يحتفل العالم في 30 سبتمبر من كل عام باليوم العالمى للترجمة، وهو يوم تم اعتماده قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في 24 مايو 2017، حيث اعتمدت الجمعية العامة القرار 71/288 بشأن دور المتخصصين في اللغة في ربط الدول وتعزيز السلام والتفاهم والتنمية، وأعلنت يوم 30 سبتمبر يومًا دوليًا للترجمة، واختير هذا اليوم بالتحديد باعتباره عيد القديس جيروم، مترجم الكتاب المقدس، الذي يعتبر شفيع المترجمين.
كان القديس جيروم كاهنًا من شمال شرق إيطاليا، وهو معروف في الغالب بمحاولته ترجمة معظم الكتاب المقدس إلى اللاتينية من المخطوطات اليونانية للعهد الجديد، وكما ترجم أجزاء من الإنجيل العبري إلى اليونانية. وكان من أصل إيليري ولغته الأم كانت اللهجة الإيليرية. وتعلم اللاتينية في المدرسة وكان يجيد اللغة اليونانية والعبرية، التي حصل عليها من دراساته وأسفاره. وتوفي جيروم بالقرب من بيت لحم في 30 سبتمبر من عام 420.
ويعد القديس جيروم، صاحب أول ترجمة شاملة للكتاب المقدس، وقد بدأت قصة القديس جيروم مع الترجمة حين دعا البابا داماسوس أسقف روما (383 م) إلى تفويض سكرتيره القديس جيروم لإعداد ترجمة لاتينية رسمية يعتمد عليها، فقام القديس جيروم بترجمة العهد القديم عن العبرية مباشرة والعهد الجديد عن اليونانية مباشرة ودعيت ترجمته هذه بالفولجاتا أي العامة، والتي صارت الترجمة المعتمدة للكنيسة الكاثوليكية على مدى عشرة قرون، ويرى العلماء اللاهوتيين والإنجيليين أن لهذه الترجمة اللاتينية أهمية خاصة في تحقيق نص العهد الجديد لأنها ترجع لمنتصف القرن الثانى الميلادى، كما أنها تقدم لنا صورة مبكرة للنص اليونانى الذي ترجمت عنه، خاصة وإنها كانت أكثر حرفية.
وأطلق عليه لاحقًا، مسؤولاً عن أشهر نسخة من الترجمة اللاتينية للكتاب المقدس وأكثرها استخدامًا، اشتهر بفكره ومهارته في الترجمة وأصبح رائدًا في ترجمة الكتاب المقدس وأحد أكثر علماء الكتاب المقدس موهبة في عصره، تلقى تعليمه الجيد، صاغ القديس جيروم الظاهرة الميدانية لـ "التكافؤ الديناميكي"، كان يعتقد أن الترجمة يجب أن تكون متساوية - ليس فقط في المعنى ولكن في جودة الأسلوب. وهذا يعني أن القديس جيروم كان من أوائل المترجمين البارزين الذين ترجموا "المعنى من أجل المعنى" بدلاً من "كلمة بكلمة". أصبحت هذه الطريقة معروفة باسم التكافؤ الديناميكي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة