إن انتصار أكتوبر المجيد ليس مجرد ذكرى نحتفل بها، بل هو شاهد حي على عظمة شعب وقوة جيش لا تُقهر. في السادس من أكتوبر 1973، زلزلنا الأرض تحت أقدام العدو، وأثبتنا للعالم أجمع أن إرادة المصريين أقوى من أي سلاح.
لنتذكر بفخر واعتزاز كيف حطم جيشنا الباسل خط بارليف الحصين في ساعات معدودة، مُسجلاً ملحمة عسكرية ستظل تُدرس في أكاديميات العالم لسنوات قادمة. هذا الجيش العظيم، درع الوطن وسيفه، لا يزال اليوم حصناً منيعاً يحمي أرضنا وشعبنا بكل كفاءة واقتدار.
ففي كل عام، حين تهل علينا ذكرى انتصار أكتوبر المجيد، تخفق القلوب بمشاعر الفخر والاعتزاز، وتنحني الرؤوس إجلالاً وإكباراً لأرواح الشهداء الأبرار. هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، ليرسموا بدمائهم الزكية خريطة العزة والكرامة لمصرنا الحبيبة.
لنقف جميعاً لحظة صمت، نستحضر فيها صور أولئك الشهداء الأبطال. أمهات فقدن فلذات أكبادهن، وآباء ودعوا أبناءهم بدموع الفخر والحزن، وأطفال كبروا يحملون صور آبائهم في قلوبهم قبل جيوبهم. هؤلاء جميعاً قدموا أغلى ما يملكون من أجل أن نعيش نحن في حرية وكرامة.
إن ملحمة أكتوبر لم تكن مجرد نصر عسكري، بل كانت ولادة جديدة لأمة بأكملها. في تلك اللحظات الفارقة، تجلى المعدن الأصيل للشعب المصري، متحداً خلف جيشه الباسل، مؤمناً بقدرته على تحقيق المستحيل.
وها نحن اليوم، نقف على أعتاب مستقبل واعد، نستلهم من روح أكتوبر العزيمة والإصرار. فكل إنجاز نحققه، وكل تحدٍ نتغلب عليه، هو امتداد لانتصار أكتوبر وتكريم لتضحيات شهدائنا الأبرار.
لكن، وفي خضم احتفالنا بهذه الذكرى العطرة، تتعالى أصوات النشاز، محاولةً النيل من جيشنا الوطني وزعزعة الثقة بينه وبين شعبه. إنها محاولات بائسة تتجاهل حقيقة أن الجيش المصري هو نبض الشعب وقلبه النابض.
علينا أن نتذكر دائماً أن كل جندي في جيشنا الباسل هو ابن من أبناء هذا الوطن، يحمل في قلبه حب مصر وفي عروقه دماء الفداء والتضحية. كل ضابط وجندي هو أخ أو ابن أو أب لكل مصري، يسهر الليالي حامياً حدود الوطن وساهراً على أمنه واستقراره.
ان مسئوليتنا جميعا اليوم أن :
- نحيي ذكرى الشهداء في كل منزل: لنجعل من بيوتنا متاحف صغيرة تحكي قصص البطولة والفداء، نعلم فيها أبناءنا معنى التضحية من أجل الوطن.
- نروي قصص البطولة للأجيال الجديدة : لنجلس مع أبنائنا وأحفادنا، نحكي لهم عن أمجاد أكتوبر، ونغرس فيهم حب الوطن والاستعداد للدفاع عنه.
- نعزز التواصل بين الجيش والشعب: عبر المشاركة في الفعاليات الوطنية التي تجمعنا بجيشنا، ولنفتح قلوبنا وبيوتنا لأبنائنا الجنود، نشد من أزرهم ونؤكد لهم دعمنا.
- نكون حصناً منيعاً ضد الشائعات: ويتأتي ذلك نتسلح بالوعي والمعرفة، ونكون خط الدفاع الأول ضد كل من يحاول النيل من وحدتنا الوطنية.
- نجدد العهد مع شهدائنا: في كل صباح، دعونا نتذكر أن الحرية التي ننعم بها هي ثمرة تضحياتهم، ولنعاهدهم على مواصلة المسيرة والحفاظ على مكتسبات الوطن.
إن الثقة بين الجيش والشعب ليست مجرد شعار نرفعه، بل هي عهد مقدس نجدده كل يوم بأفعالنا وتضحياتنا. من سيناء إلى مطروح ، ومن الإسكندرية إلى حلايب وشلاتين ، يقف الجيش المصري درعاً واقياً وسيفاً بتاراً، يحمي الوطن ويصون مقدراته.
إن قوة مصر لا تكمن فقط في عتادها العسكري، بل في وحدة شعبها وتلاحمه مع جيشه. فكما توحدنا خلف قواتنا المسلحة في أكتوبر 73، علينا اليوم أن نقف صفاً واحداً في مواجهة التحديات المعاصرة. فالإرهاب الذي يحاول النيل من أمننا، والتحديات الاقتصادية التي نواجهها، وحجم التداعيات الدولية ومحاولة النيل من وطنكم ، كلها معارك نخوضها بنفس روح أكتوبر المجيدة.
لنكن حذرين ويقظين في وجه الشائعات الكاذبة التي تحاول النيل من جيشنا العظيم. إن أعداء الوطن لا يتوانون عن بث الأكاذيب والافتراءات، محاولين زعزعة ثقتنا في مؤسساتنا الوطنية. لكن وعينا وإدراكنا لقيمة جيشنا وإنجازاته أقوى من أي شائعة. فلنقف صفاً واحداً ضد هذه المحاولات الخبيثة، ولنرد عليها بالمزيد من الالتفاف حول جيشنا والثقة في قدراته. فكما كانت وحدتنا سر النصر في أكتوبر، فهي اليوم حصننا المنيع ضد كل من يحاول النيل من وطننا الغالي.
لنعاهد أنفسنا على أن نكون جديرين بتضحيات شهدائنا وبطولات جيشنا. فلنعمل بجد، ولنبنِ، ولنتطور، ولنثبت للعالم أجمع أن مصر، بشعبها وجيشها، قوة لا تُقهر بالأمس واليوم وغداً. ولنكن دروعاً بشرية في وجه كل من يحاول تشويه صورة جيشنا أو التشكيك في قدراته.
ارفعوا رؤوسكم عالياً، فأنتم أبناء أمة عريقة صنعت التاريخ وما زالت تصنعه. ثقوا في قدراتكم، وفي قوة جيشكم الذي لم ولن يخذلكم أبداً. فمن نصر أكتوبر إلى إنجازات اليوم، ومن حماية الحدود إلى بناء المدن الجديدة، يظل جيش مصر العظيم رمزاً للقوة والكفاءة والوطنية الصادقة.
تحيا مصر
ويحيا جيشها العظيم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة