وسط فعاليات مهرجان برلين السينمائي عام 1975، كان القدر يجمع، كمال الملاخ وعبد المنعم سعد وماري غضبان وأحمد ماهر وفوميل لبيب، حيث كان يقرأ فيه عبد المنعم سعد خبر في صحيفة فارايتي للإعلان عن قيام الاحتلال الصهيوني "إسرائيل" بالتحضير لاطلاق مهرجان سينمائي في القدس المحتلة، وهو ما أثار غضب المجموعة المجتمعة على حب السينما في برلين، هذا الغضب ما جعل الفكرة تلمع في عيون المجموعة تقرر بحث الأمر عند العودة للقاهرة لتدشين مهرجان سينمائي في القاهرة التي تحتل مكانة كبيرة في عالم السينما، لتكون بذرة تدشين المهرجان نكاية في إسرائيل وتماشيا مع خطط الرئيس الراحل محمد أنور السادات في الانفتاح على دول العالم، وذلك طبقا لمجلد مهرجان القاهرة في دورته الـ 40 الموقع باسم محب جميل.
عاد الملاخ للقاهرة وقد طالبت الجهات الرسمية والثقافية بضرورة إنشاء جمعية فنية تضم كتاب ونقاد السينما في مصر وطلب الملاخ من مفيد فوزي وعبد المنعم سعد إشهار هذه الجمعية في وزارة الشؤون الإجتماعية قبل أن يختار سعد لها مسمى، " الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما" وبالفعل تم إشهار هذه الجمعية في عام 1975، لينضم إليها العديد من الكتاب والنقاد قبل أن يتم اختيار الأديب يوسف السباعي كرئيس شرفي لها، وبدورها تطلعت الجمعية إلى الإشراف على إقامة أول مهرجان سينمائي دولي في القاهرة.
شهدت القاهرة انعقاد الدورة الأولى من مهرجان القاهرة السينمـائي الدولي بحضور رئيس وزراء مصر ممدوح سالـم في الفترة من 16 إلى 23 أغسطس 1976، وعرض في الدورة الأولى 26 فيلماً من 23 دولة في المسابقة الرسمية.
ضمت هيئة المهرجان كل من يوسف السباعي رئيساً شرفيا للمهرجان وكمال الملاخ رئيس الجمعية المصري لكتاب ونقاد السينما ومختار العقيق مدير عام المهرجان وعبد المنعم سعد سكرتير عام المهرجان، وفوميل لبيب مدير تنفيذي وأحمد ماهر المدير التنفيذي المالي وحسن أمام عمر مدير الإعلام وماري غضبان للشئون الخارجية وماجد أباظة للعلاقات العامة.
شارك في المهرجان أفلام "رياح الجنوب " من الجزائر و"المذنبون " مصر و"تطور مدينة الرياض " من السعودية و"ملك الليل " من البرازيل و"الفتاة ربنسون" من تشيكوسلوفاكيا و"لينابراك" من ألمانيا الاتحادية و"الإله يخدم العشاق" من فرنسا و"القاضي القاتل" من بريطانيا و"برج السرطان" من الهند و"أمانوش" من إيران و"قلب الكلب" من اليابان وغيرها، وحضر المهرجان كلوديا كاردينالي والمخرج ألبرتو لاتوادا من إيطاليا وراجيندرا كومار من الهند".
واكبت الصحافة العالمية هذا الحدث فقد كتبت جريدة "لوموند" الفرنسية، بتاريخ 24 أغسطس 1976، أن مهرجان القاهرة الأول ظهر في سرعة غريبة حتى سبق مهرجانات آخرى منتظر إقامتها في إسرائيل، فكان المحرك الأول لهذا المهرجان السينمائي هو المعارك الداخلية العالم الثالث، وكانت نتيجة لجنة التحكيم المكونة من رئيسها توماس كوين كيرتس ناقد نيويورك هيرالد تربيبون و9 أعضاء من شخصيات دولية أخرى من بينها المنتج السينمائي رينيه تيفينيه وعضوين هما المصري شادي عبد السالم وهاجير درويش سكرتير عام مهرجان طهران، هي فوز عماد حمدي بجائزة نفرتيتي الذهبية لأفضل ممثل عن دوره في فيلم الـمذنبون للمخرج سعيد مرزوق، وكانت عروض المهرجان المتعددة فرصة للجمهور المصري ليشاهد أفلاما لم يتدخل فيها مقص الرقابة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة