انطلاقاً من الاهتمام بأعمال حقوق الإنسان للمكفوفين وضعاف البصر يحتفل العالم 4 يناير باليوم العالمى للغة برايل والذى يصادف هذا التاريخ يوم ولادة لويس بريل مخترع اللغة واحتفل به كأول يوم عالميًا لبريل في 4 يناير
ومن هنا سوف نسلط الضوء على المثقفين الذين فقدوا ابصارهم وأصبحوا من كبار الكتاب المؤثرين في تاريخ الأدب.
ويبرز بين هؤلاء طه حسين، حيث يعد طه حسين علمًا من أعلام التنوير والحركة الأدبية الحديثة فقد اشتهر بعلمه الواسع في عالم الأدب والفكر كما برز إلمامه بالفكر الغربى بشكل واضح سواء فى الفسلفة أو الأدب.
ولد طه حسين فى نوفمبر 1889 بقرية "الكيلو" بمحافظة المنيا وفقد بصرَه في الرابعة من عمره عقب إصابته بالرمد غير أن النقطة الفارقة في حياته كانت التحاقة بكتاب القرية حيث فاجأ شيخه "محمد جاد الرب" بذاكرة قوية وذكاء متوقد، فتعلم اللغة والحساب والقرآن الكريم في فترة وجيزة.
أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلَّفات والترجمات، وكان يكرِّس أعمالَه للتحرر والانفتاح الثقافي، مع الاعتزاز بالموروثات الحضارية؛ عربيةً ومصرية وقد اصطدمت أطروحاته ببعضِ الأفكار السائدة، فحصدت كبرى مُؤلَّفاته النصيب الأكبر من الهجوم الذي وصل إلى حد رفع الدعاوى القضائية ضده، وعلى الرغم من ذلك، يبقى في الذاكرة كتبه المهمة "في الأدب الجاهلي"، و"مستقبل الثقافة في مصر" والعديد من عيون الكتب والروايات، فضلًا عن روايته "الأيام" التي روى فيها سيرته الذاتية.
أما بالنسبة لـ هيلين كيلر، الكاتبة والمحاضرة وناشطة أمريكية، مرت بالعديد من المحن ولكنها لم تستسلم واستطاعت أن تكتب اسمها بحروف من نور، لتصبح أكثر الشخصيات المؤثرة بالعالم، واليوم تمر ذكرى رحيلها، إذ رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 1 يونيو من عام 1968م عن عمر ناهز 88 عامًا.
عند بلوغها سن السابعة قرر والداها إلحاقها بمدرسة للمكفوفين وتعيين معلمة خاصة لها كانت تدعى "آن ساليفان" والتى رافقت هيلين حتى وفاتها، وحققت معها تقدما هائلا فى قدرتها على التواصل مع الآخرين والتعبير عن نفسها باللمس والكلام.
وقد استطاعت أن تحقق نجاحًا فى دروسها بتفوق فى تعليمها حتى التحقت بالتعليم الجامعى وسط تشجيع الكثيرين بعد تفوقها وانتشار قصتها، كانت ترافقها معلمتها سوليفان التى كانت تجلس بجانبها لتفسير المحاضرات والنصوص، وخلال سنواتها الجامعية تعلمت اللغات الفرنسية والألمانية واليونانية واللاتينية، وتخرجت من الكلية فى سن الـ24 بتقدير امتياز، وأكملت دراستها العليا حتى حصلت على الدكتوراه.
عبر مسيرة أدبية نشرت هيلين 18 كتاباً، ومن أشهر مؤلفاتها "العالم الذى أعيش فيه، أغنية الجدار الحجرى، الخروج من الظلام، الحب والسلام، وهيلن كيلر فى اسكتلندا"، وغيرها الكثير، كما وترجمت أعمالها إلى 50 لغة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة