تتجه دولة غانا لانتخابات رئاسية، بها قدر كبير من التنافسية، 7 ديسمبر المقبل، ومع اشتداد السباق الرئاسي، يتبادل المتنافسون الرئيسيون الوعود بشأن قضايا البطالة وتوفير الوظائف والطرق والبنية التحتية وملف الرعاية الصحية.
ومن المقرر أن يختار الناخبون بين 13 مرشح، وفقا لما أعلنته اللجنة الوطنية للانتخابات، سبتمبر الماضى، لكن أبرزهم مرشح الحزب الوطني الحاكم محمدو بوميا ومرشح حزب المؤتمر الوطني الديمقراطي المعارض جون دراماني ماهاما، ومع احتدام المنافسة، يراهن المرشحان على وعود بمعالجة القضايا الأكثر إلحاحاً في غانا.
فقد دافع بوميا عن الإصلاحات القائمة على التكنولوجيا وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، في حين تعهد ماهاما بتنشيط الخدمات الاجتماعية والاستثمار في البنية الأساسية.
وبحسب استطلاعات منفصلة أجرتها مؤخرا مؤسسة أفروباروميتر، وجلوبال إنفو أناليتكس، والمفوضية الوطنية للتعليم المدني، حدد الغانيون خمسة مخاوف أساسية من المرجح أن تؤثر على أصواتهم، وفقا لـ"أفريكا ريبورت".
البطالة
تظل البطالة هي الشاغل الرئيسي للناخبين في غانا، حيث أظهر استطلاع أجرته مؤسسة أفروباروميتر أن 41% من المستجيبين يطالبون باتخاذ إجراءات فورية بشأن خلق فرص العمل.
وتدعم مؤسسة جلوبال إنفو أناليتكس هذا الرأي، حيث أفادت أن 68% من الذين استجابوا للاستطلاع، يعتبرون البطالة قضية رئيسية، وخاصة بين الشباب.
وقالت اللجنة الوطنية للانتخابات أن البطالة تشكل مشكلة ملحة بشكل خاص بين الناخبين الأصغر سنًا، وخاصة أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عامًا، والذين يشعرون بالإحباط بسبب محدودية فرص العمل.
وقد أدى ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب (14%) إلى إثارة السخط العام، حيث ينتقد العديد من الغانيين سياسات التوظيف الحالية التي تنتهجها الحكومة باعتبارها غير كافية.
وتروج إدارة حزب المؤتمر الوطني الجديد بقيادة بوميا لمبادرات مثل سياسة "منطقة واحدة، مصنع واحد"، إلا أن نطاقها وفعاليتها لا يزالان تحت التدقيق.
وفي الوقت نفسه، وعد ماهاما ببرامج توظيف أوسع نطاقاً، وخاصة في القطاعين الصناعي والزراعي.
البنية التحتية
وتُعد البنية الأساسية، وخاصة حالة الطرق، قضية انتخابية رئيسية أخرى.
وأكدت" أفروباروميتر" أن 38% من المستجيبين إن البنية الأساسية للطرق تشكل أولوية، بينما وجدت "جلوبال أناليتكس"، أن 28% يشعرون بالقلق إزاء الحالة العامة للبنية الأساسية في غانا.
ويطالب العديد من المواطنين بمشاريع طرق جديدة وإعادة تأهيل المشاريع القائمة، وخاصة في المناطق الريفية حيث أصبحت الطرق متهالكة تماما.
واستمر بوميا في دفع أجندة البنية التحتية لحزب المؤتمر الوطني الجديد، مؤكدًا أن المشاريع الحالية ستعزز الاتصال وتدعم النمو الاقتصادي.
وعلى النقيض من ذلك، انتقد ماهاما نهج البنية التحتية لحزب المؤتمر الوطني الجديد، مؤكدا أن إدارته ستسرع التنمية وتركز على المناطق الريفية.
وتقول كاثلين آدي رئيسة المجلس الوطني للإدارة المدنية لصحيفة أفريقيا ريبورت: "إن تحسين شبكات الطرق يمكن أن يغير بشكل كبير سبل العيش، والمرشحون قلقون بشكل خاص بشأن هذه القضية، والتي قد تؤثر على الأصوات في مناطق معينة".
الرعاية الصحية
تُعَد الرعاية الصحية من أهم الاهتمامات بالنسبة لـ 33% من المشاركين في استطلاع أفروباروميتر، بينما أدرجها 21% من المشاركين في استطلاع جلوبال إنفو أناليتكس و12.5% من المشاركين في مركز غانا للبحوث الاجتماعية ضمن أولوياتهم القصوى. وأصبحت الحاجة إلى مرافق صحية أفضل، وتوسيع نطاق تغطية نظام التأمين الصحي الوطني، والوصول إلى رعاية صحية عالية الجودة أمرًا بالغ الأهمية، خاصة بعد أن كشفت جائحة كوفيد-19 عن فجوات في النظام الصحي في غانا.
ووعدت حكومة بوميا بتوسيع البنية التحتية الصحية وتحسين الوصول إلى نظام التأمين الصحي الوطني، لكن المنتقدين يزعمون أن التقدم كان بطيئًا.
وفي الوقت نفسه، تعهد ماهاما ببناء المزيد من المستشفيات، وخاصة في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات، وقالت كاثلين آدي رئيسة المجلس الوطني للإدارة المدنية: "يريد الغانيون التأكد من أن نظام الرعاية الصحية الخاص بهم لن يخذلهم في أوقات الحاجة".
التعليم
التعليم قضية حاسمة، حيث أعطاه 28% من المشاركين في استطلاع أفروباروميتر الأولوية، وهو يشكل مصدر قلق دائم، حيث يحتل المرتبة الأعلى بنسبة 18.3% في استطلاع مركز غانا للبحوث الاجتماعية، وتشمل مجالات التركيز الرئيسية برنامج المدارس الثانوية المجانية والحاجة إلى توسيع البنية التحتية التعليمية، مثل المدارس.
وفي حين أشاد بوميا بمبادرة المدارس الثانوية المجانية باعتبارها واحدة من السياسات الرائدة لحزب التقدم الوطني، يزعم ماهاما أن التنفيذ كان معيبًا، مع وجود قضايا تتعلق بالاكتظاظ وعدم كفاية الموارد.
واقترح الحزب الوطني الديمقراطي الذي يمثله جون دراماني ماهاما، إصلاحات لتحسين جودة البرنامج والبنية الأساسية.
ويحرص كلا المرشحين على تأمين أصوات الآباء الشباب الذين يرون في التعليم طريقًا للخروج من الفقر، وتقول كاثلين آدي: "التعليم أولوية غير قابلة للتفاوض بالنسبة للغانيين، وخاصة للآباء الذين يتطلعون إلى المستقبل".
الملف الاقتصادي
ولعل القضية الأكثر إثارة للجدل هي الاقتصاد، حيث أفادت شركة جلوبال إنفو أناليتكس أن 74% من الغانيين يشعرون بعدم الرضا، في حين أشار 25% من المشاركين في استطلاع أفروباروميتر إلى سوء الإدارة الاقتصادية.
ومع عدم استقرار العملة المحلية، وارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع معدلات البطالة، يشعر العديد من الغانيين بضائقة مالية، ومناخ اقتصادي صعب.
إذ انخفضت قيمة السيدي بنسبة 3.95% مقابل الدولار في أكتوبر، لتبلغ ذروتها بانخفاض بلغ نحو 29% منذ بداية العام.
وبالنسبة للمستوردين وتجار التجزئة في غانا، أدى انخفاض قيمة السيدي إلى زيادات حادة في تكلفة السلع، وخاصة مع اقتراب موسم الأعياد.
وتُظهِر الاستطلاعات أن أكثر من 80% من الغانيين يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ اقتصاديًا، بينما أعرب 15% فقط عن تفاؤلهم.
وتسعى حملة بوميا إلى تعزيز الجهود الرامية إلى استقرار العملة، في حين يعد ماهاما بإصلاحات مالية واسعة النطاق لتخفيف العبء عن المواطنين من ارتفاع تكاليف المعيشة. ويشير تقرير المجلس الوطني للاستدامة الاقتصادية إلى أن النساء، على وجه الخصوص، يشعرن بالإحباط إزاء التضخم وارتفاع الأسعار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة