سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على استعدادات الإسرائيليين لإحياء الذكرى السنوية الأولى للهجمات التي شنتها حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023 ، والتي تحل يوم غد الاثنين، قائلة إن الخوف وعدم اليقين يخيميان على تلك الاستعدادات، وإن الإسرائيليين سيدخلون أسبوعًا مشحونًا للغاية من المتوقع أن يكون مليئًا بالحزن وبالقتال كذلك.
وذكرت الصحيفة، في تقرير اليوم الأحد، أن هجوم السابع من أكتوبر دفع إسرائيل إلى شن حرب مدمرة ضد حماس في غزة، وهو الصراع الذي اتسعت رقعته منذ ذلك الحين إلى جبهات إضافية واجتذب حلفاء الحركة المدعومين من إيران ، ومع الوضع الأمني المحفوف بالمخاطر، أضافت القيود المتغيرة بسرعة على التجمعات العامة في إسرائيل غيومًا من عدم اليقين إلى الألم المحيط بفعاليات تأبين قتلى الهجوم الذي زج بالشرق الأوسط في حالة من الاضطراب.
وأضافت أن إسرائيل منخرطة في الوقت نفسه في هجمات برية وجوية ضد حزب الله في لبنان، ومرة أخرى ضد حماس في شمال غزة، بعد خمسة أشهر من مغادرة قواتها للمنطقة ، كما تدرس توجيه ضربة انتقامية ضد إيران، التي تدعم كلتا المجموعتين، بعد أن أطلقت طهران حوالي 180 صاروخًا على إسرائيل الأسبوع الماضي ، وهو تصعيد يهدد بالتحول إلى حرب بين القوتين تبتلع المنطقة.
وبحسب الصحيفة، أدى احتدام القتال والتوترات المتصاعدة بالفعل إلى تقليص حدث كبير كان مقررًا يوم الاثنين، وهو تجمع تأبيني في إحدى حدائق تل أبيب نظمته عائلات قتلى7 أكتوبر والمحتجزين الذين ما زالوا في غزة، فعندما تم فتح التسجيل عبر الإنترنت للحدث في الشهر الماضي، تم حجز الأماكن المتاحة البالغ عددها 40 ألف في غضون ساعات، ولكن مع قيام قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بتقييد التجمعات الخارجية إلى 2000 شخص في وسط البلاد، أعلن المنظمون أن الحدث سيقام بدون جمهور كبير وسيتم بثه مباشرة بدلًا من ذلك، ولن يحضره شخصيًا سوى المدعوين من أفراد عائلات القتلى والمحتجزين.
وبعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخين أرض - أرض أُطلقا من لبنان صباح أمس الأحد، تساءل بعض الإسرائيليين عن الحكمة من السماح بأي تجمعات عامة كبيرة، فقد أدى الصاروخان إلى انطلاق صافرات الإنذار في المدن الإسرائيلية حتى 80.4 كيلومترا جنوب الحدود اللبنانية ، وأظهرا أن حزب الله لا يزال يشكل تهديدًا كبيرًا على الرغم من الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قيادته وترسانته.
وأشار التقرير إلى أنه نظرًا لما أعقب هجوم السابع من أكتوبر من فوضى وحرب، لم تقم إسرائيل بعد يوم حداد وطني على أرواح من قضوا نتيجة الهجوم البالغ عددهم 1200 شخص معظمهم من المدنيين، وفقاً للسلطات الإسرائيلية ، وفي غزة، قُتل أكثر من 41 ألف فلسطيني في القتال اللاحق، كثير منهم من المدنيين، وفقاً لمسؤولي الصحة المحليين.
ويتعامل العديد من الإسرائيليين مع الذكرى السنوية بمزيج من الرعب والخوف والغضب تجاه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، الذي رفض أن يتحمل المسؤولية شخصيًا عن الإخفاقات العسكرية والسياسية التي ساهمت في كارثة السابع من أكتوبر.
وقال ياريف موزر، صانع الأفلام الإسرائيلي الذي أخرج فيلماً وثائقياً جديداً بعنوان "سنرقص مرة أخرى"، الذي يعيد تجسيد هجوم السابع من أكتوبر من وجهات نظر الحاضرين في مهرجان نوفا الموسيقي، إن حالة الترقب المحيطة بالهجوم الإسرائيلي المتوقع على إيران تعوق القدرة على الحداد.
وأضاف موزر للصحيفة "إذا قرر نتنياهو مهاجمة إيران غدًا أو بعد غد، فإن هذا لا يعطي هذا البلد، أو نحن الشعب، الوقت للحزن ، فما زال لدى العديد من الإسرائيليين الكثير من الأسئلة حول ما حدث لهم في السابع من أكتوبر، ويحملون الحكومة الكثير من اللوم.
وقال "إن أجندة الحكومة والقتال المتصاعد يمثلان إلهاء عن الحداد الجماعي، وأن ذلك يبعدنا عن أهدافنا الأساسية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة