تعد اللغة العربية أحد أبرز اللغات العالمية، ويتكلم بها أكثر من 400 مليون نسمة حول العالم، وتعتبر أحد أهم أركان التنوع الثقافى، ولغة القرآن الكريم، ومع انطلاق مبادرة "اتكلم عربي" نجد أن هناك العديد من الأعمال الإبداعية المميزة التي تحدثت عن أهمية اللغة العربية في مختلف العصور والأزمنة.
وحسب ما جاء في كتاب اللغة العربية في عصر العولمة تأليف الدكتور أحمد بن محمد الضبيب: إن كل لغة تتعرض للاحتكاك باللغات الأخرى هي لغة مرشحة للتحدي، ذلك أن الاحتكاك الحضاري يستتبع احتكاكاً لغوياً في الغالب بين اللغة الأصلية واللغة الوافدة، عندما كان العرب يعيشون منعزلين نسبياً في جزيرتهم العربية لم تكن لغتهم تتعرض للاحتكاك بالدرجة التي تؤثر فيها تأثيراً عميقاً، ولذلك اقتصرت التأثيرات الأجنبية فيها على بعض الألفاظ التي أفادها التجار أو الشعراء من البلدان المجاورة، والمتعلقة في الغالب بأسماء الأدوات أو النباتات التي لم يكن للعرب بها عهد في جزيرتهم.
لكن بعد أن انتتشر العرب في بلاد الله الواسعة، بفعل الفتوحات، واستقروا في الأمصار الإسلامية التي دانت بالإسلام أخذت التحديات تواجه العربية بفعل احتكاكها بلغات البلاد المنتوحة، ومع أن اللغة العربية في ذلك الوقت كانت هي التي تكسب الجولات المختلفة، فتنتتصر على تلك اللغات في بلدانها، وتحول أبناءها إلى الثقافة العربية واللغة العربية كما حدث في فارس ومصر على سبيل المثال، إلا أن تأثير هذه اللغات الأجنبية عليها كان واضحاً بالدرجة التي جعلت المخلصين من علمائنا القدماء يبادرون إلى جمع اللغة من أفواه العرب الأصلاء، ويضعون القواعد النحوية من أجل تفادي اللحن.
أما في العصر الحاضر فإن اللغة العربية تواجه بتحديات شرسة من قبل قوى العولة المختلفة، المتمثلة في المصالح المادية الناجمة عن الاتصال بالأجنبي، والتأثير الإعلامي القائم على الصخب والضجيج والتبشير باللغة الإنجليزية على أنها اللغة العالمية التي هي لغة البشر.
والواقع أن الادعاء بأن اللغة الإنجليزية لغة عالمية ادعاء ليس له نصيب من الصحة عندما يوضع على محك البحث العلمي، ونحن هنا لا نلقي الكلام على عواهنه، وإما نفيد من بحث سامويل هنتجتون في كتابه "صدام الحضارات" الذي أثبت فيه أن القول بعالمية اللغة الإتجليزية ماهو إلاوهم كبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة