أحمد التايب

رد إسرائيل على إيران.. هل انتهت لعبة الانتقام المتبادل؟

السبت، 26 أكتوبر 2024 02:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لاشك أن الرد الإسرائيلي على ايران يأتى فى سياق التنافس بين المشروعين الإسرائيلي والايرانى بالمنطقة، والسعى نحو السيطرة والنفوذ مع اختلاف الأدوات والوسائل لكلا الدولتين، لذلك، فإن معادلة الحسابات والنفوذ هى من تتحكم فى ضبط التصعيد وهو ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية، وظهر جليا فى نجاحها  بالتنسيق ووضع الخطوط العريضة، رغم أن نتنياهو كان لديه رغبة كبيرة فى توجيه ضربة كبيرة للمشروع النووى الإيرانى، لكن انتهى الأمر بتنفيذ ما تريده واشنطن.

وظنى، أنه قد انتهى الرد فى إطار تحديث لعبة الانتقام المتبادل، خاصة أن تقارير إعلامية محسوبة على أجهزة استخباراتية تتحدث عن إبلاغ إيران بالرد وبالأهداف، وإرسال رسائل تحذيرية لا أكثر.

لكن فى الإعلام ما زال هناك إصرار على استكمال لعبة الانتقام المتبادل، فاسرائيل تسعى إلى التضخيم والتهويل لاقناع الداخل الإسرائيلي، وتحقيق سياسة الردع والتوازن الاستراتيجي، أما إيران  تتبع سياسة التعتيم وتقلل من قيمة الرد، والحديث أنه لم يتم اختراق الأجواء الإيرانية، وأن منظومة الدفاع أسقطت كل المسيرات والصواريخ، ما يعنى أنها تذهب إلى عدم الرد، أو القيام برد محدود وفقا للخطوط العريضة المتفق عليها.

واللافت دخول روسيا دورة الانتقام المتبادل هذه المرة، حيث هناك تقارير تتحدث عن أنه موسكو قدمت تعاونا ومعلومات لإيران فى إطار منع التصعيد، وهو ما يعنى إعادة الحسابات من قبل الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، أو تحديث دورة الردود.

وأيا كانت الأمور، فإن المؤشرات الأولية، تؤكد  التزام إسرائيل بالاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن محدودية الرد، واستثناء المشروعات النووية والنووية وسط ضغوط دول المنطقة بعدم التوسع فى الحرب، ليصبح الجميع أمام ردود لا تستهدف إلا الرسائل لا أكثر، وهو ما رأيناه من مبالغة تل أبيب فى نجاحات الرد، وحديث طهران عن نجاحات الدفاعات الجوية الإيرانية فى المواجهة وافشال الرد.

لذا، فإن اعتقادى، قد انتهى زخم المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، وأن الضغط القادم سيكون نحو التهدئة وضرورة التوصل إلى حل بعد نجاح البيت الأبيض إلى ضبط مستوى التصعيد ، وبالتالى سنكون أمام مرحلة جديدة نحو تفاهمات إلى تسوية شاملة فى المنطقة، أو الاستمرار فى تحديث لعبة الانتقام المتبادل، وترك الاحتلال يرتكب جرائم حرب ومجازر دامية فى حق الفلسطينيين وقضيتهم..


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة