيات التقلبات التي تشهدها الساحة الدولية، والاستفادة من المنابر الدولية لطرح الرؤى الأفريقية بشأن الموضوعات ذات الصلة بالمصالح المباشرة للقارة، بما يتيح المجال لتحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية نحو تحقيق الأمن والاستقرار.

ومن جهته حرص الرئيس الكونغولي على الإشادة بالجهود التي تقوم بها مصر في هذا الإطار، واتفق الرئيسان على استمرار التنسيق والتشاور بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين بشكل خاص والقارة الأفريقية بشكل عام.

وفى يوليو الماضي، التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، مع تيريز كايكوامبا فاجنر وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية على هامش الاجتماع التنسيقي السادس للاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية على مستوى القمة.

وخلال اللقاء، أعرب عبد العاطي، عن التطلع لمزيد من التنسيق والتعاون على المستوى الملائم لحجم العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تشهد طفرة غير مسبوقة خلال الفترات الأخيرة من تاريخ العلاقات بينهما.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية، أن وزير الخارجية أكد على اهتمام مصر بتعزيز الأمن والاستقرار في الكونغو الديمقراطية، مشيراً إلى الدورات التدريبية التي تحرص مصر على تقديمها في هذا الصدد.

وتشارك مصر بكتيبتي شرطة في قوات الأمم المتحدة لحفظ الاستقرار في الكونغو منذ بداية مهمة البعثة من أكثر من عشرين عاماً، فضلاً عن سعى مصر لاستمرار دعمها في مرحلة ما بعد مغادرة البعثة الأممية الجاري تنفيذها حالياً.

مصر والكونغو الديمقراطية علاقات سياسية متنامية

تطورت العلاقات بين البلدين على الصعيد السياسي بشكل كبيرا استنادا على تاريخ البلدين، وتواصلت المشاورات والتنسيق على أعلى المستويات بين قيادتي البلدين، والملاحظة الجديرة بالانتباه في هذا الصدد، هو ثبات العلاقات الطيبة بين البلدين مع تغير القيادات في الكونغو، ففقد حرص قادة الكونغو على الاحتفاظ بعلاقات وطيدة مع مصر دائماً، من الرئيس الأسبق موبوتو سيسيسيكو، ثم الرئيس لوران كابيلا، ثم الرئيس جوزيف كابيلا، وصولاً إلى الرئيس فيليكس تشيسيكيدى الذي تولى الرئاسة رسمياً في 24 يناير 2019.

وبعد تولى الرئيس الكونغولى الحالي، بنحو أسبوعين، وعلى هامش القمة الأفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 9 فبراير 2019، لقاء بمقر إقامته مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدى. وحرص الرئيس السيسي خلال اللقاء على توجيه التهنئة لرئيس الكونغو والشعب الكونغولى على نجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية، مؤكداً حرص مصر على الاستمرار في توظيف إمكاناتها لدعم الكونغو فى المجالات التنموية والفنية المختلفة، وتناول اللقاء أيضاً بعض الأمور الخاصة بالتعاون الثنائي بين الدولتين، كما وجه الرئيس السيسي الشكر للرئيس تشيسكيدى على مواقفه إلى جانب مصر، ووجَّه له الدعوة لزيارة مصر في أقرب فرصة، وفقا للهيئة العامة للاستعلامات.

وكان الرئيس الأسبق للكونغو الديمقراطية، موبوتو سيسيسيكو "زائير آنذاك"، هو صاحب أول تفكير في ترشيح الدكتور بطرس غالي لمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، والذى ترشح بالفعل وفاز بالمنصب وقتها.

وفي السنوات الأخيرة، أيدت الكونغو الديمقراطية مصر للفوز بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي للفترة من 2016-2017 عن المقعد الأفريقي المخصص لشمال أفريقيا، وقد عملت مصر خلال عضويتها في المجلس، وعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي، على الدفاع عن كافة القضايا التي تحقق مصالح الكونغو الديمقراطية، وكافة الدول الأفريقية من أجل مواجهة موجات العنف والتطرف التي تؤثر بالسلب على جهود الاستقرار والتنمية في مختلف الدول.

كما أيدت الكونغو رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، وقال الرئيس تشيسيكيدى فى كلمته أمام القمة الأفريقية بأديس أبابا في فبراير 2019 موجهاً حديثه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي: "إنني على يقين بأن خصالكم كقائد، والتمسك التاريخي لبلدكم مصر بالمثل الأفريقية، سوف يمكنكم من قيادة منظمتنا بفعالية ونجاح خلال ولايتكم".

العلاقات الاقتصادية

في خطوة مهمة لتشجيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وقعت مصر والكونغو الديمقراطية في 4 فبراير 2016 عدداً من بروتوكولات التعاون ومذكرات التفاهم، وهي بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ووكالة تطوير وترويج مشروع سد إنجا الكبير بالكونغو الديمقراطية، وذلك في مجال إدارة المشروعات الكبرى للبنية التحتية، ومذكرة تفاهم للتعاون بشأن إنشاء مركز للمعلومات ودعم اتخاذ القرار بالكونغو الديمقراطية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومذكرة تفاهم في مجال السياحة، إلى جانب التوقيع على العقد التنفيذي لمشروع إنشاء محطة كهرباء بالطاقة الشمسية بالكونغو الديمقراطية.

وخلال عام 2014، بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والكونغو الديمقراطية نحو 65 مليون دولار، بإجمالي صادرات مصرية يُقدر بحوالي 35 مليون دولار، وواردات مصرية بحوالي 30 مليون دولار.

وتمثلت أهم الصادرات المصرية إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 2014، في: سيارات الركاب، والمواد العطرية، فضلاً عن العصائر والفواكه، أما فيما يتعلق بالواردات المصرية من الكونغو الديمقراطية فأهمها، مواد خام مثل أقطاب النحاس، الزنك، الأخشاب.

الأمن المائي

باعتبار جمهورية الكونغو الديمقراطية إحدى دول إقليم البحيرات العظمى التي تقع منابع النيل في أراضيها، فيمثل التنسيق والتشاور والتعاون بين مصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية بشأن مياه النيل أحد القواسم المشتركة المهمة في العلاقات فيما بينهما، وقد تبلور التعاون بين البلدين بشأن مسألة مياه النيل في العديد من المظاهر والمؤشرات.

إذ اتفقت مصر والكونغو الديمقراطية في مارس 2015 على تعزيز التعاون الفني في مجال الموارد المائية وبحث سبل تعظيم الاستفادة من الموارد المائية المتاحة لدى دولة الكونغو الديمقراطية بشكل عام وتنفيذ مشروعات الإدارة المتكاملة للموارد المائية بالأقاليم المحرومة، وتقييم ما تم إنجازه من بروتوكول التعاون الفني بين البلدين لمشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية بالكونغو الديمقراطية الموقع في 6 مارس 2012 بمنحة مصرية.

كذلك شهد لقاء وزير الموارد المائية والري مع نظيره الكونغولي في فبراير 2017 الاتفاق بين البلدين على إقامة 4 مشروعات في الكونغو الديمقراطية، بهدف تعظيم الإدارة المتكاملة للموارد المائية، أبرزها إعداد دراسة جدوى لإنشاء بنية تحتية كهرومائية وحفر 30 بئر مياه جوفية مزودة بشبكات توزيع تعمل بطلمبات لتوفير مياه الشرب في المناطق القاحلة لخدمة السكان والثروة الحيوانية، وشملت المشروعات بين الجانبين قيام مصر بإنشاء مركز للتنبؤ بالتغيرات المناخية والأمطار، يكون على صلة وثيقة بمركز التنبؤ التابع لوزارة الموارد المائية والري بالقاهرة.

كما تم الاتفاق على إقامة مزرعة مصرية نموذجية على مساحة 100 فدان قريبة من العاصمة كينشاسا لنقل الخبرات الزراعية المصرية للكوادر الكونغولية.

من جانب آخر فإن الكونغو هي إحدى أهم الدول في مجموعة الدول العشر المكونة لحوض النيل، فهي إحدى دول البحيرات العظمى التي تنطلق منها منابع النيل الأبيض، وفقا للهيئة العامة للاستعلامات.

وغالبا ما تعبر الكونغو الديمقراطية، عن تأييدها لاستمرار التشاور بين كافة دول حوض النيل للوصول إلى التوافق الأمثل للمضي قدماً في المشروعات والبرامج الكفيلة بتحقيق مصالح جميع دول الحوض، وأبدت مصر تقديرها لمساعي الكونغو الديمقراطية لإحداث توافق بين دول حوض النيل للوصول إلى اتفاق شامل يضم جميع دوله ويضمن الأمن المائي لجميع أطرافه.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة