خالد دومة يكتب: رواية الراعية "1"

الإثنين، 11 نوفمبر 2024 04:00 م
خالد دومة يكتب: رواية الراعية "1" خالد دومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كانت ذات جسد نحيل سمراء، في عينيها بريق جذاب، جبهتها تعطي شعور بالراحة والسكينة، ذراعاها وساقاها دقيقتان قويتان، شعرها الأشعث يبدو عليه النفور، عندما توقظها أمها من نومها في الصباح الباكر، تتحول ملامحها الطفولية إلى تجاعيد تعلو وجهها، وكأن لها أنياب، تريد أن تفترس بهما أحد، ترفع يديها في عنف، تكرر كلمات لا معنى لها، ولكنها تنم عن ضيق شديد، تمسكها أمها من يديها، وتذهب بها إلى خارج المنزل، في الهواء حيث لفحتها التي تفيقها، تصب لها الماء، لتغسل وجهها، تسكبه بكثرة، تنشف وجهها في طرف ثيابها القديمة، التي ترتديها، تقف نصف نائمة، ونصف يقظة، تفتح عينيها الضيقتين بصعوبة، تمسك أمها بشعرها، وتحاول أن تلم شعثه، وتربطه برباط، وتناولها الصرة، التي تحتوي على طعام أبيها وأخوتها، تصف لها الطريق، وتؤكد عليها، حتى لا تضل، تقلب سحنتها في وجه أمها، وتأخذ ما ناولتها إياه، وتمضي تطوي الأرض بحذائها المهترئ،  تعفر الجو من خلفها، وتفسد الهواء، الطريق ممتد، بجوار الترعة، وزراعات، وربما أفزعها كلب في الطريق، فتقف طويلا، تنتظر رجلا كبيرا تحتمي به، من نباح الكلب، ثم تكمل المسير، نحو مستقبلها، التي تراه مخيفا مفزعا.

في ذهابها تعودت أن تضرب الأحجار الصغيرة بقدميها النحيلتين، ضربا قويا، كأنما كانت تضرب حظها العاثر، تلقي به في المياه، كانت خطوات قدميها الصغيرتين، تشعرها بأن الطريق طويل، لا نهاية له، وكلما قطعت شوطا عظيما من الطريق، بدا لها الأمر، وقد اقترب، فإذا بها تدرك أن الطريق لا يزال طويلا، وأن هدف الوصول لايزال بعيدا، وكل يوم يطول، فرعاية الأغنام تحتاج إلى صبر، وطولة بال كبيرة، ولا مكان محدد، فأنت دائما في ترحال.

كانت في بعض الأيام الأولى من خروجها، تنطلق في اليوم التالي إلى نفس المكان، فإذا بها تضل، ويأتي أخاها، ليمشي بها ميلا آخر، أو ميلين، اعتادت أن كل يوم أشق مما قبله، كان ما تفعله هو صورة مصغرة لمستقبلها، وكلما فكرت في الأمل، تصاب بإحباط شديد، وحزن لا ينتهي، وصرخت وهي وحيدة في وجهه الحياة أكثر من مرة، وعندما كانت تصرخ، تتأكد أولا، أن لا أحد يستطيع أن يسمعها، وأنهم على مسافة كافية، بحيث لو صرخت، لا يسمعها أي إنسان أو جن، مهما كان، ورغم ما تعانيه من طول الطريق، فهو أهون مما تجده عند الوصول، في لم الحطب، وإعداد النار، لتصنع لأبيها وأخيها الشاي، فهي تتناول الحطب وتجمعه من البرية، لو قابلتها قطعة خشب في الطريق، تصلح لهذا الغرض التقطتها، وحملتها معها، لاتزال في طريقها تضرب الحصى الصغير بقدميها، تلقي به في ماء الترعة.

عندما وصلت لمكان أمس، نسيت ما قالته لها أمها، فقد كانت شبه نائمة، جلست على حافة الترعة، تنتظر أن يأتي أخوها، إذا تأخرت، أن يقابها في الطريق، حتى لا تضل، فهي رغم ذلك لا تزال صغيرة، لم تتجاوز السابعة، جلست وضعت صرة الطعام بجانبها، وجمعت بعض الحصا، وأخذت تلقي بها في الماء، إن رؤية الدوائر، التي يحدثها الطوب، حين يسقط في الماء، تمتعها إن الدائرة تبدأ بنقطة صغيرة، على صفحة الماء، ثم هي تتسع وتتسع، حتى تصل إلى نهايتها، إلى الحواف، إنها تنتحر في نهاية الأمر من المساحة، التي تحيط بها، إنها كانت تحرر آلاف النقط الصغيرة، تحرر قدر ما تستطيع، دون الشعور بملل، كان ذلك يسبب لها متعة غريبة، ودت لو صارت نقطة، لتتحرر هي الأخرى، مما يحيط بها ودت لو وجدت من يقوم بذلك، إنها مازالت صغيرة، ولن تتحرر إلا عندما تكبر، فمتى تكبر، إن الأيام تمر بصعوبة، فما بالك شهور وسنوات، متى تنتهي، إنها تنظر في صورتها عبر الماء، تبتسم لنفسها، ولكنها تشعر بأن الابتسامة صفراء بليدة، لا معنى لها، كلها تكلف ابتسامة مريضة، إن نصيبها من الجمال صغير أيضا، ولا أمل في أن يتغير، أو يزداد، فكلنا لنا نصيب ضئيل منه، نقطن بعيد عن أهل القرية في مكان منعزل عن الناس، ولا نصيب لنا من معرفتهم، أو تجارب اختلاط، تكشف لنا عن نواياهم، الفضاء الذي يحيط ببيتنا ينبع من داخلنا، لا تجارب، ولا شيء سوى الفضاء، الهواء الفارغ، الصقيع في الشتاء، والحرور في الصيف، لا شيء سوى العمل، لا طفولة، ولا شباب، ولا حتى شيخوخة بيننا، ولا شعور بإنسانية تنقذنا مما نحن فيه، من خواء، من اللا معنى.

بعد دقائق كان أخوها، يعدو في الطريق بحثا عنها، يقابلها حتى لا تضل، رآها جالسة على حافة الترعة، تلقي بأحجارها، وتتملى تلك الدوائر، سحبها من يدها، وانطلق حيث القطيع، وأبيها المنتظر، أخذ ما بيدها، وفك الصرة، أخرج سلطانية الجبن والمش، وخبز البتاو المصنوع من الذرة، أشار لها بأن تجمع الحطب من الأرض، ليشعل النار لعمل الشاي، جمعت القليل منه، صوت أخيها يعلو عليها، يرشدها لجمع الحطب كبير الحجم الجاف، عادت تبحث وتنقب في الأرض، تجمع الحطب، كانت تبكي، صوت أخيها أربكها، عينياها المغرورقتان في الدموع، لا تجعلها ترى جيدا، ولكنها تحاول، الخوف يتملكها، من أن تمتد يده عليها في المرة القادمة، لم تعتد على الضرب منه بعد، تقول في نفسها، أرجو فقط، ألا يغضب أبي، فضربه قاسي، ها هي قطعة خشب كبيرة، حملتها إلى أخيها، أخذها بصمت، ناولني العدة لأغسلها، وجركن لأملئه، أشار إلي، حوض مياه بالقرب منا.

ذهبت أحملها على رأسي الصغير، وفي يدي الجركن، يحيط بالحوض كثير من الصبايا، يغسلن أوعيتهن وملابسهن، ومنهن من تحمل حصيرة، نصف ساقها في الماء، ينهمكن في عملهن، ابتسمت لي أحداهن، ثم أشارت لي بالجلوس بجوارها، أخذت مني السخان والبراد، والكوبين الصغيرين وغسلتها جيدا بالتراب، ملأت لي الجركن، ودون أي كلام ابتسمت وودعتني، ابستمت لها، أحببتتها دون أن أعرفها، لم أسألها عن اسمها، وهل تعرفني، كنت أصغر من أن يلهمني عقلي، على سؤالها، نظر إلي أخي مندهشا لنظافة العدة، بهذا الشكل قلت له عن تلك السيدة، التي أخذتها مني، وقامت بعمل ما يجب، أبي وأخي يتناولان الطعام "هل أعود إلى البيت؟".
وضعت قليلا من الحطب على النار، وراقبت الشاي، حملت بقايا الطعام المتبقي منهما، في الصرة وانصرفت، غيرت ملابسي، وحملت حقيبتي، وانطلقت أعدو إلى المدرسة، تأخرت قليلا، فتحت يدي، ونلت عصاتين لتأخري، كان هذا المدرس الأصلع، يقف دائما أمام المدرسة، ليحتجز المتأخرين، ليطيح فيهم ضربا وشتما وسبا، كان يفعل ذلك بنشوة غريبة، ربما تطاول بالقدم، بعد أن يسقط عصاه، على ظهورنا يلهبها، كنا نراه، فيقع في قلوبنا الفزع، كنت إذا ذكر الشيطان، لم يتطرق ذهني إلى صورة، أبشع من هذا المدرس الأصلع، وفكيه البارزين، ولسانه الذي لا يكف عن السب، لآبائنا وأسلافنا، واليوم النحس الذي جئنا فيه إلى الدينا، وحظنا الأغبر، الذي جعلنا نولد في عصر هذا الأستاذ.

رأيت الكثير ممن يقدموننا في الفصول الدراسية، يتسلق السور هربا من هذا الشيطان، وكلنا نمتلئ بالرعب، كلما تذكرنا أننا في يوم ما سوف نكون في إحدى الفصول، الذي يقف عليها، دخلت المدرسة، ووقفت في نهاية الطابور، فالطابور يبدأ بالبنين، وينتهي بالبنات، وكنت آخرهم، فكل فصل يقف صفين، وإذا انتهى الطابور، تعلق كل اثنين بيد الآخر، وتبدأ الطبلة تدق، ويسير الطلاب في انتظام، كانت الفتيات تتجنب الوقوف بجواري، لا أدري لماذا؟ ولكني كنت أضطر للعودة دائما إلى نهاية الصف.

كانت حقيبتي من القماش، تدس لي أمي فيها قطعة من الخبز، وقطعة جبن، في كيس صغير، لم يكن لي مصروف يومي، إنما أكتفي بما وضعته أمي لي، أجلس بمفردي، في مكان منعزل، نادرا ما يتغير، أفترش الأرض، وأخرج طعامي، وأتناوله وزجاجة الماء، يبدو عليها أن مكانها الصحيح سلة المهملات، ولكني اعتدت على ذلك، حتى جلوسي في الفصل، كان في آخر صف البنات، كأن ليس لي حق، في شيء، كأني جئت إلى الدنيا بالرغم عن الجميع، فهم يعاملونني بأني مفروضة عليهم، وأن هذه المعاملة طبيعية بالنسبة لأمثالي، حتى المدرسين لم ألقى منهم سوى النفور، لم أكن أحتمل أن أدفع فلوس درس، فلو فاتحت أبي في ذلك، لأمرني بالخروج من المدرسة، والحقيقة أنني ألقى كل النفور والجفاء منها، لكنها أرحم من أن أسخر نفسي للعمل طوال اليوم.

كانت المدرسة فرار من الشقاء الأكبر، إلى الشقاء المحتمل، هم أخف وطأة، من هم، كنت أتمسك بهذه الساعات، من عمري، رغم قسوة ما ألقاه من معاملة جافة من الجميع، ولكنه لا شيء، أما قسوة أبي، والرحلة التي لا تنتهي وراء القطيع، صيفا وشتاء، في الربيع والخريف، فكانت أيام الإجازات أشدها عملا وتعبا، كنت أرى الفرحة بادية على الجميع، كانت وجوههم تتلألأ في يوم الخميس، فغدا الجمعة، أجازة الكل يذهب في يوم الخميس، يلقي بحقيبته على الأرض مغتبطا، فلا مدرسة غدا، يلهو ويلعب وينطلق، كانت بالنسبة لي دوام كامل، عمل بلا راحة، أنسى فيه طفولتي، وصغر سني، وأشعر فيه بأني امرأة عجوز، تخطت المئة عام، تجري على بنيها وأحفادها، كنت على الضد من أقراني في هذا اليوم، هم يوقظون الطفولة فيهم، يخرجونها إلى الحياة، لعبا وركلا وجريا وضحكا، لا يفترون، ولا يعرفون السكون، إنما هي حركة أجسادهم المستمرة، اهتزازاتهم في كل لحظة، إنهم لا يضيعون لحظة من وقتهم، إلا في الحركة واللعب، أما أنا فكنت على الضد، أقف أمام شيخوختي، امرأة مسنة، أنهكتها سنوات الشقاء، خطواتي محددة، خلف سرب من قطيع الغنم، بيدي عصا أهش بها عليهم، إن ضلت واحدة، أو تمردت أخرى، كانت طفولتي تغتال مني، لم تكن تشاركني آلامي، سوى هذه العروسة، التي صنعتها لي أمي من بعض ما يتناثر هنا وهناك من القماش.

صنعتها لي أمي وسهرت عليها ليالي، وهي تخيطها، الجذع والأطراف، القدمين ثم الرأس، خطت بقلم الكحل، التي استعارته من سلفتها، عينين وأنف وفم، لم تكن ملامحها جميلة، وبعد أيام، كنت أراها أجمل شيء، قابلته في حياتي، عندما قلت لأمي، أنني أخاف من الوحدة، فإن أبي وأخي يتركانني وقتا طويلا، لبعض أشغالهم، فيتسلل الخوف إلى قلبي، ولم يؤنسني أي شيء، ربما تحدثت مع الأغنام، ولكنها تنشغل عني بالبحث عن الكلأ، فصنعت لي تلك العروسة، لتؤنسني، في وحدتي، كانت تلازمني لسنوات طوال، فهي أول ما أضعه، في سرة الطعام، أستعجلني أبي يوما، فلم أستطيع أن أحملها معي، وبعد أن تركني وأخي بكيت كثيرا، فقد اشتقت إليها، كدت أموت من فرط شغفي بها، عندما رآني أبي وأخي، ظنا أن أحدا ضربني، فعيناي كانتا عليها أثر البكاء، قلت لهم إنني تعثرت في حجر، كان يوما طويلا، وعند الغروب عدنا إلى البيت، هرولت نحوه، بحثت عن عروستي، احتضنتها واندهشت أمي عندما احتضنتها بهذا الشكل، وعلى وجهي فرحة مختلطة بحزن غريب، لكنها فرحت، فلم أعد أشكو منذ رافقتني عروستي، وشاركتني رحلة العمل والشقاء، فقد وجدت فيها السلوى والرفيق، الذي كنت أفتقده، صارت بالنسبة لي كل شيء، بل الحياة نفسها، لم أكن أتصور الحياة دونها، فهي تلازمني، حتى حين أنام، لا بد أن أعد لها نومتها بجواري، بجوار الحائط، حتى لا يزعجها في نومتها أحد من أخوتي، بأن يضع قدميه عليها، أو يركلها، أو يبعد عنها الغطاء، فتبرد كنت أعد لها كل شيء، تريده دون أن تقوله، أو تطلبه، كنت أحس بما تريد، فأفعله بغبطة وفرحة شديدة، أنني أفهمها دون أن تتكلم، ولكني ثرثارة، أتكلم كثيرا وأبوح لها، بكل أسراري، إنها لم تتذمر مني، كان قلبها يتسع لي دائما، غضبت مرة فألقيت بها بعيدا، وبعد أن هدأت مشيت إليها معتذرة، لم تغضب مني، سامحتني على الفور، لم تغادر شفتيها الابتسامة، منذ أن عرفتها وأعطتني أمي إياها، كم أحببتها، لم تصطحبني إلى المدرسة إلا قليل، كنت أخاف عليها، أن يسرقها أحد، فقد كانت مطمع، كنز كبير أخشى عليه الضياع، وعندما أعود من المدرسة، أجدها في انتظاري، أدخلتها أمي في سرة الطعام، وعلى أهبة الاستعداد للانطلاق سويا إلى عملي اليومي.

خففت عني كثيرا من أرق العمل، فقد كنت أنجزه في سرعة، كي أتفرغ لها، نجلس سويا نلعب معا، نتكلم ونتكلم، حتى ينتهي اليوم على خير ما يرام، كانت هناك أيام متعبة، كانت تكفكف عني، وتشد من أزري، صنعت لها فساتين، وكنت أمشط شعرها الفضي، وأقبلها في الصباح أول ما تتفتح عيني على الدنيا، صباح الخير عروستي العزيزة، وأقبلها في المساء وأحكي لها حكاية، إلى أن نغط في نوم عميق، كنت أجلس بالساعات وحدي، حيث لا شيء، سوى أنا وعروستي، التي لم تفارقني أبدا، عشنا تلك الأيام بحلوها ومرها، مرت علينا لحظات فرح وألم، لحظات كدنا نموت فيها من الخوف والرعب، ولحظات سعادة، لم يشاركنا فيها أحد، سوى السراب المحيط بنا، والصمت والأرض الفارغة، من كل شيء، ربما انتعشت بعض أيامنا بصوت الرياح في الشتاء، أو زمهرير الصيف الحار، ولكننا كنا نعالج الأمر، ففي الشتاء نجمع الحطب، ونشعل نار للتدفئة، نلتف حولها، ونتحدث عن أي شيء، يخطر ببالي، وفي الصيف نبترد بالماء، حين نمر على ترعة، أو مكنة ري تروينا، معا قطعنا خلف القطيع آلاف الأميال، مشيا على قدمي، وأنا أحمل عروستي وطعامي، في تلك السرة، التي قلما تتغير، أصبحت جزء مني هي الأخرى، وعصاي كم لفحت وجوهنا البريئة الحرارة الشديدة، وسقطت فوق رؤوسنا الأمطار، ونحن لم نتوقف، لم نأخذ هدنة، أو وقت استراحة، نمشي في طريق، لا نهاية له، ولم نكن نأمل في الوصول إلى نهاية الطريق، في بداية الأمر، كنت أشتاق إلى نهاية كل طريق، كأنما هو الخلاص، وإنه الطريق الأخير، حتى أستريح أو آخذ هدنة هناك، وكأنني علمت بالتجربة والتكرار، إنها أوهام، كانت تصيبني، وأنها لا نهاية لطريق، أو خلف كل طريق، طريق أطول منه، وربما أقسى منه، فاعتدت أن لا أستعجل الأمور، ولا أنظر إلى الأمام، وإنه يوما ما، سوف نصل،  لنبدأ من جديد، فما الفرق بين طريق، وآخر، طالما أنها لا تؤدي إلى شيء، ما بين القلم والعصا، المدرسة ورعي الأغنام، كانت سنوات عمري الأولى في هذه الدنيا، دنيتي الصغيرة، عالمي الذي لا يتعدى حدود المكانين، في الصباح المدرسة، وفي المساء الأغنام، أو العكس، إن كانت أيام المدرسة في المساء، ففي الصباح أغنام، تأرجحت حياتي بينهما، تعلمت من المدرستين، وخطت بأخبارها على صفحات الحياة، رسمت هيكلي وجسدي، كما رسمت أعماقي وأثرت في مسيرة أيامي كلها، تكونت منها شخصيتي، وقعت الأيام باسمها على كل قطعة من جسدي وروحي، سنوات عشر مضت، قبل أن أنضج وأعرفني على حقيقتي، من أنا؟ ولماذا جئت إلى الحياة؟ وما الدور الذي أقوم به؟ وألعبه في حياتي؟ وما كان من أثر في حياة الأخرين.


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة